القرآن تدبر وعمل سورة الدخان صفحة رقم 497

 

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا۟ لِى فَٱعْتَزِلُونِ ﴿٢١﴾ فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنَّ هَٰٓؤُلَآءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ }

(وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا۟ لِى فَٱعْتَزِلُونِ ) أي: فلا تتعرضوا لي، ودعوا الأمر بيني

وبينكم مسالمة إلى أن يقضي الله بيننا، فلما طال مقامه بين أظهرهم،

وأقام حجج الله تعالى عليهم، كل ذلك وما زادهم ذلك إلا كفراً وعناداً،

دعا ربه عليهم دعوة نفذت فيهم.

ابن كثير:4/143.

السؤال:

ما الذي جعل موسى يتحول من حال دعوتهم إلى حال الدعاء عليهم؟

٢

{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ }

أي: لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم،

ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها ففقدتهم؛ فلهذا استحقوا أن لا

يُنظَروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم وعتوهم وعنادهم.

ابن كثير:4/144.

السؤال:

ما السبب الذي يجعل السماء والأرض تبكي على العباد؟

٣{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِينَ }

هذا بيان لعدم الاكتراث بهلاكهم؛ قال المفسرون: أى إنهم لم يكونوا

يعملون على الأرض عملا صالحا تبكي عليهم به، ولم يصعد لهم إلى

السماء عمل طيب يُبكى عليهم به؛ والمعنى أنه لم يصب بفقدهم

وهلاكهم أحد من أهل السماء ولا من أهل الأرض.

الشوكاني:4/575.

السؤال:

بين مهانة المشركين من خلال الآية الكريمة.

٤

{ وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَٰهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ ﴿٣٢﴾ وَءَاتَيْنَٰهُم مِّنَ ٱلْءَايَٰتِ

مَا فِيهِ بَلَٰٓؤٌا۟ مُّبِينٌ }

ولما كانت قريش تفتخر بظواهر الأمور من الزينة والغرور، ويعدونه

تعظيماً من الله، ويعدون ضعف الحال في الدنيا شقاء وبعداً من الله،

ردَّ عليهم قولهم بما آتى بني إسرائيل، على ما كانوا فيه من الضعف

وسوء الحال، بعد إهلاك آل فرعون بعذاب الاستئصال.

البقاعي:7/76.

السؤال:

هل الغِنى في الدنيا دليل على محبة الله تعالى ورضاه عن العبد الغني؟

والفقر دليل على بغض الله وسخطه على الفقير؟

٥

{ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَٰهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ مُجْرِمِينَ }

فبعد أن ضرب لهم المثل بمهلك قوم فرعون زادهم مثلاً آخر هو أقرب

إلى اعتبارهم به؛ وهو مَهلِكُ قوم أقرب إلى بلادهم من قوم فرعون،

وأولئك قوم تبّع؛ فإن العرب يتسامعون بعظمة مُلك تُبَّع وقومه أهل اليمن،

وكثير من العرب شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في مراحل أسفارهم،

وتحادثوا بما أصابهم من الهلك بسيل العرم.

ابن عاشور:25/ 308.

السؤال:

ما فائدة ضرب المثل بقوم تبع؟

٦

{ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَٰهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ مُجْرِمِينَ}

ومعنى الآية: أقريش أشدّ وأقوى، أم قوم تبع والذين من قبلهم

من الكفار؟! وقد أهكلنا قوم تبع وغيرهم لما كفروا، فكذلك نهلك هؤلاء، فمقصود الكلام تهديد.

ابن جزي:2/324.

السؤال:

اشرح التهديد الوارد في هذه الآية.

٧

{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَٰعِبِينَ ﴿٣٨﴾ مَا خَلَقْنَٰهُمَآ

إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }

فهم لأجل ذلك يجترئون على المعاصي ويفسدون في الأرض؛ لا يرجون

ثواباً ولا يخافون عقاباً.

البقاعي:7/79.

السؤال:

ما الذي يُجرِّئ العبد على المعاصي والفساد؟

وما الذي يحمل الإنسان على الاستقامة والصلاح؟

التوجيهات

1- المؤمن تبكي عليه السماء والأرض لعمله الصالح بعد موته، فاعمل صالحا لتكون كذلك،

﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِينَ ﴾

2- قدرة الله على إهلاك الظالمين، ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَٰهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ مُجْرِمِينَ ﴾

3- الحذر من أسباب هلاك الأمم، ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن

قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَٰهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ مُجْرِمِينَ ﴾

العمل بالآيات

1- تَعَوَّذ بالله ممن تخافه من عدوٍّ، أو أذى، أو نحو ذلك،

﴿ وَإِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ﴾

2- تذكر كافرا بالَغَ في إجرامه وأذيته للمؤمنين وادع الله عليه،

﴿ فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنَّ هَٰٓؤُلَآءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ﴾

3- صل ركعتين في مكان لم تصل فيه من قبل حتى يشهد لك،

﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلْأَرْضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِينَ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

وَأَنْ لاَ تَعْلُوا أَلاَّ تَتَكَبَّرُوا.

بِسُلْطَانٍ بِبُرْهَانٍ، وَحُجَّةٍ.

عُذْتُ اسْتَجَرْتُ.

أَنْ تَرْجُمُونِ أَنْ تَقْتُلُونِي رَجْمًا بِالحِجَارَةِ.

رَهْوًا سَاكِنًا غَيْرَ مُضْطَرِبٍ.

وَمَقَامٍ كَرِيمٍ مَنَازِلَ جَمِيلَةٍ.

وَنَعْمَةٍ عِيشَةٍ، وَتَنَعُّمٍ.

فَاكِهِينَ نَاعِمِينَ مُتْرَفِينَ.

قَوْمًا آخَرِينَ هُمْ: بَنُو إِسْرَائِيلَ؛ خَلَفُوا الأَقْبَاطَ علَى بِلاَدِهِمْ.

مُنْظَرِينَ مُؤَخَّرِينَ عَنِ العُقُوبَةِ.

الْعَذَابِ الْمُهِينِ المُذِلِّ؛ وَهُوَ قَتْلُ أَبْنَائِهِمْ، وَاسْتِخْدَامُ نِسَائِهِمْ.

عَالِيًا مُتَكَبِّرًا جَبَّارًا.

اخْتَرْنَاهُمْ اصْطَفَيْنَاهُمْ.

عَلَى الْعَالَمِينَ عَالَمِي زَمَانِهِمْ.

بَلاَءٌ مُبِينٌ اخْتِبَارٌ بَيْنَ الرَّخَاءِ، وَالشِّدَّةِ.

بِمُنْشَرِينَ بِمَبْعُوثِينَ.

تمت الصفحة ( 497 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق