حطم صنمك

 

حطم صنمك

كتاب حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا مجدي الهلالي PDF المكتبة نت لـ تحميل كتب  PDF المكتبة نت مكتبة كتب PDF مجانية لـ تحميل كتب PDF ، تنزيل روايات PDF  عربية ومترجمة ،

الأنانية والكبر والغرور ، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر ..

والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون أبدا بالعيش الهانئ ، ولا يعرفون طعم السعادة

التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار .

إن ( الأنا ) ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا دائما في انتظار انبهار الآخرين

بنا لهو شيء جد مؤسف .

ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين على أن يعرف الناس أننا أفضل منهم ، وأجمل منهم ،

وأكثر إيمانا واحتراما وانجازا منهم لهو إشارة لخلل في تكويننا النفسي ، ومرض يحتاج إلى

علاج ولحظات صدق وتأمل بين المرء ونفسه .

ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل ، فهو يخشى دائما أن يكتشف

الآخرين أنه أقل مما يدعي ، فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوبا ، أو يبرز محاسنا ، تؤكد

للجميع أنه كما يقول .

على العكس من ذلك فإن المتواضع يُخفي من كنوز محاسنه ، تحت رمال تواضعه .

حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عِظم وأهمية وقوة الشخص الذي يتعاملون معه ، والذي ما

تفتأ الأيام تخبرهم عن عظيم خصاله ، وكريم طباعه .

إن النفس تهوى الإطراء والتمجيد ، لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم

بالتواضع وتحاول دائما أن تُظهر الجانب الخير عند الناس هي التي تستشعر بصدق حلاوة

العطاء وسكينة التواضع .

الغريب حقا أن الشخص الذي يئد كبره ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث

عن عظمته عمله ، نعم أعماله العظيمة تتحدث نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله .

وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس ـ أبو علم النفس الحديث ـ حين قال : أن تتخلى عن

إعجابك بنفسك متعة تضاهي إقرار الناس بهذا الإعجاب. ولكن إلى أن تجرب طعم هذه المتعة

ذق بعضا من تعب التعود على التواضع والبساطة .

استمع دائما إلى الآخرين وكن شغوفا بإشباع نزوتهم في الحديث عن أنفسهم ، أما أعمالك

وإنجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة عنك .. فهي أفصح منكِ لسانا .. غرور

“ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي… “

فرانسوا دو لا روشفوكول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق