ماذا عليك أن تفعل حين تشعر أنك لا تريد فعل أي شيء
إلى كل من يشعر بالتعب والإرهاق .. أرسل لك الكثير من الحب، وأذكرك أن تمنح الحب لنفسك أيضًا
جميعنا نمر بأيام، حين نستيقظ نشعر بأننا منهكين، فاقدين الشغف، مزاجنا سيء، لا نريد أن نكون منتجين.
وفجأة، تمسك هاتفك، وتقلب صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، فتجد الكثير من الشغوفين والحالمين والطاقة الإيجابية، والمنتجين والناجحين، فتشعر بالإحباط لأنك غير قادر على فعل ذلك، لا اليوم ولا الأمس ولا الغد.
ويمكنني أن أقول لك ولي. لا بأس بالشعور بذلك.
فحتى أكثرنا إشعاعا بطاقة إيجابية يمر بتلك الفترات ويعيش هذه الأيام، لكن بعضنا قادر على التمثيل أكثر من الآخر، وبعضنا قادر على إخفاء تعبه وإنهاكه أكثر من الآخر.
الكثير من المقالات والكتب ومدربي الحياة، يمطرونك بنصائح وخطوات لتكون أكثر إنتاجية وحماسا.
أهلك وأصدقاؤك يبدأون ببعث رسائل لك ويقولون لك، تحمس، اخرج من المنزل، لا تكن هكذا، منهكا وعديم الإنتاجية.
كل ذلك يزيد من إحباطك إحباطا. كلمات وخطوات تثقل كاهلك وقلبك بما لا تستطيع القيام به.
وأنا أقول لك. لا بأس.
كل تلك الكلمات. ألقي بها نحو الهاوية.
أقفل السماعة بوجه من يمطرك بهذه الكلمات.
لا أحد منهم قادر على الشعور بك، وبما تمر به.
ولا أحد قادر على معرفة الأفضل لك، مثلك.
في هذه المرحلة، عليك أن تفعل عكس كل ما يقال لك، عليك أن تهدأ وتكون لطيفا مع نفسك أكثر، أن لا تجبر نفسك على ما لا تستطيع القيام به.
أحيانا، لا بأس إن لم نقم بفعل شيء. لا بأس إن منحنا أنفسنا الوقت اللازم للشفاء الروحي.
أحيانا جسدك وعقلك وقلبك منهكين جدا من تراكمات قاسية.
هذا النظام الرأسمالي اليوم، قائم على فكرة أن تحرق نفسك وتجهد عقلك وروحك لتنتج، يريد تحويلك لآلة قادرة على الإنتاج طوال الوقت على مدار الساعة.
هذا النظام الاجتماعي والاقتصادي، يعزز فكرة أن قيمتك تكمن بإنتاجيتك ونجاحك، وأنه عليك تحقيق الإنجازات دائما لتكون موجودا ولتكون لديك قيمة مهمة.
لكن، لا!
قيمتك تكمن بقلبك وعقلك، بوجودك كإنسان، بأخلاقك وقيمك ولطافتك.
وإن إنجازاتك واللحاق بشغفك ونجاحك في النهاية تسجل لك، وفائدتها تعود إليك وحدك.
من المهم أن نأخذ قسطا من الراحة، حين نشعر أننا بحاجة لذلك، أن نمنح أنفسنا الحب، دون الشعور بالذنب، لمجرد أننا نقوم بعمل أقل.
من المهم أن نعطي وقتا لأنفسنا للشفاء، ولتنمية صحتنا العقلية والنفسية وإعادة شحن أنفسنا بالطاقة من جديد، لتعزيز شغفنا.
فنحن في النهاية عبارة عن طاقة، قابلة للخبو وللإشعاع.
من الممكن أن تخرج للطبيعة، وتتوحد معها، لتذكر نفسك أنك جزء من الكل الأعظم، أن تسمع موسيقى التي تحبها، أن تبكي إن أردت، أن تنعزل مع نفسك وكوب قهوة أو شاي تحبه، أن تشاهد فيلما أو مسلسا يعجبك، أن تبتعد تماما عن كل ما يستفزك، من أشخاص وكلام غير مرحب به.
أن تلجأ للتأمل إن أردت، أو تقرأ كتابا.
افعل ما تشعر أنك تريده، ولا تتوقف أبدا بأن تكون لطيفا مع نفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق