قصيدة سهر الليالي


ذابتْ مقلتى من طول السهر
هل هذا من تعاذيبِ الضمير ؟
أم عشقـًا لأضواءِ القمر ؟
ليلٌ طويلٌ بين مخالبـِه السكون
أجراسُ صمتٍ تدعو للجنون
همساتُ سحر ٍ تتلو تراتيلَ الزجر
عصفاتٌ نهر ٍغـُـزلتْ بخيوطِ المطر
دقاتٌ قلبٍ آنت
نغماتٌ روح ٍ غنت ألحانٌ حزن ٍ بالوتر
هباتُ ريح ٍ تهاوتْ معها أوراقُ الشجر
ضرباتٌ فجر ٍ توارتْ منها الغيوم
رشقاتُ ضوءٍ أصابت جنباتِ النجوم
طلقاتُ شمس ٍ قتلتْ أعراسَ الهموم
وها هو قد عادَ من مرقدِه البصر
..............................................
وسرعانَ ما ولى الضياءُ
واقتربَ الصمتُ من مسمعى
وعلى دقاتِ السكون ِ
تراقصَ الليلُ معى
وها هو المهدُ تندى
ونمتْ له أهدابُ شوكٍ
أدمت سنابلَ مضجعى
بردًا شتاءً
ليلا مساءً
أرّقَ عناءً
نومًا مضى
نهارًا تلظى وانقضى
وما عاد الكرى يفتدى
ولا قلبًا عليلا يهتدى
ولا صبحًا صبيحَ كر ِ مَنْ عزمَ الندى
ولا عدتٌ أدرى أين مواطن موجعى؟
يا دمعتى كفى ظلمًا وانسلخى من مدمعى
...........................................
هل يأتى يومُ أنقاض ٍ للصباح؟
وبعد عذابات الليالى
أعيش فجرَ الارتياح
أم أن الليلَ مكتوبٌ لعمري ؟
أظلُ أناهضُ الاجتياح
وما بين صباحا وضحى
سكنتْ ثنايا شطرى رحى
أعيشُ نوادرَ للجاحظِ وجحا
إلي أن تأتى الظهيرة
أظلُ أجالسُ الحقيقة َ المريرة
على طاولات ٍ عـُهـر ٍ مستديرة
تشدو أو تتشدقُ بأحلامها الكثيرة
وما إن يأتى المساء
حتي أقاتلَ نفسى في ازدراء
فكيف أرضى بوغدٍ حقير ٍ
آثر نفسـَـه والبقاء؟
ويا حقارة َ ما نحن فيه
نضعُ رؤوسَـنا فى الرمال ِ
ونتجرعُ السمَ العضالَ
ونعدو بفخر ٍ يمينا أو شمالا
نهتفُ نهللُ فى الجمال ِ
ومسيرنـُا المرُ نواريه
ونسينا أن الفرعَ يحذو حذو جذره
والنطفة ُ خرجتْ من ماء ِ صُـلبــِه
والثعلبُ ورثَ صغائرَ مكره
فكيفَ تطرحُ الفروعُ ثمارًا؟
وهى من أرض ٍ بور ٍوكفار ٍ
جلبتْ للزرع ِ الخرابَ والدمارَ
............................................
ما ذكرتـُه أبلغ ُ إجابة ٍ عن سؤالى
فأنا كللتُ من سهـر ِ الليالى
وحالـُـك ليسَ أفضلَ منه حالى
كلـنـُا ثكلى عبيدٌ ورقيقٌ
رضعْـنـَا في المهدِ ذلا
وشيخنا كالحور ِ العتيق ِ
وامتطـيـْـنـَا الركبَ معصوبى العقولَ
فاقدين حتي لدموع ٍ وريق ٍ
وبريق ٍ هل سيظلُ للأمل بريقٌ ؟
أم أنه سيتوه منا فى الطريق
ربما لو عدنا صديقـًا للصديق
وأزلنا الغيمَ عن مرمى العيون
وفككنا عروات ِ الجفون
يكونُ قد آنَ الأوانُ لأن نفيق

http://gzl7.net/vb/showthread.php?t=17716

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق