قصة جالوت وطالوت وتابوت العهد
![موقع أيام نيوز](https://pub309.ayam.news/UploadCache/libfiles/66/7/600x338o/773.jpg)
قصة داوود وجالوت هي إحدى القصص التي تناولت سيرة بني اسرائيل في القرآن الكريم بعد عهد سيدنا موسى وسيدنا هارون.
سلط الله على بني اسرائيل ملوكا جبارين وانقطع فيهم نسل الأنبياء وأبدلهم الله حكم الأنبياء بحكم الملوك الذين أذاقوهم الظلم والجور ليس ذلك فقط بل تكالب عليهم أيضا أعداؤهم وكان معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان فكانوا إذا قاتلوا الأعداء هزموهم وانتصروا عليهم.
قصة التابوت
التابوت كان فيه أمور معظمة مما ترك آل موسى وآل هارون وجعل الله تعالى في التابوت من السکينة ويظهر البركة فيه وكان ضياع التابوت منهم سببا في تخلفهم وانكسارهم وإنما كان ذلك فيهم جزاء ما قتلوا من الأنبياء وانحرفوا عن دعوتهم ومسارهم فلما كانت بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان هزموا وأظهر الله أعداءهم عليهم فانتزعوا منهم التابوت حتى إذا علم ملك زمانهم من بني إسرائيل مالت عنقه كمدا فماټ فأصبحوا شتاتا مثل الغنم بلا راع فسلط الله عليهم أعداءهم فكان هذا حالهم طوال 460 سنة حتى بعث الله فيهم نبيا.
وطالوت
ورد اسم جالوت مقترنا باسمي طالوت وداوود عليه السلام وتقول الرواية بأن بني إسرائيل كانوا مؤمنين بالله ويعيشون على الاستقامة والعدل وقد أرسل الله إليهم الأنبياء ليرشدوهم إلى طريق الحق وطريق الخير فعظم شأنهم وقويت دولتهم فكانوا لا يقاتلون أحدا إلا غلبوه.
كانت قوتهم الحقيقية تكمن في إيمانهم بالتوراة حيث تقول الروايات بأنه كان لديهم تابوت ورثوه عن أجدادهم فكان نعمة من الله عز وجل وله شأن كبير عندهم فكانوا يقدمون التابوت بين جنودهم لحظة اشتباكهم مع أعدائهم فينشر السکينة بنفوس الجنود ويبعث الخۏف في نفوس أعدائهم.
الله شأن بين اسرائيل وقويت دولتهم لكنهم ضلوا عن الحق وابتعدوا عن طاعة الله عز وجل فسلط الله عليهم أقواما أخرى فقتلوهم واستولوا على التابوت والتوراة ولم يكن أحد من بني إسرائيل يحفظ التوراة إلا القليل منهم فضعف شأنهم حتى أصبحوا أذلة.
عادوا إلى رشدهم وتركوا العادات التي تبعدهم عن الله وبدؤوا يصومون ويصلون حتى يرضى الله عنهم ويتضرعون إلى الله بأن يبعث عليهم ملكا يعيد لهم كرامتهم فهيأ الله جل وعلا لهم ملكا صالحا اسمه طالوت.
طالوت وجالوت
بدأ طالوت يجهز جيشا من بني إسرائيل لملاقاة الأعداء فقاد طالوت الجيش وتوجه لملاقاة أعدائه وكان جيشه يتكون من 80000 مقاتل أخبرهم بأن لا يشربوا من نهر سيمرون عليه وهو نهر الأردن ومن يشرب منه فليس من جيشه ولا يقاتل معه.
لما وصل الجنود إلى النهر كان العطش قد أصابهم فخالف أغلب الجنود أمر ملكهم وشربوا من ماء النهر فعاد أغلب الجنود إلى بيت المقدس وبقي مع طالوت عدد لا يزيد عن 314 مقاتلا فقطع طالوت بهذه الفئة المؤمنة الشريعة وعند مقابلتهم لجيش أعدائهم خاف جند طالوت وطلبوا من الله مساعدتهم.
قتال دواود لجالوت
أثناء الحړب خرج جالوت من بين صفوف جيشه طالبا المبارزة فلم يخرج أحد من صفوف جيش طالوت لعلمهم بقوة جالوت وطغيانه فنادى مرة أخرى فلم يخرج أحد لمبارزته حتى تدخل الملك الصالح طالوت فقال لجيشه من يبارز جالوت وېقتله زوجته ابنتي وجعلته قائدا للجيش فخرج من بين الصفوف شاب صغير السن فقير الحال وكان هذا الشاب هو داوود عليه السلام.
سن داوود الصغيرة كانت محل استغراب جنود طالوت كيف يستطيع هذا الشاب مبارزة جالوت إلا أن داوود كان معتمدا على قوة إيمانه فقټله وبذلك انتهت المعركة بانهزام جيش جالوت وانتصار جيش الملك طالوت وما لبث أن أصبح داوود عليه السلام ملكا على بني إسرائيل.
طالوت وجالوت وتابوت العهد وردت في القرآن الكريم وهي تحمل العديد من الدروس والعبر حول الإيمان والصبر والتوكل على الله. يمكن تلخيص القصة كالتالي
1. اختيار طالوت ملكا
في زمن نبي الله شمويل صموئيل طلب بنو إسرائيل أن يختار الله لهم ملكا يقودهم في الحړب ضد أعدائهم الذين اضطهدوهم واستولوا على أراضيهم. فأوحى الله إلى نبيه أن طالوت هو الملك الذي سيقودهم رغم أن طالوت كان من طبقة فقيرة وغير معروف بأنه من سلالة ملوك.
قال تعالى
وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ۚ قالوا أنى يكون له ٱلملك علينا ونحن أحق بٱلملك منه ولم يؤت سعةۭ من ٱلمال ۚ قال إن ٱلله ٱصطفىه عليكم وزادهۥ بسطةۭ فى ٱلعلم وٱلجسم ۖ البقرة 247.
2. تابوت العهد
كعلامة على صحة اختيار طالوت ملكا أعاد الله إلى بني إسرائيل تابوت العهد الذي كان رمزا للسکينة والقوة الروحية. قال الله تعالى
إن آية ملكهۦ أن يأتيكم ٱلتابوت فيه سكينةۭ من ربكم وبقيةۭ مما ترك ءال موسى وءال هرون تحمله ٱلملئكة ۚ البقرة 248.
التابوت كان يحتوي على آثار مقدسة منها ألواح موسى وعصا هارون وكان فقدانه قد سبب ضعفا روحيا لبني إسرائيل.
3. الامتحان بالنهر
عندما قاد طالوت جيشه إلى المعركة امتحنهم الله بوجود نهر. أمرهم طالوت بألا يشربوا منه إلا جرعة صغيرة وكان ذلك اختبارا لصبرهم وإيمانهم. قال تعالى
ٱلله مبتليكم بنهرۢ ۖ فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنهۥ منى إلا من ٱغترف غرفةۭ بيدهۦ ۚ البقرة 249.
ولكن معظم الجيش عصوا وشربوا إلا قلة قليلة منهم وهم الذين ثبتوا في المعركة.
4. معركة جالوت
واجه جيش طالوت جالوت وهو قائد جيش ضخم وقوي. وكان جالوت رمزا للبطش والقوة لكن القلة المؤمنة التي صبرت واعتمدت على الله استطاعت مواجهته.
في هذه المعركة ظهر داود النبي لاحقا وهو شاب صغير في ذلك الوقت استطاع بفضل شجاعته وإيمانه أن ېقتل جالوت باستخدام مقلاع وحجر مما أدى
إلى انتصار بني إسرائيل.
بإذن ٱلله ۗ وقتل داوۥد جالوت وءاتىه ٱلله ٱلملك وٱلحكمة وعلمهۥ مما يشآء ۗ البقرة 251.
الدروس المستفادة
1. الثقة بالله اختيار طالوت يعلمنا أن القوة الحقيقية تأتي من الله وليست بالمال أو الجاه.
2. الصبر على الامتحان الامتحان بالنهر أظهر أهمية الصبر والتحكم في الرغبات.
3. الإيمان والتوكل انتصار داود على جالوت يوضح أن الإيمان بالله أقوى من أي قوة مادية.
4. التواضع اختيار داود وهو شاب بسيط لېقتل جالوت يعكس أهمية الإيمان على القوة الجسدية.
هذه القصة تذكرنا بأهمية التمسك بالإيمان والعمل الصالح رغم التحديات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق