عادات وطقوس رمضانية.. "التمر هندى"

واحد من المشروبات الأكثر تداولا وحضورا على سفرة الإفطار فى شهر رمضان، هو مشروب التمر هندى الذى يرتبط به الصائمون فى الشهر الكريم، حتى أنه يكون أحيانا أول ما يتم الإفطار عليه.

وتعتبر أفريقيا الاستوائية الموطن الأول لشجر التمر هندى، لكن تمت زرعه واستصلاحه أيضاً لقرون طويلة فى شبه القارة الهندية، لذلك تعتبر المنطقتان من المناطق الأصيلة لهذه النبتة الخاصة، وتعود زراعة التمر هندى فى مصر إلى عام 400 قبل الميلاد، ويقال إن الفراعنة هم من أدخلوا زراعته إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد عثر علماء الآثار عليه فى قبور الفراعنة.

التمر هندى هو ثمرة موجودة داخل قرن يعمل حافظا مثل القشرة وبداخلها بذر، الموطن الأصلى للتمر هندى، فى الهند، وشرق أفريقيا الاستوائية، كما يزرع حاليا غرب الإنديز جنوب شرق آسيا، وبحسب كتاب “أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل” للدكتور حمزة الجبالى، فإن العرب أول من أخرج التمر إلى بلادهم وإلى العالم، وأسموه “التمر الهندى” وهو الترجمة العربية للاسم الهندى الموجود فى الميثالوجيا الهندية، وحيث يعتقد بالديانة الهندوسية بأن التمر هندى يصاحب ويرمز إلى زواج الإله كريشنا، الذى تجرى احتفالاته كل عام فى شهر نوفمبر بالهند.

لما تعرف عليه التجار العرب الذين كانوا يجلبون العطور والتوابل من الهند، جلبوا ثماره وبذوره، وبدأوا زراعته وسط الزراعات وقرب الشواطئ، ثم استخرجوا من منقوعه شرابا منعشا بالصيف، وعرف آنذاك بالاسم العربى “تمر الهند”، وفى أثناء حكم المماليك لمصر، استعانوا بمنقوع التمر الهندى كشراب بديل عن الخمر على مائدة الإفطار فى رمضان، وذلك لقدرته المعروفة على كسر العطش.

وبحسب بعض التقارير الصحفية فإن سبب ارتباط الشهر برمضان، أنه على الأرجح أن العرب الذى استخدموا النبتة لغايات طبية فى البداية، جاؤوا بها من الهند الشرقية، حيث كان يطلق على النبتة باللغة الهندية “تمارى هندى” التى تعنى تمر هندي، ويقول البعض إن العرب هم من نشروا التمر هندى خلال فتوحاتهم فى أوروبا والعالم ومنحوه اسمه الحالى التمر هندي، وقد جاء العرب به عبر الخليج العربى مما ترك تأثيراً مباشراً على المطبخين الفارسى والمصري.

وجاء منذ عهد المماليك حيث استعانوا بمنقوع التمر هندى كشراب بديل عن الخمر على مائدة الإفطار فى رمضان، وذلك لقدرته المعروفة على كسر العطش، وتخصّص فلاحو مصر بالصعيد فى زراعته، كما يُشار إلى أن من ضمن فوائده أنه يمنع الغيبوبة الناتجة عن تناول الكحول.