حد عورة المرأة عند محارمها

****هل يجوز للمرأة المتزوجة أن تلبس اللبس الخفيف مثل الشلحة، أو تكشف عن شعر رأسها وهي جالسة مع أبيها أو إخوانها أو عمها، أفيدونا وفقكم الله؟ 

الجواب: ينبغي للمرأة أن تكون حريصة على صيانة جسمها، وعلى حفظ مفاتنها وصيانتها حتى عن المحارم حذراً من الفتنة، ولكن لا بأس أن يبدو شعرها أو ساعدها أو شيء من ساقها لا بأس لمحرمها كأبيها وأخيها وعمها ونحو ذلك، لكن كونها تتحفظ وتستر شعرها، وساعديها وساقيها عن المحارم من باب الاحتشام، ومن باب الحذر من بعض المحارم الذين قد يخشى منهم الشر؛ لأن المحارم بعضهم فيه فسق وفيه خطر، فإذا احتشمت وسترت نفسها عند محارمها ولم تبدي إلا وجهها وكفيها أو قدميها مثلاً، هذا يكون أحسن وأحوط وأبعد لها عن الخطر؛ لأن بعض المحارم يخشى شرهم لفسقهم وانحرافهم أو كفر بعضهم -لا حول ولا قوة إلا بالله- ولكن يجوز للمحرم أن ينظر شعرها وساقها -مثلاً- وساعدها، كما ينظر وجهها وكفيها، لكن كونها تحتشم وكونها تستر هذه الأمور ولا تبدي إلا الوجه والكفين، أو القدمين مثلاً، هذا يكون أفضل لها وأحوط؛ حذراً من بعض المحارم الذين ليس عندهم من الإيمان والتقوى ما يحجزهم عن الشر، هذا هو الذي ينبغي، ولا سيما إذا خلا بها محرمها كأخيها وعمها؛ فإن الحشمة في هذا المقام أولى وأفضل وأحوط. نعم. 
المقدم: أيضاً يقول: هل يحل للبنت أن تكشف الحجاب أو تجلس مع ابن عمها أو ابن خالها؟ 
الشيخ: قبل هذا، أما الثياب الرقيقة التي لا تستر العورة فلا تلبس الثياب الرقيقة التي تبين أفخاذها أو تبين عورتها أو ضيقة، هذا لا يجوز لها حتى عند المحارم، ما يجوز، يعني تلبس ملابس ساترة، والشلحة وحدها كذلك ما ينبغي أن تفعلها عند المحارم؛ لأن الشلحة تكشف الكثير من جسمها، فلا ينبغي لها ذلك، ولكن تلبس ثياباً ساترة وتبدي وجهها وكفيها، لا بأس مع محارمها. نعم. 

****ما حد عورة المرأة عند محارمها، هل هي عورة كلها، أم من السرة إلى الركبة، وما حكم نصف الكم للمرأة عند المحارم، وما حكم لبس الثياب الشفافة، أرجو إفادتي بذلك؟ 

الجواب: هذا فيه تفصيل عند أهل العلم، واختلاف بين أهل العلم، منهم من قال: إن المحرم منها ما فوق السرة وتحت الركبة للمحارم، ولكن هذا فيه نظر، والأقرب والله أعلم ما جرت العادة بكشفه مثل الرأس، مثل الرقبة، مثل القرط في الأذن، مثل الذراعين واليد والكفين، مثل القدمين، طرف الساق، شيء جرت العادة بانكشافه بين المحارم وفي البيوت، هذا هو الأقرب، والأفضل ستر ما سوى ذلك، إلا عند الحاجة مثل حاجة الرضاع، إخراج ثديها عند الرضاع لا نعلم فيه بأساً بإرضاع طفلها عند محرمها كأخيها وعمها ونحو ذلك. 
فالحاصل أن كونها تستر بدنها وتحتاط عند محارمها ولاسيما في هذا العصر الذي قل فيه الدين عند بعض الناس وكثر الفسق والتساهل من كثير من الرجال، فكونها تحتاط عند أوليائها ولاسيما الجاهل والفاسق، ينبغي لها أن تحتاط دائماً فلا يظهر منها إلا ما جرت العادة بظهوره من الوجه والكف والقدم، أو بعض الشعور عند الحاجة لا بأس بهذا، ومهما أمكن يعني التحفظ فهو أولى، ما عدا الوجه والكفين والقدمين عند المحارم؛ لأن بعض الفساق قد يزين له الشيطان ما لا تحمد عقباه وإن كان محرماً، فينبغي التحفظ مهما أمكن إلا ما جرت العادة الغالبة بكشفه من الوجه والكفين والقدمين ونحو ذلك. نعم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق