القرآن تدبر وعمل سورة الأحقاف صفحة رقم 503
الوقفات التدبرية
١
{ ۖ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ ۖ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }
ففي هذا الختام ترغيب للنبي ﷺ في الصفح عنهم فيما نسبوه إليه
في افتتاحها من الافتراء، وندب إلى الإحسان إليهم، وترغيب لهم في التوبة.
البقاعي:18/132.
السؤال:
ما دلالة ختم الآية بصفتي الغفور والرحيم له سبحانه ؟
٢
{ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ ۖ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }
هذا تهديد لهم ووعيد أكيد، وترهيب شديد، وقوله جل وعلا:
(وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ) ترغيب لهم إلى التوبة والإنابة؛
أي: ومع هذا كله إن رجعتم وتبتم تاب عليكم وعفا عنكم وغفر ورحم.
ابن كثير:4/157.
السؤال:
دائماً ما يقرن الله بين الترغيب والترهيب في كتابه،
بين ذلك من خلال هذه الآية.
٣
{ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ }
(مِّنَ ) ابتدائية؛ أي ما كنت آتياً منهم بديعاًً غير مماثل لهم؛ فكما سمعتم بالرسل
الأولين أخبروا عن رسالة الله إياهم فكذلك أنا، فلماذا يعجبون
من دعوتي. وهذه الآية صالحة للرد على نصارى زماننا الذين طعنوا
في نبوته بمطاعن لا منشأ لها إلا تضليلٌ وتمويه على عامتهم؛
لأن الطاعنين ليسوا من الغباوة بالذين يخفى عليهم بهتانهم.
ابن عاشور:26/ 17.
السؤال:
كيف ترد بهذه الآية الكريمة على النصارى؟
٤
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ ۚ }
وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن
الصحابة -رضي الله عنهم- هو بدعة؛ لأنه لو كان خيراً لسبقونا إليه؛
لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها.
ابن كثير:4/159.
السؤال:
ما الفرق بين قول المشركين وقول أهل السنة والجماعة في الصحابة؟
٥
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُوا۟ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
الذين جمعوا بين التوحيد الذي هو خلاصة العلم, والاستقامة في الدِّين
التي هي منتهى العمل.
الألوسي:25/240.
السؤال:
ما المقصود بقوله تعالى: (قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُوا )؟
٦
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُوا۟ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
إشارة إلى أن هيبته بالنظر إلى جلاله وقهره وجبروته وكبره وكماله
لا تنتفي، ويحصل للإنسان باستحضارها إخبات وطمأنينة ووقار
وسكينة يزيده في نفسه جلالاً ورفعة وكمالاً، فالمنفي خوف يقلق النفس.
البقاعي:18/144.
السؤال:
ما نوع الخوف المنفي هنا؟
٧
{ أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ}
العباد لا يزالون مقصرين محتاجين إلى عفوه ومغفرته؛ فلن يدخل
أحد الجنة بعمله، وما من أحد إلا وله سيئات يحتاج فيها إلى مغفرة الله لها؛
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ)
[فاطر: 45].
وقوله ﷺ :
(لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)
لا يناقض قوله تعالى:
(جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ...
فالعمل لا يقابل الجزاء وإن كان سبباً للجزاء، ولهذا من ظن أنه قام
بما يجب عليه، وأنه لا يحتاج إلى مغفرة الرب تعالى وعفوه فهو ضال.
ابن تيمية:5/549.
السؤال:
كيف تجمع بين قـوله ﷺ : (لن يدخل الجنة أحد بعمله)
وقـوله تعالى: (جزاء بما كانوا يعملون)؟
التوجيهات
1- الرسول ﷺ ليس له إلا أن يتبع ما يوحى إليه، فنحن من باب أولى،
﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾
2- الإعجاب بالنفس سبب من أسباب البعد عن الهداية، ﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُوا۟ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ ﴾
3- فضل الاستقامة على الدين وأهميتها، ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟
رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُوا۟ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- ابحث عن بدعة موجودة بين الناس وانصح بعض من حولك بتركها،
﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾
2- ابحث عن خير واسبق غيرك إلى فعله هذا اليوم،﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُوا۟ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ ﴾
3- قل: ربي الله، ثم اجتهد في تطبيق جميع العبادات في ذلك اليوم
على أتم وجه، ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُوا۟ فَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
افْتَرَاهُ اخْتَلَقَهُ.
تُفِيضُونَ فِيهِ تَقُولُونَ فِي القُرْآنِ.
بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ أَوَّلَ رُسُلِ اللهِ إِلَى خَلْقِهِ.
أَرَأَيْتُمْ أَخْبِرُونِي.
وَشَهِدَ شَاهِدٌ كَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رضي الله عنه.
إِفْكٌ قَدِيمٌ كَذِبٌ مَأْثُورٌ عَنِ النَّاسِ الأَقْدَمِينَ.
إِمَامًا هَادِيًا يَأْتَمُّونَ بِهِ، وَيَعْمَلُونَ.
مُصَدِّقٌ لِكُتُبٍ قَبْلَهُ.
اسْتَقَامُوا ثَبَتُوا عَلَى الإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ
تمت الصفحة ( 503 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق