إعقليني ولا تركني لأنيني !...بقلم عفاف عبد الوهاب صديق

إعقليني ولا تركني لأنيني !

على حين غفلة تركني متعجلاً لفراقي ،

كسُول العتاب ، عزيز الخِطاب ، شحِيح الجواب

.. ثم غاب عني وكأنه طيف خط ألوانه الزوال!

ولم أقم من مجلسي ،

ودام صمتيَ الحزين مرابطاً أنين القلب ،

وسكون شديد في الجوارح !

ولم لا والنفس صارت تتأهب للكلام ،

وقد نظرت إلىّ لوَّامة فصيحة المنطق تقول :

كدت أن تظلميني .. أنتِ التي عليك أن تحميني

؛ إن قلت لكِ يساراً فلا تطيعيني ،

وإن أغويتك بشدة حاجتي فلا تسمعيني
،
وإن وسوست لكِ بالهوى فلا تتبعيني

.. أنا التي عليكِ رعايتي

،بزمام الخوف من القهار امتطيني

ولا ترقّي لدمعي ولا تركني لأنيني ..

فقط إمسحي برفق عنقي

ثم توجهي بي إلى وادي الصبر وهـناك اعقليني ،

وزيديني من زروع القناعة والرضى ،

واسقني من رىّ الزاهدين ،

وحين فرغت نفسي من الكلام

أويت إلى ركن الهدى والرشاد خجلَى منها،

وإذ بقدمي تذل فوقعت في بئرٍ

كادت روحي أن تخرج من جسدي ،

ولما ذهب خوفي وقد لامـست قدماى عمقه

وجدت طوقاً على حافته فنطق لساني

: الحمد لله فإذ بالطوق يقترب مني والماء يزيد

قلت : لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله

، والطوق يزداد قربا والماء يتدافع ينقيني ويغسلني

ويقول : لا تخافي أنا ماء الهدى وهذا طوق الرشاد

حتى غمرني غمرة كاملة ، وفي لمحة أمسكت بالطوق

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..

ثم طفوت والسرور في قلبي والطمأنينة في ضميري ،

والحمد في فؤادي

، ولم يشغل بالي بعد إلا نفسي

نفسي التي عقلتها ، وظللت وأنا أركض نحوها

أهلل وأكبر حتى فككت عقالها ،

ووثبت عليها وثبة العزيمة والإرادة وامتطيتها ،

وبرفق مسحت عنقها وسريت بها على طريق

الخير يؤاذرني صهيلها ، ويزكيني صبرها ،

وكان أن زينت عُـنقها بطوق من زهورالورد ،

وألقمتها من يدى شهد التقى والود ،

وتنسمنا معاً عبير الريحان ،

وهى تجري تارة تختال وأخرى تستحي مما كان

ومازلنا إلى الآن نسير.

أرق تحياتي
عفاف عبد الوهاب صديق

 01-08-2010,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق