القرآن تدبر وعمل سورة الجاثية صفحة رقم 500
حفظ سورة الجاثية - صفحة 500 - نص وصوت
الوقفات التدبرية
١
{ مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }
من عمل من عباد الله بطاعته فانتهى إلى أمره، وانزجر لنهيه،
فلنفسه عمل ذلك الصالح من العمل، وطلب خلاصها من عذاب الله،
أطاع ربه لا لغير ذلك؛ لأنه لا ينفع ذلك غيره، والله عن عمل كل عامل غني.
(وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ۖ ): يقول: ومن أساء عمله في الدنيا بمعصيته
فيها ربه، وخلافه فيها أمره ونهيه، فعلى نفسه جنى؛
لأنه أوبقها بذلك، وأكسبها به سخطه، ولم يضر أحدا سوى نفسه.
الطبري:22/68.
السؤال:
لماذا قيد الله تعالى العمل الصالح والسيِّء بصاحبه؟
٢
{ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ
وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ ﴿١٦﴾ وَءَاتَيْنَٰهُم بَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ ۖ فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا
مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ
فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
وهذا فيه تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم، وأن تقصد منهجهم.
ابن كثير:4/152.
السؤال:
هاتان الآيتان في بني إسرائيل، فما الذي نفيده نحن أمة الإسلام
من هاتين الآيتين؟
٣
{ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ }
كل ما جاء في القرآن من تفضيل بني إسرائيل إنما يراد به ذكر أحوال
سابقة؛ لأنهم في وقت نزول القرآن كفروا به وكذبوا؛ كما قال تعالى:
(فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)
[البقرة: 89].
ومعلوم أن الله لم يذكر لهم في القرآن فضلا إلا ما يراد به أنه كان
في زمنهم السابق، لا في وقت نزول القرآن.
الشنقيطي:7/ 198-199.
السؤال:
وضح معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
٤
{ فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۚ }
أي حسدا على النبي صلى الله عليه وسلم ؛
قيل : معنى (بَغْيًۢا ) أي: بغى بعضهم على بعض؛ يطلب الفضل
والرياسة، وقتلوا الأنبياء؛ فكذا مشركوا عصرك يا محمد،
قد جاءتهم البينات ولكن أعرضوا عنها للمنافسة في الرياسة.
القرطبي:19/153.
السؤال:
ما البغي الذي وقع منهم؟
٥
{ ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا }
ولما كان معنى هذا أنه سبحانه وتعالى جعل بني إسرائيل على شريعة
وهددهم على الخلاف فيها، فكان تهديدهم تهديداً لنا، قال مصرِّحاً
بما اقتضاه سَوق الكلام وغيره مِن تهديدنا، منبهاً على علو شريعتنا:
(ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ ) الآية.
البقاعي:7/100.
السؤال:
ما مناسبة الآية: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر) لما قبلها من الآيات؟
٦
{ هَٰذَا بَصَٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
وخص جل ثناؤه الموقنين بأنه لهم بصائر وهدى ورحمة لأنهم الذين
انتفعوا به دون من كذب به من أهل الكفر، فكان عليه عمى وله حزنا.
الطبري:22/72.
السؤال:
لماذا خص الله الموقنين بأن القرآن لهم بصائر وهدى ورحمة؟
٧
{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُوا۟ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟
وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }
قال إبراهيم بن الأشعث: كثيرا ما رأيت الفضيل بن عياض يردد من
أول الليل إلى آخره هذه الآية ونظيرها، ثم يقول: ليت، شعري!
من أي الفريقين أنت؟ وكانت هذه الآية تسمى مبكاة العابدين.
القرطبي:19/157.
السؤال:
كيف كان حال السلف مع هذه الآية؟
التوجيهات
1- تفقد قلبك فإن كان فيه حسد لأحد فادعُ له بالخير واستغفر له,
﴿ وَءَاتَيْنَٰهُم بَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ ۖ فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا
بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾
2- أي قول يخالف الكتاب والسنة فهو من الهوى الذي نهى الله عن
اتباعه, ﴿ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ
ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
3- ربط الله بين الهوى وعدم العلم؛ فمن كان جاهلا كان أقرب
إلى إتباع الهوى، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلَا
تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- ادع الله سبحانه وتعالى أن يجعل العلم سبباً لهدايتك وصلاحك،
ولا يجعله سبباً لضلالك وانحرافك، ﴿ وَءَاتَيْنَٰهُم بَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ ۖ
فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى
بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾
2- طبق الواجبات والسنن، ولو خالفت هواك، مستحضراً نية اتباع
الشريعة، ﴿ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ
ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
3- اكتب مقالاً أو رسالة تؤكد فيه على أهمية التمسك بشريعة
الإسلام منهجاً كاملاً للحياة، ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْر
ِ فَٱتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لاَ يَتَوَقَّعُونَ وَقَائِعَهُ وَعَذَابَهُ بِأَعْدَائِهِ.
الْكِتَابَ التَّوْرَاةَ، وَالإِنْجِيلَ.
وَالْحُكْمَ تَحْكِيمَهُمَا.
بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ شَرَائِعَ وَاضِحَاتٍ فِي الحَلاَلِ، وَالحَرَامِ، وَدَلاَلاَتٍ
تُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ.
بَغْيًا بَيْنَهُمْ حَسَدًا وَعَدَاوَةً بَيْنَهُمْ.
شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ مِنْهَاجٍ وَاضِحٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ.
لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ لَنْ يَدْفَعُوا عَنْكَ.
بَصَائِرُ يُبْصِرُ بِهِ النَّاسُ الحَقَّ.
أَمْ حَسِبَ بَلْ ظَنَّ.
اجْتَرَحُوا اكْتَسَبُوا.
تمت الصفحة ( 500 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق