9- البوقالات
حلف بغير الله (بحق مكة), استغاثة بغير الله (أحمد يا أحمد أرواح تشوف حالي…الوالي حن عليا وزيني حالي), طلب قضاء الحوائج من غير الله (خرج لي ملاك حنين قالي: يا بنت ,السحاب حاجتك راه مقضية ,ليه : يا سيدي طالت المدة) ولجوء إلى غير الله في جلب الخير ودفع الضر بما لم يجعله الله سببا شرعيا لذلك (وانا خامسة تحميك) شركيات تقضي بتحريم لعبة البوقالات.
( البوقالات أصلها من عمل السّحرة والمشعوذين، الّذين استغلّوا جهل النّاس وفراغهم الرّوحي، وتعلّقهم بأيّ شيء يردّ إليهم الأمل، ويعيشون به على بساط الرّجاء.
وللبوقالة صورٌ، ولكلّ صورةٍ حكمها الخاصّ بها.
** الصّورة الأولى: أن تقترن بما يسمّى بـ”الأبراج”.
فيجعلون لكلّ برج منها بوقالة تناسبه، بمعنى أنّها تناسب الشّخص المولود في ذلك الشّهر.
ولا يشكّ مسلم في تحريم هذا النّوع، وأنّه شرك بالله تعالى.
وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:« مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ» (رواه أبو داود وابن ماجه بسند حسن).
**صّورة الثّانية: أن تقترن ببعض الأفعال المشابهة لعمل السّحرة.
فكثير ممّن يهتم بهذه البوقالات يستعمل فيها: الكانون، والبوقال [وهو ما يضعون فيه تلك الأوراق المكتوبة]، والعطور السّبع: الجاوي الأبيض، والجاوي الأسود، وعود الندّ، واللّبان، والقصبر، وغيرها.
ثمّ يجتمعون ويقومون بما يسمّونه بـ( التّبخيرة )، حيث يضعون الفحم ثمّ يضعون فيه البخور، ثمّ يقومون بقراءة بعض الجمل والعبارات المسجوعة.
وبعد التبخيرة يملأ ما يسمّونه بـ( البوقال ) بالماء ويغطّى بطربوش أو منديل، لتُدخِل إحدى الفتيات يدها فيه لتجلب منه شيئا كخاتم أو شيء آخر، وهناك يُحدّد مصيرها !!
وهذا لا شكّ في تحريمه أيضا ، لأنّه من أعمال السّحرة والمشعوذين، وفيه تعلّق المسلم بغير الله تعالى، وطمس لعقيدة القضاء والقدر.
حتّى وإن فعلوها غير قاصدين عمل السّحر، فلا يحلّ بحال التشبّه بالكفرة في أعمالهم وأقوالهم وطقوسهم.
**· الصّورة الثّالثة: أن تخلُوَ ممّا سبق ذكره.
فلا يعلّقونها بالأبراج، ولا بما يشبه عمل السّحرة، فيقول أحدهم مثل هذه البوقالات فيستحسنونها.
فهذه محرّمة أيضا، وذلك لما يلي:
1- أنّها وسيلة إلى البوقالات المحرّمة، ونحن مأمورون بسدّ الذّرائع.
2- أنّ أصل البوقالات شركيّ، فمن باشر مثل هذه المقولات فكأنّه أقرّ أصلها.
ألا ترى أنّنا نُهِينا عن الذّبح في مكان كان يُذبح فيه لغير الله، ونُهِينا عن صنع المأكولات بالمناسبات الّتي أصلها كفر أو معصية، ونُهينا عن التكلّم بالألفاظ الّتي يستعملها المشركون، وإن اختلفت النيّات والمقاصد.
3- أنّ ذلك ممّا يطمِس الإيمان بالقضاء والقدر، فكثير من النّاس – وخاصّة مع مرور الأيّام وانتشار مذاهب العوام – قد يظنّون أنّ مثل هذه البقولات لها تأثير في شؤون حياتهم.
4- أنّها أيضا ممّا يُضعِف التوكّل على الله تعالى.
**أمّا من اعتبرها من الفأل الحسن، فهو مخطِئ من وجهين :
– أنّ الفأل الحسن ليس جائزا على إطلاقه، فإذا كان المتكلّم بالكلمة الحسنة يتعلّق بها ويظنّ أنّ لها تأثيرا فهو ضالّ.
قال الشّيخ ابن عثيمين رحمه الله في ” القول المفيد ” (2/86):”وبعض النّاس قد يفتح المصحف لطلب التّفاؤل، فإذا نظر ذِكرَ النّار تشاءم، وإذا نظر ذِكرَ الجنة قال: هذا فأل طيب، فهذا مثل عمل الجاهلية الّذين يستقسمون بالأزلام”.
هذا في المصحف الّذي تضمّن كلام الله، فكيف بغيره ؟!
إنّما شُرع لنا الفأل الحسن حتّى لا يُصاب المسلم باليأس والقنوط، فهو في المعنويّات بمثابة الألوان في المادّيات.
– أنّ الفأل الحسن يكون في الشّيء الواقع، أو الشّيء الّذي يعزم الشّخص على فعله، فيسمع الكلمة الحسنة فيزداد نشاطه في ذلك،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:”والفأل الّذي يحبّه صلى الله عليه وسلم هو: أن يفعل أمراً أو يعزم عليه متوكّلاً على الله، فيسمع الكلمة الحسنة الّتي تسرّه مثل أن يسمع: يا نجيح، يا مفلح، يا سعيد، يا منصور، ونحو ذلك، كما لقي في سفر الهجرة رجلاً فقال:”مَااسْمُكَ؟”قال: يزيد، قال:”يا أبا بكر ، يزيد أمرنا”مجموع الفتاوى ” (23/66-67).
والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم، وهو الهادي للّتي هي أقوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق