كيف يقضي الصابون على فيروس كورونا؟
حتى نفهم ذلك جيدًا دعونا نتذكر إحدى تجارب حصة العلوم في المدرسة، ونأخذ لمحة بسيطة عن تركيب فيروس كورونا، الذي تشاركه معظم الفيروسات الأخرى نفس الخصائص البنيوية.
لو أحضرنا كوبًا من الماء وأضفنا إليه مقدارًا من الزيت، ماذا سيحدث؟ سيطفو الزيت على سطح الماء بالطبع. ماذا لو جربنا خلط الاثنين معًا بملعقة..
قد يبدو لنا لوهلة أنهما امتزجا سوية، لكن وما إن نتوقف عن التحريك حتى يعود الزيت ليطفو على السطح منفصلًا عن الماء. ما حصل هو أن جزيئات كل من السائلين انزلقت إلى جانب الأخرى لكنهما لم يختلطا معًا على المستوى الكيميائي. يعود هذا إلى أن كل من الماء والزيت يحمل خواصًا كيميائية مختلفة؛ الماء مركب قطبي، أما الزيت مركب غير قطبي. دعونا الآن نضيف المكون السحري للخليط؛ الصابون. فلنضف بعضًا من سائل غسيل الأطباق إلى الخليط ونحرك مجددًا، سيتحول المزيج إلى لون أبيض حليبي ويختلط الزيت بالماء. ما حصل هنا يدعى كيميائيًا بعملية "الاستحلاب" (جاءت التسمية من اللون الحليبي الناتج). هذا التفاعل هو الأساس في قضاء الصابون على الفيروسات.. كيف يحصل هذا؟! تابعوا القراءة حتى تعرفوا أكثر..
يحيط بالفيروس من الخارج عادة محفظة فيروسية، تكون هذه المحفظة ثلاثية الطبقات، تترتب طبقاتها كالتالي: (طبقة دهنية - طبقة مائية - طبقة دهنية) يساعدها هذا التركيب على عبور الجدار الخلوي وغزو خلايا الجسم عند دخولها إليه، إذ يتركب الجدار الخلوي من طبقات مشابهة.
طريقة عمل الصابون في محاربة الفيروس
هل تتذكرون إعلانات سائل غسيل الأطباق، وكيف أنها تفكك الدهون؟ الأمر هنا مشابه كثيرًا.
عندما نغسل أيدينا بالصابون يحدث تفاعل مشابه لما حصل عندما أضفنا سائل غسيل الأطباق لكأس الماء والزيت، إذ تتخلل جزيئات الصابون داخل جدار الفيروس مفككة إياه إلى جزيئات صغيرة، وتصبح مكونات الفيروس الداخلية عارية دون حماية، يأتي هنا دور الماء الجاري ليحملها بعيدًا نحو أقرب بالوعة. وكأن الصابون استحلب جدار الفيروس في مياه الصنبور.
كيف يقضي الصابون على فيروس كورونا؟
تتساءل عزيزي القارئ الحذق، ماذا يحصل إذن حين تستخدم معقم اليدين، وأيهما أفضل الصابون أم المعقم؟
كما أن السر في الصابون يكمن في خاصية الاستحلاب، فالسر في معقم اليدين يكمن في محتواه من الكحول، وحتى يكون المعقم فعالًا لا بد أن يحتوي على نسبة لا تقل عن 60 بالمئة من الكحول ولا تزيد عن 80 بالمئة. النسبة الأقل من 60 بالمئة تكون ضعيفة وغير كافية للقضاء على الفيروسات، والنسبة الأكثر من 80 بالمئة يكون معدل التطاير فيها عاليًا، مما يجعلها تتبخر قبل أن تعطي مفعولها بالتخلص من العوامل الممرضة. من الجدير بالذكر هنا أن غالبية المشروبات الكحولية لا تصل نسبة الكحول فيها إلى 60% وبالتالي لا تكون فعالة في قتل الفيروسات.
عندما نفرك يدينا بالمعقم يرتبط الكحول بجدار الفيروس فيجعله أكثر انحلالية في الماء ويؤثر فيه كما يفعل زلزال بمبنى متهالك، يخلخل جزيئاته ويفككها عن بعضها، ومن ثم ينسل إلى داخله ويفسد (أو يمسخ) البروتينات المكونة له، وبهذا يُقضى على الفيروس.
معلومة مثيرة للاهتمام: الأصل في تسمية الحكول يعود إلى اللغة العربية، إذ يطلق عليه اسم "الغَول"، من ثم فقد تحول الاسم في اللاتينية إلى alcohol، وعندما أردنا تعريب المصطلح أخذنا اللفظة اللاتينية منه بدلًا من العودة إلى أصلها العربي، وبالعودة إلى مراجع الكيمياء العربية ستجدون اللفظة المعتمدة هو "غَول" العربية، وليس "كحول" اللاتينية.
الصابون أم المعقم الكحولي؟
يبقى أن نجيب على السؤال الأخير، من ينتصر في معركة القضاء على فيروس كورونا؛ الماء والصابون أم المعقم الكحولي؟
دعونا نقول أن فعالية كليهما مثبتة في القضاء على فيروس كوفيد-19، إلا أن الماء والصابون ينتصران على الكحول، ليس لأن التعاون قوة فحسب، بل يعود هذا لمجموعة نقاط أخرى:
يتفوق الماء الجاري والصابون بفعلهما الجارف للعوامل الممرضة، فإن لم يفكك الصابون الفيروس فإن الماء يجرفه بعيدًا.
يزيل الماء والصابون الأوساخ العالقة على اليدين، والتي تختبئ العوامل الممرضة داخلها بعيدًا عن السطح فلا يصل الكحول إليها.
عند غسل اليدين بالصابون يمتلك الشخص ما يكفي من الوقت حتى يفرك يديه ويوصل الصابون إلى أدق الأثلام والزوايا على الكفين وبين الأصابع. (ولهذا تنصح منظمة الصحة العالمية بـ 20 ثانية من التغسيل مع دعك الكفين ورؤوس الأصابع وما بينها)
رغم ذلك يبقى المعقم الكحولي أسهل الحمل في الحقيبة وأقرب للوصول على الطريق بعيدًا عن مصدر للمياه الجارية، كما أنه أكثر فعالية في القضاء على بعض فيروسات الرشح من نوع Rhinovirus مثلاً.
أخيرًا، تذكروا أن تحملوا معكم معقمًا كحوليًا على الدوام، وتأكدوا من نسبة الكحول داخله أن تكون بين 60 و 80 بالمئة. خذوا نصائحكم من الكوادر الصحية المؤهلة، وإياكم ثم إياكم أن تصغوا للمغفلين، الذين يقترحون شرب المعقمات بدل فرك اليدين بها.
حتى نفهم ذلك جيدًا دعونا نتذكر إحدى تجارب حصة العلوم في المدرسة، ونأخذ لمحة بسيطة عن تركيب فيروس كورونا، الذي تشاركه معظم الفيروسات الأخرى نفس الخصائص البنيوية.
لو أحضرنا كوبًا من الماء وأضفنا إليه مقدارًا من الزيت، ماذا سيحدث؟ سيطفو الزيت على سطح الماء بالطبع. ماذا لو جربنا خلط الاثنين معًا بملعقة..
قد يبدو لنا لوهلة أنهما امتزجا سوية، لكن وما إن نتوقف عن التحريك حتى يعود الزيت ليطفو على السطح منفصلًا عن الماء. ما حصل هو أن جزيئات كل من السائلين انزلقت إلى جانب الأخرى لكنهما لم يختلطا معًا على المستوى الكيميائي. يعود هذا إلى أن كل من الماء والزيت يحمل خواصًا كيميائية مختلفة؛ الماء مركب قطبي، أما الزيت مركب غير قطبي. دعونا الآن نضيف المكون السحري للخليط؛ الصابون. فلنضف بعضًا من سائل غسيل الأطباق إلى الخليط ونحرك مجددًا، سيتحول المزيج إلى لون أبيض حليبي ويختلط الزيت بالماء. ما حصل هنا يدعى كيميائيًا بعملية "الاستحلاب" (جاءت التسمية من اللون الحليبي الناتج). هذا التفاعل هو الأساس في قضاء الصابون على الفيروسات.. كيف يحصل هذا؟! تابعوا القراءة حتى تعرفوا أكثر..
يحيط بالفيروس من الخارج عادة محفظة فيروسية، تكون هذه المحفظة ثلاثية الطبقات، تترتب طبقاتها كالتالي: (طبقة دهنية - طبقة مائية - طبقة دهنية) يساعدها هذا التركيب على عبور الجدار الخلوي وغزو خلايا الجسم عند دخولها إليه، إذ يتركب الجدار الخلوي من طبقات مشابهة.
طريقة عمل الصابون في محاربة الفيروس
هل تتذكرون إعلانات سائل غسيل الأطباق، وكيف أنها تفكك الدهون؟ الأمر هنا مشابه كثيرًا.
عندما نغسل أيدينا بالصابون يحدث تفاعل مشابه لما حصل عندما أضفنا سائل غسيل الأطباق لكأس الماء والزيت، إذ تتخلل جزيئات الصابون داخل جدار الفيروس مفككة إياه إلى جزيئات صغيرة، وتصبح مكونات الفيروس الداخلية عارية دون حماية، يأتي هنا دور الماء الجاري ليحملها بعيدًا نحو أقرب بالوعة. وكأن الصابون استحلب جدار الفيروس في مياه الصنبور.
كيف يقضي الصابون على فيروس كورونا؟
تتساءل عزيزي القارئ الحذق، ماذا يحصل إذن حين تستخدم معقم اليدين، وأيهما أفضل الصابون أم المعقم؟
كما أن السر في الصابون يكمن في خاصية الاستحلاب، فالسر في معقم اليدين يكمن في محتواه من الكحول، وحتى يكون المعقم فعالًا لا بد أن يحتوي على نسبة لا تقل عن 60 بالمئة من الكحول ولا تزيد عن 80 بالمئة. النسبة الأقل من 60 بالمئة تكون ضعيفة وغير كافية للقضاء على الفيروسات، والنسبة الأكثر من 80 بالمئة يكون معدل التطاير فيها عاليًا، مما يجعلها تتبخر قبل أن تعطي مفعولها بالتخلص من العوامل الممرضة. من الجدير بالذكر هنا أن غالبية المشروبات الكحولية لا تصل نسبة الكحول فيها إلى 60% وبالتالي لا تكون فعالة في قتل الفيروسات.
عندما نفرك يدينا بالمعقم يرتبط الكحول بجدار الفيروس فيجعله أكثر انحلالية في الماء ويؤثر فيه كما يفعل زلزال بمبنى متهالك، يخلخل جزيئاته ويفككها عن بعضها، ومن ثم ينسل إلى داخله ويفسد (أو يمسخ) البروتينات المكونة له، وبهذا يُقضى على الفيروس.
معلومة مثيرة للاهتمام: الأصل في تسمية الحكول يعود إلى اللغة العربية، إذ يطلق عليه اسم "الغَول"، من ثم فقد تحول الاسم في اللاتينية إلى alcohol، وعندما أردنا تعريب المصطلح أخذنا اللفظة اللاتينية منه بدلًا من العودة إلى أصلها العربي، وبالعودة إلى مراجع الكيمياء العربية ستجدون اللفظة المعتمدة هو "غَول" العربية، وليس "كحول" اللاتينية.
الصابون أم المعقم الكحولي؟
يبقى أن نجيب على السؤال الأخير، من ينتصر في معركة القضاء على فيروس كورونا؛ الماء والصابون أم المعقم الكحولي؟
دعونا نقول أن فعالية كليهما مثبتة في القضاء على فيروس كوفيد-19، إلا أن الماء والصابون ينتصران على الكحول، ليس لأن التعاون قوة فحسب، بل يعود هذا لمجموعة نقاط أخرى:
يتفوق الماء الجاري والصابون بفعلهما الجارف للعوامل الممرضة، فإن لم يفكك الصابون الفيروس فإن الماء يجرفه بعيدًا.
يزيل الماء والصابون الأوساخ العالقة على اليدين، والتي تختبئ العوامل الممرضة داخلها بعيدًا عن السطح فلا يصل الكحول إليها.
عند غسل اليدين بالصابون يمتلك الشخص ما يكفي من الوقت حتى يفرك يديه ويوصل الصابون إلى أدق الأثلام والزوايا على الكفين وبين الأصابع. (ولهذا تنصح منظمة الصحة العالمية بـ 20 ثانية من التغسيل مع دعك الكفين ورؤوس الأصابع وما بينها)
رغم ذلك يبقى المعقم الكحولي أسهل الحمل في الحقيبة وأقرب للوصول على الطريق بعيدًا عن مصدر للمياه الجارية، كما أنه أكثر فعالية في القضاء على بعض فيروسات الرشح من نوع Rhinovirus مثلاً.
أخيرًا، تذكروا أن تحملوا معكم معقمًا كحوليًا على الدوام، وتأكدوا من نسبة الكحول داخله أن تكون بين 60 و 80 بالمئة. خذوا نصائحكم من الكوادر الصحية المؤهلة، وإياكم ثم إياكم أن تصغوا للمغفلين، الذين يقترحون شرب المعقمات بدل فرك اليدين بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق