من هو وليام شكسبير وأشهر مسرحياته
يُعتبر وليم جون شكسبير أشهر شاعر وكاتب مسرحي ظهر في الأدب الإنجليزي، حيث طبقت شهرته الآفاق أكثر من أي أديب عاصره، أو سبقه، أو جاء بعده، إذ أن أعماله المسرحية بلغت ستة وثلاثين عملاً، هذا غير القصائد الشعرية والمنثور من قوله.
ولم تكن أعمال شكسبير في معظمها من إبداعه، وإنما كانت أصولها من أعمال آخرين، كأن تكون حكاية أو رواية أو عملاً مسرحياً مُمثلاً سابقاً، غير أن موهبته الفائقة تكمن في إعادة تركيب تلك الأعمال بصورة أفضل، فيضيف ويحذف حتى يحصل على عمل مسرحي جيد.
ويرى النقاد أن شكسبير كان يكتب لعصره، وقد استعمل في كتاباته أكثر من عشرين ألف مفردة مستقلة.
شكسبير يستخدم كل أدوات البلاغة
ويصنف العاملون في الأدب، وفي المسرح خاصة، أعمال شكسبير إلى مسرحيات تاريخية ومنها مسرحية «يوليوس قيصر»، وهزلية ومنها «كوميديا الأخطاء»، وتراجيدية ومنها «روميو وجولييت».
وقد استعمل شكسبير كل الضروب الأدبية والبلاغية من استعارة وتشبيه وكناية وجنس وطباق، وأما التلاعب بالكلمات فلا حد له، وهذا دليل على إلمامه وغزارة معرفته بالمعاني الكثيرة للمفردة الواحدة.
ورغم كثرة أعمال شكسبير وبلوغها أكثر من ستة وثلاثين مسرحية، غير أنه ما كانت هناك اثنتان منها متشابهتين، أو تتركان الانطباع نفسه في القارئ، وهذه ميزة تميز بها على معاصريه.
أسرة وليم شكسبير وطبقته الاجتماعية
وُلد الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير في قرية ستراتفورد في 23 أبريل سنة 1564، وكانت أمه امرأة طيبة قد حصلت على ثروة عن طريق الإرث، أما أبوه فقد كان من طبقة متوسطة، ولم تكن تجارته مقتصرة على نوع واحد من البضاعة، وإنما كان يتعامل في بيع وشراء مختلف البضائع، كالحبوب، والصوف، واللحوم، وكذلك الجلود، ومن ثم كانت حالته المعيشية جيدة.
وعند بلوغ شكسبير الرابعة عشر من عمره، التحق بمدرسة القواعد في ستراتفورد، حيث حصل على تعليم ليس بالكثير جداً في اللغة اللاتينية، وعلى أقل منه في اللغة الإغريقية، ونظرًا لقة هذه الثقافة بين أبناء عصره، فقد كان صديقه المتعلم جيداً بن جونسون يعيب عليه ذلك.
اهتمام خاص بالتراث الشعبي
بيد أن أفضل الحقول في تعليمه هو تعمقه العجيب وتبصره الأكيد في الطبيعة، وسعة اطلاعه على التراث الشعبي في منطقته. فمنذ عهد الصبا بدأ جولات في الغابات والجداول في منطقة يوركشاير، وكان يتوقف للتحدث إلى النساء العجائز حول نارهن في أكواخهن، ويصغي إلى أحاديثهن أثناء تناول وجبة الغداء.
وعلى بعد مسافة أميال كانت الصورة الخلابة لمدينة يوركشاير العملاقة تجلعه يسرح في أعماق الماضي.
وضمن جولاته اليومية البسيطة كانت تشده قلعة كنيل وورك، ومنتجع أليزابيث المفضل وأغنام الليستر ومدينة كوفنتري التاريخية التي كان يشاهد فيها المسرحيات الدينية، والتي كانت تُمثل في بعض الأعياد الخاصة.
وبهذه المسرحيات تشربت مشاعره وتغذت أحاسيسه بعالم التمثيل، وبتلك التأثيرات والأساليب وجد الغذاء المناسب لعقله وتفكيره، فاختُزنت في باطن عقله كثرة من الصور الجريئة التي تفجرت بعد ذلك خارجة من مكمنها عندما وجدت العقل الخصب لإنباتها وإنمائها في مسرح لندن.
زواج شكسبير وحكايته مع مسرح لندن
في حوالي سنة 1578، بدأت ثروة أبيه جون شكسبير بالتناقص، ولذلك كان كان مضطراً لترك المدرسة، ورغم التدهور المادي السريع للعائلة، فقد عقد قرانه على الآنسة آن هاثوي وهو في الثامنة عشرة من عمره.
وفي الفترة الواقعة بين عامي 1585 و1587، غادر وليم شكسبير ستراتفورد باحثاً عن مستقبله في العاصمة.
جاء شكسبير إلى لندن والتحق بمسرحها الشهير الواقع على مشارفها، وكان على رأس هذا المسرح الممثل جيمس بيرباك، فعمل شكسبير في البداية في تنقيح وتهيئة بعض المسرحيات والقصص والحكايات القديمة، وجعلها صالحة للتمثيل، ثم كاتباً للمسرحيات، واخيراً صاحب حصة في المسرح، ولاسيما بعد أن هدم المسرح القديم وأقيم مكانه مسرح باسم «كلوب».
وأثناء إقامته في لندن أقام شكسبير علاقات صداقة مع بعض العلية من الناس، إذ أصبح مركزه الاجتماعي أعلى مما كان عليه سابقاً بسبب شهرته من أعماله المسرحية، ومن هؤلاء العلية الثري إيرل ساوثمبتون.
ويُظن أن أساس ثروة شكسبير جاءت من صديقه وراع الشباب إيرل ساوثمبتون، إضافة إلى دخله من مسرح الكلوب.
وبعد حصوله على ثورة طائلة، غادر شكسبير لندن راجعاً إلى مسقط رأسه ستراتفورد، حيث أعاد وضع العائلة المادي إلى ما كان عليه، وأوجد مكانة له ممتازة وداراً واسعة تحيط بها الحدائق.
وعندما قارب الخمسين من عمره آثر التقاعد ليقضي بقية حياته مع زوجته وابنته «جوديت»، ثم وافته المنية في السنة 1616 عن عمر ناهز الإثنين والخمسين عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق