لماذا خلقت حواء وآدم نائم ؟؟؟
رد فضيـلة الشيخ عبدالرحمن السحيـم..للأستفادة
الإسرائيليات دخلت هنا وأخذت هذه الجملة فقط وقالت أن آدم كان نائماً ثم أُخِذ منه ضلع خلقت منه حواء، من أين جاءوا بهذا الكلام؟ كلمة ضلع أصلها بعيد عن ضلع العظم الذي في جنب الإنسان. العرب قبل القرآن كانوا يسمون المنحني من الأرض ضلعاً هذا قبل القرآن وقبل محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبل الحديث. ولما نفهم نحن هذا الأمر ما سُمّيَ هذا الجزء من الجسد ضلعاً إلا لأنه أعوج، كلمة ضلع هي الميزة التي في العظم و غاية استقامة الأعوج أنه أعوج حتى يقوم بمهمته ولولا اعوجاجه لسقط القلب في الحشى وهذا تدبير إلهي . لذا قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (29) (الحجر). نفخ الروح هو آخر مرحلة في الخلق بعد تمام التسوية. سوّى واستوى لا تطلق إلا على الشيء المنضبط الناضج المكتمل في مهامه. الرسول -صلى الله عليه وسلم- تدرّب على وحي السماء وتعلّم على وحي السماء فأصبحت مفردات كلماته عالية لغوية بليغة فقال : فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه. هذه تذكرنا بواقعة عيسى وآدم عليهما السلام (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ) ثم تكلم عن آدم خلقه من تراب. لغة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستقاة من الوحي وتأثير الوحي جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتكلم بلغة القرآن.
القرآن كلام الله تعالى وقال سبحانه : (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) فهل هناك مادة اسمها عجل خلق منها الإنسان ؟ حتى لو لم أعرف المجاز والكناية والاستعارة، وفي آية أخرى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ). نحن لما سمعنا أنا خلقنا من تراب ذهب ذهننا إلى التراب الذي نعرفه لكن لما نسمع من ضعف فهل هناك مادة اسمها ضعف؟ أو عجل؟ هذه الكلمات كناية أو مجاز أو غيرها. لكن نفهم من (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) أنها كناية عن أن الإنسان بطبيعته يحب العجلة فكأنه مخلوق من مادة يوصَف بها. وكذلك كلمة من ضعف وكذلك كلمة من ضلع. من ضعف تساوي في الأداء من عجل تساوي عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ضلع.
أما بخصوص الآية في مطلع سورة النساء، الله تعالى خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (1)
من نفس واحدة (آدم) النفس الواحدة خلق منها آدم باتفاق العلماء وخُلِق منها حواء فهي لم تخلق من آدم وإنما من النفس. للأسف لا أحد ينتبه للتعبير الأدائي فنحن تصورنا أن الله تعالى خلق آدم من نفس ثم خلق حواء من آدم وهذا خطأ. في سورة الأعراف قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِين) الأعراف. وكأني بالله تبارك وتعالى يقول للعالمين افهموا أنه ساعة ما أراد خلق آدم كأنه خلقكم أنتم وساعة ما صوّر آدم كأنه صوّركم أنتم لأنكم أنتم قد تحتاجون لأدوات إذا أردتم أن تفعلوا شيئاً وتحتاجون لزمن لهذا الفعل أما الله تعالى بنصّ القرآن الكريم (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82) (يس)، فساعة ما يقول أنا سأخلق آدم ليعمل ذرية تكون الذرية قد عملت وانتهى الأمر. الآية صحيحة إلى يوم القيامة (خلقناكم من عهد آدم، وخلق منها -أي من نفس النفس التي خلق منها آدم- خلق زوجها. آدم ليس هو النفس، وإنما هو جاء منها، وكما خُلِق آدم خُلِقت حواء، لأن الله تبارك وتعالى يقول توقيعاً لهذه النقطة (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الذاريات. يعني كلمة شيء إذا كانت موجودة في أي وقت أو زمان أو أي شيء يجب أن يكون فيه زوجان ذكر وأنثى لأن الخلق مثنى. حواء خلقت فوراً مع خلق آدم بدليل (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ). إذن حواء خلقت إما مع آدم جنباً إلى جنب أو بعد إتمام خلق آدم وعلى أي حال فهي خلقت بنفس الكيفية ولا داعي لتكرار طريقة خلقها في القرآن.
ولتوضيح معنى (مِنْ نَفْسٍ) سنضرب هذا المثال. قال تبارك وتعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ) فهل تعني أنه أخذ قطعة منهم خلق منها محمداً -صلى الله عليه وسلم-؟ كلا وإنما هو توقيع مجازي يدل على أنه من طبيعتهم، من جنسهم، من أنفسهم، من نفس الخلقة ، بشر مثلكم لأنكم لستم ملائكة ولو كنتم ملائكة لأنزل عليكم ملكاً رسولاً . كلمة رسالة تعني مرسِل وهو الله تبارك وتعالى ومرسَل وهو محمد -صلى الله عليه وسلم- ومرسَل إليه وهم البشر.
لذلك، حتى لا يحصل لبس عند محاولة فهم الآيات والأحاديث، يجب على الشخص فهم أساليب العربية لذا قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (2) (يوسف). اللغة العربية شأنها كبير جداً ولغة القرآن الكريم أكبر . اللغة العربية تختلف عن باقي اللغات ، فالقواعد في اللغات الأخرى يمكن أن يدرسها الإنسان في شهر أو سنة أو أكثر لكن اللغة العربية فليس لدراستها مدة محددة فقد نموت ولا ننتهي من دراسة اللغة العربية وقواعدها كلها . واللغة العربية مسألة ولغة القرآن مسألة أخرى .
أولاً: يجِب من يَتكلّم أن يَتكلَّم بِعِلْم، أو أن يَسْكُت بِحَزْم ! لأن الكلام هنا يَدخُل في القول على الله بِغيـر عِلْم، وهو قَرِين الشِّرْك.
ثانـيا: لو كان الْمُتَحَدِّث هنا عن خَلْق حواء اعْتَمَـد في تفسيره على نُصوص وآثار، لَوَجَب التسـليم لِقولِه. إلا أني رأيت أن القول اعتَمَد علـى فَهْم فَهِمه الكاتب، ولم يَعتمِد على أصـول التفسير عند الْمُفَسِرين، كما لم يُعوِّل علـى كلام الْمُفَسِّرين مِن الْمُتَقدِّمِين والْمُتأخِّرِين. وهُـم أئمة في هذا الشأن، ولا شَـكّ.
ثالـثاً: ما يتعلّق بالإسرائيليات، فليس كُلّ مـا وَرَد عن بني إسرائيل يُرَدّ جُملَة وتفصـيلا، بل في المسألة تفصيل نَـبَّـه عليه غير واحِد من أئمة التفسـير. قال ابن كثير رحمه الله عـن الإسرائيليات: فإنـها على ثلاثة أقسـام:
أحدهـا: ما عَلِمْنا صِحّته مما بِأيديـنا، مِمَّا يَشْهَد له بالصدق، فذاك صحيـح.
والثانـي: ما عَلِمْنَا كَذِبه مـما عندنا مِمَّا يُخَالِفـه.
والثالـث: ما هو مَسْكُوت عنه، لا مِن هذا القَبِيـل، ولا مِن هذا القَبِيل، فلا نُؤمن به ولا نُكَذّبه، وتجـوز حكايته لِمَا تَقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فـيه تَعود إلى أمْر ِديني، ولهذا يختلف علماء أهـل الكتاب في هذا كثيرا، ويأتي عن المفسرين خـلاف بسبب ذلك. اهـ. وهذا القسم هو مما قال فيه النـبي صلى الله عليه وسلم: لا تُصَدِّقُوا أهْـل الكِتَاب ولا تُكَذِّبُوهم، وقُولـوا ( آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآيـة. رواه البخاري.
رابعـا: تفسير الصحابي له شأن وأي شأن عنـد أئمة التفسير، وذلك لأمور:أن الصَّحابـة كانوا أهل لُغَـة. أنـهم عايشوا التَّنْزِيل، فكانوا أدْرَى بـمقَاصِدِه. أنـهم أبعد الناس عن التكلّف، وعن ادِّعاء العِلْم. أنـهم كانوا لا يتحرَّجون من السؤال عَمَّا أشكل عليهم، ولا يَجِـدون في أنفسهم حَرَجًا أن يَكِلُوا عِلْـم ما لَم يَعْلَموه إلى عالِمِـه.
خامسـا: ما يتعلّق بِخَلْق حواء من ضِلع آدم قد جاء فيه آثار عـن الصحابة رضي الله عنهم، وقَوْل الصحابي حُجَّة على الصـحيح، فلا يُتْرَك ولا يُعرَض عنه في التفسـير إلاَّ عند مُخالفة النَّصّ، أو عند مُخالفة غيـره مِن الصَّحَابة له. وهذا أمْـر يَكاد يَكون مَحَلّ اتِّفاق بين الْمُفَسِّرِين، بـل وعامة شُرَّاح الحديث على ذلك. ومُخالَفة جماهير عـلماء الأمة يَحتاج إلى أدلّة واضِحة، وليـس مُجرَّد فَهْم.فإن فَهْم السَّلَف للنصـوص أدقّ وأعْمَق
رد فضيـلة الشيخ عبدالرحمن السحيـم..للأستفادة
الإسرائيليات دخلت هنا وأخذت هذه الجملة فقط وقالت أن آدم كان نائماً ثم أُخِذ منه ضلع خلقت منه حواء، من أين جاءوا بهذا الكلام؟ كلمة ضلع أصلها بعيد عن ضلع العظم الذي في جنب الإنسان. العرب قبل القرآن كانوا يسمون المنحني من الأرض ضلعاً هذا قبل القرآن وقبل محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبل الحديث. ولما نفهم نحن هذا الأمر ما سُمّيَ هذا الجزء من الجسد ضلعاً إلا لأنه أعوج، كلمة ضلع هي الميزة التي في العظم و غاية استقامة الأعوج أنه أعوج حتى يقوم بمهمته ولولا اعوجاجه لسقط القلب في الحشى وهذا تدبير إلهي . لذا قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (29) (الحجر). نفخ الروح هو آخر مرحلة في الخلق بعد تمام التسوية. سوّى واستوى لا تطلق إلا على الشيء المنضبط الناضج المكتمل في مهامه. الرسول -صلى الله عليه وسلم- تدرّب على وحي السماء وتعلّم على وحي السماء فأصبحت مفردات كلماته عالية لغوية بليغة فقال : فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه. هذه تذكرنا بواقعة عيسى وآدم عليهما السلام (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ) ثم تكلم عن آدم خلقه من تراب. لغة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستقاة من الوحي وتأثير الوحي جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتكلم بلغة القرآن.
القرآن كلام الله تعالى وقال سبحانه : (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) فهل هناك مادة اسمها عجل خلق منها الإنسان ؟ حتى لو لم أعرف المجاز والكناية والاستعارة، وفي آية أخرى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ). نحن لما سمعنا أنا خلقنا من تراب ذهب ذهننا إلى التراب الذي نعرفه لكن لما نسمع من ضعف فهل هناك مادة اسمها ضعف؟ أو عجل؟ هذه الكلمات كناية أو مجاز أو غيرها. لكن نفهم من (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) أنها كناية عن أن الإنسان بطبيعته يحب العجلة فكأنه مخلوق من مادة يوصَف بها. وكذلك كلمة من ضعف وكذلك كلمة من ضلع. من ضعف تساوي في الأداء من عجل تساوي عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ضلع.
أما بخصوص الآية في مطلع سورة النساء، الله تعالى خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (1)
من نفس واحدة (آدم) النفس الواحدة خلق منها آدم باتفاق العلماء وخُلِق منها حواء فهي لم تخلق من آدم وإنما من النفس. للأسف لا أحد ينتبه للتعبير الأدائي فنحن تصورنا أن الله تعالى خلق آدم من نفس ثم خلق حواء من آدم وهذا خطأ. في سورة الأعراف قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِين) الأعراف. وكأني بالله تبارك وتعالى يقول للعالمين افهموا أنه ساعة ما أراد خلق آدم كأنه خلقكم أنتم وساعة ما صوّر آدم كأنه صوّركم أنتم لأنكم أنتم قد تحتاجون لأدوات إذا أردتم أن تفعلوا شيئاً وتحتاجون لزمن لهذا الفعل أما الله تعالى بنصّ القرآن الكريم (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82) (يس)، فساعة ما يقول أنا سأخلق آدم ليعمل ذرية تكون الذرية قد عملت وانتهى الأمر. الآية صحيحة إلى يوم القيامة (خلقناكم من عهد آدم، وخلق منها -أي من نفس النفس التي خلق منها آدم- خلق زوجها. آدم ليس هو النفس، وإنما هو جاء منها، وكما خُلِق آدم خُلِقت حواء، لأن الله تبارك وتعالى يقول توقيعاً لهذه النقطة (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الذاريات. يعني كلمة شيء إذا كانت موجودة في أي وقت أو زمان أو أي شيء يجب أن يكون فيه زوجان ذكر وأنثى لأن الخلق مثنى. حواء خلقت فوراً مع خلق آدم بدليل (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ). إذن حواء خلقت إما مع آدم جنباً إلى جنب أو بعد إتمام خلق آدم وعلى أي حال فهي خلقت بنفس الكيفية ولا داعي لتكرار طريقة خلقها في القرآن.
ولتوضيح معنى (مِنْ نَفْسٍ) سنضرب هذا المثال. قال تبارك وتعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ) فهل تعني أنه أخذ قطعة منهم خلق منها محمداً -صلى الله عليه وسلم-؟ كلا وإنما هو توقيع مجازي يدل على أنه من طبيعتهم، من جنسهم، من أنفسهم، من نفس الخلقة ، بشر مثلكم لأنكم لستم ملائكة ولو كنتم ملائكة لأنزل عليكم ملكاً رسولاً . كلمة رسالة تعني مرسِل وهو الله تبارك وتعالى ومرسَل وهو محمد -صلى الله عليه وسلم- ومرسَل إليه وهم البشر.
لذلك، حتى لا يحصل لبس عند محاولة فهم الآيات والأحاديث، يجب على الشخص فهم أساليب العربية لذا قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (2) (يوسف). اللغة العربية شأنها كبير جداً ولغة القرآن الكريم أكبر . اللغة العربية تختلف عن باقي اللغات ، فالقواعد في اللغات الأخرى يمكن أن يدرسها الإنسان في شهر أو سنة أو أكثر لكن اللغة العربية فليس لدراستها مدة محددة فقد نموت ولا ننتهي من دراسة اللغة العربية وقواعدها كلها . واللغة العربية مسألة ولغة القرآن مسألة أخرى .
أولاً: يجِب من يَتكلّم أن يَتكلَّم بِعِلْم، أو أن يَسْكُت بِحَزْم ! لأن الكلام هنا يَدخُل في القول على الله بِغيـر عِلْم، وهو قَرِين الشِّرْك.
ثانـيا: لو كان الْمُتَحَدِّث هنا عن خَلْق حواء اعْتَمَـد في تفسيره على نُصوص وآثار، لَوَجَب التسـليم لِقولِه. إلا أني رأيت أن القول اعتَمَد علـى فَهْم فَهِمه الكاتب، ولم يَعتمِد على أصـول التفسير عند الْمُفَسِرين، كما لم يُعوِّل علـى كلام الْمُفَسِّرين مِن الْمُتَقدِّمِين والْمُتأخِّرِين. وهُـم أئمة في هذا الشأن، ولا شَـكّ.
ثالـثاً: ما يتعلّق بالإسرائيليات، فليس كُلّ مـا وَرَد عن بني إسرائيل يُرَدّ جُملَة وتفصـيلا، بل في المسألة تفصيل نَـبَّـه عليه غير واحِد من أئمة التفسـير. قال ابن كثير رحمه الله عـن الإسرائيليات: فإنـها على ثلاثة أقسـام:
أحدهـا: ما عَلِمْنا صِحّته مما بِأيديـنا، مِمَّا يَشْهَد له بالصدق، فذاك صحيـح.
والثانـي: ما عَلِمْنَا كَذِبه مـما عندنا مِمَّا يُخَالِفـه.
والثالـث: ما هو مَسْكُوت عنه، لا مِن هذا القَبِيـل، ولا مِن هذا القَبِيل، فلا نُؤمن به ولا نُكَذّبه، وتجـوز حكايته لِمَا تَقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فـيه تَعود إلى أمْر ِديني، ولهذا يختلف علماء أهـل الكتاب في هذا كثيرا، ويأتي عن المفسرين خـلاف بسبب ذلك. اهـ. وهذا القسم هو مما قال فيه النـبي صلى الله عليه وسلم: لا تُصَدِّقُوا أهْـل الكِتَاب ولا تُكَذِّبُوهم، وقُولـوا ( آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآيـة. رواه البخاري.
رابعـا: تفسير الصحابي له شأن وأي شأن عنـد أئمة التفسير، وذلك لأمور:أن الصَّحابـة كانوا أهل لُغَـة. أنـهم عايشوا التَّنْزِيل، فكانوا أدْرَى بـمقَاصِدِه. أنـهم أبعد الناس عن التكلّف، وعن ادِّعاء العِلْم. أنـهم كانوا لا يتحرَّجون من السؤال عَمَّا أشكل عليهم، ولا يَجِـدون في أنفسهم حَرَجًا أن يَكِلُوا عِلْـم ما لَم يَعْلَموه إلى عالِمِـه.
خامسـا: ما يتعلّق بِخَلْق حواء من ضِلع آدم قد جاء فيه آثار عـن الصحابة رضي الله عنهم، وقَوْل الصحابي حُجَّة على الصـحيح، فلا يُتْرَك ولا يُعرَض عنه في التفسـير إلاَّ عند مُخالفة النَّصّ، أو عند مُخالفة غيـره مِن الصَّحَابة له. وهذا أمْـر يَكاد يَكون مَحَلّ اتِّفاق بين الْمُفَسِّرِين، بـل وعامة شُرَّاح الحديث على ذلك. ومُخالَفة جماهير عـلماء الأمة يَحتاج إلى أدلّة واضِحة، وليـس مُجرَّد فَهْم.فإن فَهْم السَّلَف للنصـوص أدقّ وأعْمَق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق