فيلم “A boy called christmas”.. بابا نويل لديه قصة يريد أن يحكيها لنا
يبدو أن هوليوود لن تكفّ عن ابهارنا بقصصها الرائعة، التي تجعلنا نتسمر أمام شاشاتنا بعيون أطفال يترقبون المزيد من القصص المسلية والمشوقة، فلا مجال للمجهول اليوم في عالم هوليوود لأنها تتكفل بإظهار القصص الأصلية لكل أبطال روايات ما قبل النوم؛ وها هي تكشف الستار عن قصة الكريسماس في فيلم “A boy called christmas”، الذي ننتظره كل عام بفارغ الصبر، فكيف بدأت القصة؟ ومن أين جاء سحر سانتا وغزلانه البرية؟ بالتأكيد لم يخرج بابا نويل من الأرض بطريقة عجيبة، ولدية قصة يريد أن يرويها لنا نحن الأطفال الكبار.
دلالات إيجابية مع جرعة من الحزن
ما الذي يحدث عندما نفقد الأمل في حياتنا؟ فيلم “A Boy Called Christmas” هي قصة أصل بابا نويل استنادًا إلى كتاب Matt Haig المليء بالرسائل العميقة والدلالات الإيجابية مع جرعة قليلة من الدراما الحزينة، لمنعها من أن تكون مخملية وخيالية للغاية.
يبدأ الفيلم بوصول العمة المسنة “روث”، التي تقوم بدورها الممثلة القديرة (ماغي سميث)، في ليلة الميلاد إلى منزل “مات” (الذي يلعب دوره الممثل جويل فراي)، الرجل الذي فقد زوجته ووالدة أطفاله الثلاث منذ فترة وجيزة، يضطر “مات” لمغادرة المنزل بسبب انشغاله بعمل طارئ في مكتبه، فيستعين بالعمة “روث” لتعتني بهم أثناء فترة غيابه، لتلبي طلبه وتأتي بسرعة.
مع وصول العمة التي تلاحظ غياب الزينة ومدى كآبة المنزل في ليلة الميلاد، تقرر أن تروي لهم قصة مميزة في تلك الليلة الفريدة، لتعيد إيمانهم بروح الكريسماس، على الرغم من حزنهم على والدتهم.
تبدأ القصة مع بطلنا الصغير “نيكولاس”، وهو الممثل (هنري لوفول)، الذي عاش منذ فترة بعيدة في كوخ صغير، ضمن غابات فنلندا مع والده “جويل” (يلعب دوره الممثل ميشيل هويسمان) قاطع الحطب المتواضع، لم تختلف قصة “نيكولاس” عن قصة هؤلاء الأطفال الثلاث، لأنه فقد والدته أيضًا قبل عامين على يد دب متوحش في الغابة، وكان يطلب من والده كل ليلة أن يروي له القصة التي اعتادت أمه أن تحكيها له قبل النوم، عن الفتاة “لومي” التي ضاعت في الغابة، ولجأت إلى قرية الأقزام السحرية “إيلفهم”، فساعدوها وحموها، إلى أن ذابت الثلوج وعادت إلى المنزل بصحة جيدة وجيوبها مملوءة بالشوكولاتة.
يمتلك “نيكولاس” دمية واحدة مصنوعة من اللفت من صنع والدته، وهي الذكرى الوحيدة الباقية له منها، يقوم الطفل بإنقاذ فأر صغير ويقيم صداقة معه، ويسميه “ميكا” ويحاول أن يعلمه طريقة التحدث والكلام مثل البشر، يتم استدعاء نيكولاس مع والده وبعض الأشخاص الآخرين مباشرة من الملك (جيم برودبنت)، الذي يبحث عن شيء يعيد الأمل والبسمة له، ولشعبه الغارق بالبؤس مقابل كمية جيدة من المال.
بالرغم من اقتراحات الشعب عليه بأنهم بحاجة إلى رعاية صحية وأجر معيشي أعلى، إلا أنه يصر على البحث عن الأمل، فيقرر “جويل” والد نيكولاس أن ينطلق في مهمة للعثور على الأقزام، وانتشال ابنه من الفقر الذي يعيشون به، ويترك نيكولاس مع العمة “شارلوت” (كريستين ويج)، لكن بعد مغادرة الأب المنزل يظهر وجه العمة الحقيقي، وتبدأ بمعاملة ابن أخيها بفظاظة ولؤم وتحرمه من الطعام والدفء، في حين يكتشف نيكولاس دليلًا على موقع قرية الأقزام ويقرر الانطلاق للبحث عن والده من أجل مساعدته في إيجادها.
الفيلم من إخراج (جيل كينان) وتتميز أفلامه بالمغامرات المشوقة والأسلوب الممتع الموجه للشباب، بينما ظهرت روعة المؤثرات الصوتية والبصرية، بسبب الملحن الإيطالي (داريو ماريانيلي)، ومصمم الإنتاج (غاري ويليامسون) الذي أعطى الفيلم لمسة من السحر الحقيقي وظهر إبداعه في الانتقالات اللطيفة بين العمة روث والأطفال إلى مغامرات نيكولاس، كما ظهر في الفيلم رسوم متحركة متقنة ومبدعة عندما كان جويل يقرأ قصة ما قبل النوم لنيكولاس.
الرسائل العميقة في فيلم “A Boy Called Christmas”
يعتبر فيلم A Boy Called Christmas فيلم عائلي بامتياز استنادًا إلى كتاب “مات هيج” الشهير للأطفال، فهو يأخذنا في مغامرة عائلية ودافئة مع جرعة صغيرة من الخطر والحزن، ويوصل لنا الكاتب رسالة وعظ مهمة مفادها أن نصف الطريق لتحقيق أي شيء نريده هو الإيمان العميق به.
تركز القصة على شجاعة طفل عادي وتحوله إلى اسطورة تحكى حتى اليوم بسبب إيمانه والخير المحفور في قلبه، يتسم هذا النوع من المغامرات التي ترتبط بالأعياد بتقديم نموذج قوي ورسائل إيجابية كثيرة مثل أهمية مساعدة الأشخاص الأقل حظًا، وتُرسّخ فكرة أن القيم أكثر أهمية من الهدايا نفسها، وتظهر بعض الحيوانات في الفيلم منها ما يعتبر خطير (الدب الذي قتل والدة نيكولاس)، والآخر صديق مثل الأيل الذي يسميه “بليتزن” والفأر الناطق “ميكا” الذي يؤدي صوته الممثل (ستيفن ميرشانت).
تطغى على أحداث الفيلم روح الكريسماس وزينة الميلاد في بداية ونهاية الفيلم وضمن مدينة الأقزام، ونجد الكثير من الثلج الذي يعبر عن قرب موعد قدومه، في حين تكشف لنا الأحداث الكثير عن أسرار التقاليد في هذا العيد، وعمومًا فإن الفيلم يقدم ساعة لطيفة يمكن أن يستمتع بها معظم الفئات العمرية من الأطفال إلى الأجداد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق