حالات غير عادية.....بقلم :على حزين - منتديات غزل وحنين

حالات غير عادية.....بقلم :على حزين - منتديات غزل وحنين


حالات غير عادية.....بقلم :على حزين



حالات غير عادية
بقلم : / : علي حزين






(1)
حالة أولى

حين يأتي الليل .. أشعر بالغربة .. الضياع .. الوحدة .. الفراغ .. الملل .. الأرق .. القلق .. أتساقط في أوراقي القديمة ..قطرة .. قطرة .. في فضاء الكون .. المتسع .. أذوب .. أحترق .. أختنق .. أقلب في أوراقي ..القديمة .. أنبش ذاكرتي .. أنقب جمجمتي .. أبحث عن نفسي .. عن أنثى تشبهني .. ( حين قابلتها .. في الأمسيات .. صدفة .. كانت صامتة .. والبسمة مجدولة في عينيها .. حبات ضوء.. كانت زهرة برية (
أحلم .. تحضرني .. تلفني بين ذراعين .. أبحث عنها .. لعلي أنام.. على صدرها ..كطفل صغير .. تدغدغ مشاعره .. بابتسامة دافئة ... من ثغرها المعقود .. يبات يحلم بالفجر الوليد .. وشعاع الشمس المتأرجح .. فوق المنازل .. وفي الحقول .. وعلى صفحة الماء في الترعة الضيقة .

(2)
حالة ثانية
حين تحضرني النساء .. اللواتي اقتسمن معي المقاعد .. في النوادي .. القاطرات ..أمسيات الشتاء .. المقاهي.. والتسكع في الطرقات .. والمتحف .. والشاطئ .. المقعد الخلفي .. في إحدى دور العرض .. تطوف شياطين الأرض برأسي .. تلهو .. تلعب .. ترتع .. تعربد .. تتيه.. تتقافز .. ترقص .. تـ .....
يتملكني الخوف .. أتمزَّمِّل..أتدثر .. أغوص في فراشي .. أقرأ الفاتحة .. المعوذتين .. أسمي الله .. ثم أنام .
(3)
حالة ثالثة
في آخر الليل .. تبدو مدينتي .. حيث الهدوء يلفها.. بردائه .. وحيث الصمت.. يملأ فضاء الكون .. حيث ارتعاشات النجوم .. في السماء .. حيث حفيف أوراق الشجر .. وحبات المطر.. تغسل الشوارع .. البيوت .. ورؤوس النخيل .. والعربات .. ودشاشات الحطب .. حيث الشتاء يملأ.. غرفتي الصغيرة الجميلة .. ذات الأحلام الوردية .. والصور .. حيث كل شئ يأوي إلى فراشه .. لينام .. أبعثرني في الشوارع .. والطرقات .. أرمي بأوجاعي .. أوهامي .. آلامي .. أحزاني .. ظنوني.. ذاكرتي القديمة .. في حقائب من الدموع .. في قلب الليل الكئيب .

(4)
حالة رابعة
.. وأنا مثل مدينتي .. التي لا تجيد ارتداء الأقنعة .. مدينتي تصحُو.. مع الشمس الطالعة ، ولا تسهر تحت ضوء القمر .. مدينتي تكره السمر .. السهر.. مدينتي تحب الشتاء..حين يجئ .. ولا تبغض الصيف حين يقلقها.. ويلقيها في بحور من الضجر .. مدينتي ليست ككل المدن السافرة .. مدينتي تفتح ذراعيها كل يوم .. للآيبين والغرباء .. والعصافير المهاجرة .. مدينتي طيبة.. نقية .. طاهرة .



(5)
حالة خامسة
خلف المسافات.. أتقيأ أبعاصي .. أفرك أيامي بين يدي.. ثم أشعل فيها النار ، حينها صارت رماداً .. آزروه صوب النهر .. فينبت.. عشباً .. تنبت كلئاً .. وسبع سنابل خضراء .. وأخرى يابسات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق