القلب ليس مضخه دم فقط كما أكتشف الأطباء سابقاً الناشر/صلاح حسن احمد
أرجو القراءة بتدبر وعناية :-
( القلب ليس مضخه دم فقط كما أكتشف الأطباء سابقاً ) .
السبق القرآني في علم القلب :- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه ” العقل ” موجود في مركز القلب ، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه ، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به ، قال تعالى : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج : 46].
وقال تعالى : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ) [الأنعام : 179].
* أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب ، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم .
* وقال تعالى : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) [البقرة : 74].
فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين ، ولذلك قال عن الكافرين : ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [الزمر : 22] ، ثم قال في المقابل عن المؤمنين : ( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ) بالزمر : 23].
* كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب ، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب ، وأن الله يختبر ما في قلوبنا ، يقول تعالى : ( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) [آل عمران : 154].
* الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع ، قال تعالى : ( وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ) [الأعراف : 100].
* للقلب دور مهم في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها ، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم ، قال تعالى : ( وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) [التوبة : 93].
* مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ ، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة ، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه ، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات ، ولذلك قال تعالى : ( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) [الفتح : 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها : (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ) [العلق : 16].
* الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة ، ولذلك قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) [المائدة : 41].
* صاحب القلب الصناعي لا يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل ، وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [الأنفال : 2].
* وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب ، فقال : ( وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ) [الحشر : 2].
** الإعجاز في السنة النبوية :- لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس ، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح ، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم ، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي ، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) [متفق عليه].
* أفضل علاج للقلب :-
يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب ، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب ، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره ، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى : ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28].
* وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان ، ونتذكر أكثر دعاء النبي : ( يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ) ، وندعو بدعاء المؤمنين : ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) [آل عمران : 8].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق