القرآن تدبر وعمل سورة الدخان صفحة رقم 498
الوقفات التدبرية
١
{ إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }
أي أن الله (عزيز) لا يُكرهه أحد على العدول عن مراده؛
فهو يرحم من يَرحمه بمحض مشيئته،
وهو (رحيم): أي واسع الرحمة لمن يشاء من عباده على وفق ما
جرى به علمه وحكمته ووعدُه.
وفي الحديث:
(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
ابن عاشور:25/31.
السؤال:
بين مناسبة ختام الآية الكريمة بالاسمين (العزيز الرحيم).
٢
{ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ }
يقال هذا للكافر على وجه التوبيخ والتهكم به؛ أي كنت العزيز
الكريم عند نفسك. وروي أن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعز
مني ولا أكرم. فنزلت الآية.
ابن جزي:2/324.
السؤال:
كيف يوصف الكافر يوم القيامة بالعزيز والكريم, وهو في حال عذاب؟
٣
{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ }
والأمن أكبر شروط حسن المكان؛ لأن الساكن أولُ ما يتطلب الأمن
-وهو السلامة من المكاره والمخاوف- فإذا كان آمناً في منزله كان
مطمئن البال شاعراً بالنعيم الذي يناله.
ابن عاشور:25/317.
السؤال:
بين عظيم الامتنان بنعمة الأمن في الآية الكريمة.
٤
{ يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَٰبِلِينَ }
لا يجلس أحدٌ منهم وظهره إلى غيره.
ابن كثير:4/148.
السؤال:
ليس في الجنة أدنى نوعٍ من أنواع الإهانات، بيِّن ذلك من خلال الآية.
٥
{ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَٰكِهَةٍ ءَامِنِينَ }
يقول: ليست تلك الفاكهة هنالك كفاكهة الدنيا التي نأكلها،
وهم يخافون مكروه عاقبتها، وغب أذاها، مع نفادها من عندهم،
وعدمها في بعض الأزمنة والأوقات.
الطبري:22/53.
السؤال:
ما المناسبة في ذكر الفاكهة مقرونة بالأمن في الآية؟
٦
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }
أي: إنما يسرنا هذا القرآن الذي أنزلناه سهلاً واضحاً بيناً جلياً
بلسانك الذي هو أفصح اللغات وأجلاها وأحلاها وأعلاها.
ابن كثير:4/149.
السؤال:
تكلم عن فضل اللغة العربية على سائر اللغات من خلال الآية.
٧
{ فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ }
أي ارتقب نصرنا لك وإهلاكهم؛ فإنهم مرتقبون ضدّ ذلك،
ففيه وعد له ووعيد لهم.
ابن جزي:2/325.
السؤال:
اشرح كيف جمعت الآية بين الوعد والوعيد.
التوجيهات
1- شدة ما يلاقيه الكفار يوم القيامة من العذاب والمهانة والتبكيت،
﴿ خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ ﴿٤٧﴾ ثُمَّ صُبُّوا۟ فَوْقَ رَأْسِهِۦ
مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ ﴿٤٨﴾ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ﴾
2- كل ما يعطاه المؤمن من نعيم هو محض منة الله تعالى عليه،
﴿ فَضْلًا مِّن رَّبِّكَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴾
3- من مقاصد نزول القرآن: التذكر والاتعاظ،
﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- ادعُ الله أن يرحمك يوم الفصل، ﴿ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَٰتُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
2- قل: اللهم إني أعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل،
﴿ إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ ﴿٤٣﴾ طَعَامُ ٱلْأَثِيمِ ﴾
3- سَلِ الله تعالى أن تكون من أهل المقام الأمين في الجنات والعيون,
﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
لاَ يُغْنِي مَوْلىً لاَ يَدْفَعُ صَاحِبٌ.
الأَثِيمِ صَاحِبُ الآثَامِ الكَبِيرَةِ.
كَالْمُهْلِ كَالمَعْدَنِ المُذَابِ.
الْحَمِيمِ المَاءِ الَّذِي بَلَغَ الغَايَةَ فِي الحَرَارَةِ.
فَاعْتِلُوهُ جُرُّوهُ وَسُوقُوهُ بِعُنْفٍ.
سَوَاءِ الْجَحِيمِ وَسَطَ الجَحِيمِ.
أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ عَلَى وَجْهِ التَّهَكُّمِ، وَالتَّوْبِيخِ لَهُمْ.
تَمْتَرُونَ تَشُكُّونَ.
مَقَامٍ أَمِينٍ مَوْضِعٍ يُؤْمَنُ فِيهِ الخَوْفُ، وَالآفَاتُ، وَالأَحْزَانُ.
سُنْدُسٍ هُوَ: الرَّقِيقُ مِنَ الدِّيبَاجِ.
وَإِسْتَبْرَقٍ هُوَ: الغَلِيظُ مِنَ الدِّيبَاجِ.
بِحُورٍ عِينٍ نِسَاءِ الجَنَّةِ الحِسَانِ، الوَاسِعَاتِ الأَعْيُنِ.
يَدْعُونَ فِيهَا يَطْلُبُونَ فِيهَا.
الْمَوْتَةَ الأُولَى الَّتِي ذَاقُوهَا فِي الدُّنْيَا.
فَارْتَقِبْ انْتَظِرْ نَصْرَكَ، وَهَلاَكَهُمْ.
مُرْتَقِبُونَ مُنْتَظِرُونَ مَوْتَكَ، وَهَزِيمَتَكَ.
تمت الصفحة ( 498 )
انتهت سورة الدخان
انتظروني غدا باذن الله
مع
سورة الجاثية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق