أنا لا أحبك طفلي !
إذا كانت الكلمة الطيبة تثمر أحلى الثمار، وتقتح القلوب، وتجعل الآذان مصغية، فهي أساس التربية السليمة لأبنائنا.
ولكننا ننسي مع صعوبة الحياة وسرعة إيقاعها، وكثرة الأعباء الملقاة على عاتقنا، أهمية توجيه كلمات طيبة خلال حياتنا اليومية لأبنائنا الصغار، وبدلا من ذلك نوجه تعليماتنا إليهم مصحوبة بأقذع الألفاظ، ونتناسى أثر هذه الكلمات القاسية على نفسية أبنائنا.
وقد أوصت الدراسات التربوية بضرورة تثقيف الأبوين قبل الإنجاب، وتعريفهم بأصول وقواعد التربية الصحيحة، لخلق جيل من المراهقين والشباب، يكون سويا وخاليا من المشكلات النفسية.
كما نبهت إلى أن هناك بعض الألفاظ السيئة، التي يجب أن يتجنبها الأبوين، والمعلمين، والمعلمات وكل من هو منوط بتربية الطفل، حيث تدمر هذه الألفاظ نفسية الطفل، وتشجعه على الإنحراف، وتترك أسوأ الآثار على مستقبله. إليكم بعض هذه الكلمات:
1- السب:
السب أو شتم الطفل بألفاظ تتضمن أوصاف الحيوانات مثل أنت (كلب – حمار – ثور – تيس – ياحيوان) أو (يوم ميلادك كان أسوأ يوم) وهكذا. هذا الأسلوب يدمر نفسية الطفل، ويجعله يشعر بالنقص، وبأنه أقل من غيره.
2- الإهانة :
من خلال وصفه بأوصاف سلبية، والانتقاص منه مثل أنت (شقي ، كذاب ، قبيح ، سمين ، مفسد، أعرج ، سارق) والإهانة مثل الجمرة تحرق القلب، وتكسر الخاطر، وتترك في النفس أسوأ الأثر.
3- المقارنة بينه وبين أقرانه
عندما نقارن بين الطفل وبين أقرانه بطريقة بها الكثير من الاستهزاء، والتوبيخ، فإننا بذلك نشعره بالنقص والدونية، دون أن يكون له ذنب في ذلك، لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، فالمقارنة تدمر شخصية الطفل، وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يُقارن به، قيكره الأشقاء أو الأصدقاء أو الأقارب.
4- الحب المشروط:
كأن نشترط الحب لأبنائنا بفعل معين مثل (أنا لا أحبك لأنك فعلت كذا، أحبك لو أكلت كذا أو لو نجحت وذاكرت) فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه، وعندما يكبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة، لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا، ولهذا السبب نجد أن الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا لأن (حبهم غير مشروط).
5- الإحباط:
أمثلة عديدة من الألفاظ المتداولة في الحياة اليومية بين أبوين عصبيين وطفل قليل الحيلة، مثل (أنت لا تفهم، اسكت يا شيطان، ما منك فايدة، أنا أتحدث وأنت لاتعي ما أقول)، وهي تبعث على هدم نفسية هذا الطفل المسكين.
6- التهديد:
والمقصود به التهديد الخاطئ (حأكسر راسك، أشرب من دمك، سأذبحك) والأب أو الأم لا تفهم أثر هذا الأسلوب الخطير على نفسية الطفل المسكين الذي يتوقع في كل لحظة، أنه مذبوح لا محالة، يترسخ في ذهنه الألم، والخوف والرعب، وكلها أمور تترك أسوأ الأثر على الطفل، وتجعله مكبل بأفكار سوداء.
7- ذكر معلومة خاطئة:
مثل (الرجل لا يبكي، اسكت أنت لازلت صغيرا، هذا الولد أصابني بالجنون، أنا لا أقدر عليه، الله يعاقبك ويحرقك بالنار)، هذه المعلومات تثير البلبلة في ذهن الطفل.
8- المنع غير المقنع:
وهو منع الطفل من التصرف في شيء (لا تفعل كذا، إياك أن تفعل كذا) ومثل أن نكرر من قول لا لا لا عندما يطلب شيئا، ودائما نرفض طلباته من غير بيان للسبب، وهذا الرفض المستمر يسبب للطفل ضعف في شخصيته، ويجعله غير قادر على تحمل المسئولية، ويخاف قبل الإقدام على أي تصرف، فهو مُكبل بألفاظ الماضي (لا تفعل كذا، وإياك أن تفعل كذا).
9- الدعاء عليه:
أن ندعو على الصغير وهو فلذة الكبد شيء مكروه، مثل (الله يأخذك، عساك تموت، ملعون) هذا الأسلوب يترك في نفس الطفل آثارا سيئة، وأنه غير مرغوب فيه.
10- الفضيحة:
أن نتسبب بفضح الطفل، وذلك بكشف أسراره وخصوصياته، مثل أن نقول إنه لازال يتبول على نفسه مثلا، أو إنه يسرق حاجيات أصدقائه في المدرسة، دون أن نعرف أن الوالدين هما السبب.
آثار سلبية مدمرة:
بسبب ما سبق، وبالإضافة إلى الخوف والرهبة والرعب الذي ينتاب الطفل، لا يجد إلا أن يلجأ للوحدة، يعتصره الألم، والخوف من المستقبل، فهو بالنسبة له مجهول، لم يتدرب على تحمل المسئولية، لا يستطيع التعامل مع الآخرين، باختصار ندمر فيه كل شيء.
فهل نريد هذا المصير المظلم لأبنائنا؟
والحل يكون في معاملة الأطفال معاملة حسنة ومراعاة كل قول أو فعل يوجه إليهم، وأن يكون الوالدان قدوة للصغير في اللفظ والفعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق