أشهر كومبارس في السينما.. شقيقان أحدهما مات منتحرا والآخر رحل حزنا عليه

الفنان عبد المنعم إسماعيل

ذهب في صمت، تاركا خلفه زوجة تتشح بالسواد، تواجه مع أولادها السبعة مصيرا مؤلما عجز هو نفسه عن احتماله، وأنهى حياته بيده.

ففي الفن كما في الحياة، هناك دائما من يؤدي دور البطولة ويحظى بالشهرة والأضواء والمال، وهناك من يؤدي دور الكومبارس ويفتقد كل ذلك، لكنه مطلوب لإكمال الصورة وحتى يكون العمل الفني مكتملة.

جنود مجهولين لا يشعر بهم أحد، ويواجهون الكثير من المتاعب والأخطار، ويحصلون في النهاية على القليل والقليل جدا من الأجر  والاهتمام، وكل واحد منهم لديه أمل أن تتحسن أحواله.

يعتبر أحد الوجوه المألوفة على الشاشة، ربما لا تعرف اسمه، لكنه كان قاسمًا مشتركاً في معظم الأفلام السينمائية، رصيده الفني يحوي أكثر من 300 فيلم، قام بها من بداية الأربعينيات حتى نهاية الستينيات، وتحديدًا عام 1968 بعد تقديمه آخر أفلامه “قنديل أم هاشم”.

أدوار عبدالمنعم إسماعيل تتمحور حول المعلم خفيف الظل الذي يجلس أمام محله، مشاهده في كل فيلم لا تتعدى ثلاثة مشاهد، لكن دوره مُتقن للدرجة التي حتما ستعلق في ذهنك، عبد المنعم إسماعيل ورفاقه كما وصفهم الكاتب مؤمن المحمدي في كتابه هم “ملح السينما”، مثلهم مثل الملح يدخلون في كل الأطعمة، لا يمكن تخيل الطعام بدون ملح ولا تخيل السينما دون عبدالمنعم إسماعيل وحسين إسماعيل وغيرهم.

الفنان عبدالمنعم إسماعيل هو شقيق الفنان حسين إسماعيل الذي يخطئ الكثيرون في التفريق بينهم، ويعتبرهم البعض شخصية واحدة،ورحل عام 1974، حزنًا على شقيقه

نجح عبدالمنعم إسماعيل في الأدوار الشعبية بجدارة، وقدم دور المعلم والميكانيكي والممرض وصول البوليس، وفتوة الحارة، وصاحب المقهى أدوار قدمها باقتدار جعلت لها دور في كل فيلم، فكان إسماعيل ياسين ونجوم هذه المرحلة يختارون عبدالمنعم إسماعيل في الفيلم حتى قبل توزيع الأدوار، يكون له دور في الفيلم، وبالطبع سيكون سبب من أسباب نجاحه، وأنت على سبيل المثال، لا يمكنك أن تنسى الممرض خفيف الظل الذي غنى مع محمد فوزي وشادية في فيلم “بنات حواء”.

من أشهر أدوار عبدالمنعم إسماعيل “المتهمة، انتصار الشباب، قنديل أم هاشم، اللص والكلاب، قلبي دليلي، بابا أمين، الزوج العازب، إسماعيل يس في مستشفى المجانين”.

اتخذ عبدالمنعم إسماعيل مقعده بأحد أركان مقهى الفن الشهيرة بشارع عماد الدين، وحيدا لا يشعر بمن حوله، مشاهد عنيفة، ومتناقضة تجول بخاطره وأمام عبنيه هل يمكن أن يحدث هذا له بعد 35 عاما قضاها للعمل في السينما، حيث لم يطرق باب شقته الساعي العجوز منذ شهور طويلة، بعدما كان يأتي له بأمر الشغل والذهاب إلى الاستوديو.

لكن طال انتظاره، وخلا جيبه من أية نقود وهاجمته مطالب أبناءه السبعة الذين يدرسون في مراحل تعليم مختلفة ومعظمهم في مدارس خاصة تطلب المصاريف، ومنزله أصبح مهددا من المصروف اليومي، غير خطاب من مصلحة الضرائب يطالب بمبلغ 300 جنيه، مما زاد حالته النفسية سوءا، بحسب ما نشرته جريدة الجمهورية في عام 1966.

شعر بأنه يعجز عن تلبية طلبات أبناءه، ودفع مصروفاتهم، انتفض من فوق مقعده  إلى أن يلقى بنفسه في مياه النيل، ليرحل عن دنيانا عام 1970.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق