قصة النحو

 


قصة النحو

 
 
علم النحو - ويكيبيديا
 
لم يتفق الناس على القصة التي جعلتهم يفكرون في هذا علم النحو، ولكن القصة الأشهر أنّ أبا الأسود الدؤلي مرّ برجل يقرأ القرآن الكريم فقال: «إن الله بريء من المشركين ورسوله»، كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي أنها معطوفة على (المشركين) وهذا يُغير المعنى؛ لأن (رسولُه) مرفوعة لأنها مبتدأ لجملة محذوفة تقديرها (ورسولُه كذلك بريءٌ)، فذهب أبو الأسود إلى علي رضي الله عنه وشرح له وجهة نظره - أن العربية في خطر - فتناول علي رضي الله عنه رقعة ورقية وكتب عليها: بسم الله الرحمن الرحيم.. الكلام اسم وفعل وحرف.. الاسم ما أنبأ عن المسمى.. والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى.. والحرف ما أنبأ عن ما هو ليس اسماً ولا فعلاً. ثم قال لأبو الأسود: «انحُ هذا النحو».
ويروى أيضاً أن علي بن أبي طالب رضي الله وأرضاه كان يقرأ رقعة فدخل عليه أبو الأسود الدؤلي فقال له: ما هذه؟ قال علي رضي الله: إني تأملت كلام العرب، فوجدته قد فسد بمخالطة الأعاجم، فأردت أن أصنع (أفعل) شيئاً يرجعون إليه، ويعتمدون عليه. ثم قال لأبي الأسود: «انحُ هذا النحو». وكان يقصد بذلك أن يضع القواعد للغة العربية. وروي عنه أن سبب ذلك كان أنّ جارية قالت له: (ما أجملُ السماء؟) وهي نَوَت أن تقول: (ما أجملَ السماء!).
فقال لها: (نجومها!)

اشتهرت مدرستا الكوفة والبصرة في النحو، وقد اختلفتا في كثيرٍ من المسائل النحوية مما أثرى علم النحو الذي يعد من أهم قواعد اللغة العربية، ولا سبيل لفهم اللغة بلا النحو، ويظن الكثير من الناس أنّ النحو يعقد اللغة، ولكن على العكس من ذلك فإن فهم النحو ييسر معرفة أسرار «العربية» وكان اختلاف المدارس النحوية رافداً للغة، أما السبب في التصور الخاطئ لدى الناس عن النحو وصعوبته فهو أساليب التدريس التقليدية التي تبعد الدارس عن حب العربية.
بعد المد الإسلامي في العالم واتساع رقعة الدولة، دخل كثير من الشعوب غير العربية في الإسلام، وانتشرت العربية كلغة بين هذه الشعوب، مما أدى إلى دخول اللحن في اللغة وتأثير ذلك على العرب.
دعت الحاجة علماء ذلك الزمان إلى تأصيل قواعد اللغة لمواجهة ظاهرة اللّحن، خاصة في ما يتعلق بالقرآن والعلوم الإسلامية، ويذكر من نحاة العرب عبدالله بن أبي إسحق المتوفى عام 735م، وهو أول من يعرف منهم، وأبو الأسود الدؤلي والفراهيدي وسيبويه.
ورد في المعجم المحيط في معنى كلمة «نحو»:
«نَحَا يَنْحُو اُنْحُ نَحْواً (نحو):- الشّيءَ وإليه: مال إليه وقصدَه؛ نحا الصّديقان إلى المقهى - نحوَهُ: سار على إثره وقلّده؛ نحا الطّالب نحوَ أستاذه - كذا عنه: أبعده وأزاله؛ نحا عن نفسه الجُبنَ والكسل»
النَّحْوُ: الطَّريقُ، والجِهةُ
جمع أنْحاءٌ ونُحُوٌّ، والقَصْدُ، يكونُ ظَرْفاً واسْماً، ومنه: نَحْوُ العَرَبِيَّةِ، وجَمْعُهُ: نُحُوٌّ، كعُتُلٍّ، ونُحِيَّةٌ، كدَلْوٍ ودُلِيَّةٍ.
نَحاهُ يَنْحُوهُ ويَنْحاهُ: قَصَدَه،
كانْتَحاهُ.
ورجُلٌ ناحٍ من نُحاةٍ: نَحْوِيٌّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق