روائع الإعجاز العلمي في السنة النبوية.. رسالة للمشككين..(6)

 

هل أشار النبي إلى الحجر الصحي؟




يقول العلماء إذا انتشر وباء في بلد فالأفضل ألا يغادره أحد ولا يأتي إليه أحد، لكي لا يسمح بنقل المرض. بل إن العلماء يمنعون السفر والتنقل بين البلد الموبوء والبلدان الأخرى حرصاً على عدم انتشار الوباء. وهذا ما يسمى بالحجر الصحي. ومن أمثلة ذلك مرض الطاعون قديماً الذي حصد أرواح الملايين، ومرض الإيدز وجنون البقر وأنفلونزا الطيور....

في زمن النبي الكريم لم يكن لأحد علم بطريقة انتشار الأوبئة أو أنه من الممكن أن يحمل الإنسان هذا الفيروس ويبقى أياماً دون أن يشعر بوجوده. ولذلك فالمنطق يفرض في ذلك الوقت أن يأمر الناس أن يهربوا من الطاعون، ولكن ماذا قال؟ يقول عليه الصلاة والسلام: (الطاعون بقية رجز أُرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) [رواه البخاري ومسلم] الطاعون: هو أي مرض معدي قابل للانتشار بسرعة. ولذلك فإن هذا الحديث الشريف يمثل معجزة نبوية نراها ونلمسها في عصرنا هذا، ويمثل طريقة صحيحة في الطب الوقائي، ويمثل سبقاً علمياً يشهد على صدق هذا النبي وعلى صدق رسالة الإسلام.

المضادات الحيوية في التراب!

اكتشف العلماء في بحث جديد وجود مضادات حيوية في تراب الأرض، وهذه المضادات يمكنها تطهير وقتل أعند أنواع الجراثيم، بما يُثبت أن التراب مادة مطهرة. وفي دراسة جديدة يقول العلماء فيها إن بعض أنواع التراب يمكن أن تزيل أكثر الجراثيم مقاومة. ولذلك هم يفكرون اليوم بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من التراب. وبعد تجارب طويلة في المختبر وجدوا أن التراب يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال 24 ساعة، نفس هذه المستعمرة وُضعت من دون طين فتكاثرت 45 ضعفاً! وهذا يدل على أن التراب مادة طاهرة.

لقد أشار النبي إلى طهارة الأرض، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً) [رواه مسلم]، وبالفعل تبين للعلماء أن تراب الأرض يحوي مضادات حيوية، ولولا هذه الخاصية المطهرة للتراب لم تستمر الحياة بسبب التعفنات والفيروسات والجراثيم التي ستنتشر وتصل إلى الإنسان وتقضي عليه، إلا أن رحمة الله اقتضت أن يضع في التراب خاصية التطهير ليضمن لنا استمرار الحياة، ألا يستحق هذا الإله الرحيم أن نشكره على هذه النعمة؟

ما هي فوائد الطهارة والصوم والصلاة؟

كشفت الأبحاث العلمية عن الفوائد الطبية للوضوء فالمضمضة تخلص الفم من الجراثيم الموجودة بشكل دائم في اللعاب وعلى الأسنان واللسان وفي جميع أجزاء الفم. أما غسل الأنف واستنشاق الماء يخلصه من الجراثيم الموجودة فيه. كما أن غسل الوجه واليدين والقدمين يعطي للجلد نضارة وحيوية ويخلصهُ من الجراثيم والغبار وينشط حركة الدم.

روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه قال (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظافره) [رواه مسلم]. في هذا الحديث العظيم تأكيد من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على غسل أكبر جزء ممكن من الوجه واليدين والقدمين، لأن الذي يسبغ الوضوء ويحافظ عليه سوف تبدو آثار طهارته يوم القيامة. فما أجمل المؤمن أن يكون طاهراً في الدنيا والآخرة.

لماذا أمرنا الله بالصوم وما هي الحكمة العلمية من ذلك؟

من الحقائق العلمية أن الصوم يعالج الكثير من الأمراض، فقد أثبتت الدراسات أن الصوم يعالج الوزن الزائد ويزيد قدرة جهاز المناعة، ويقضي على تراكم السموم في الجسم ويعالج الضغوط النفسية ويؤخر ظهور الشيخوخة بالإضافة لعلاج أمراض الجهاز الهضمي والربو والكبد وينظم عمل القلب.

قال صلى الله عليه وسلم: (والصوم جُنَّة) [رواه مسلم]. والجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما. وبالفعل ثبت أن الصيام يقينا شر الكثير من الأمراض، فمن الذي علم النبي الكريم هذه الحقائق العلمية؟

وجد العلماء بعد دراسات طويلة على الرياضيين الذين يمارسون رياضة الجري، أن العضلات والركبة تكون بحالة جيدة جداً كلما حافظ الإنسان على المشي أو الجري دون انقطاع. ووجدوا أن الاستمرار في المشي كل يوم يقوي الركبة، ويقوي عضلة القلب ويعالج مرض السكري وضغط الدم وآلام العمود الفقري وآلام الرقبة ويقوي جهاز المناعة في الجسم.

روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول، الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط) [رواه  مسلم]. انظروا كيف أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من رياضة المشي إلى المساجد بقوله: (وكثرة الخطا إلى المساجد)... ألا يحقّ لنا أن نفتخر بهذا الدين الحنيف؟

هل هناك فوائد طبية للصدقة أو الكلمة الطيبة؟

جاء في دراسة علمية جديدة (حسب صحيفة ذي إندبندنت) أن بعض علماء النفس توصلوا إلى أن أعمال البرّ يمكن أن تكون أقصر الطرق للوصول إلى السعادة. وتوصل العلماء إلى أن الذين ينفقون أموالهم على الآخرين كانوا أسعد، بينما أولئك الذين أنفقوا أموالهم على ملذاتهم الشخصية لم يشعروا بسعادة تُذكر. وبالتالي فإن الصدقة يعالج الخوف والحزن وتشعر الإنسان بالأمان والسعادة.

كثير من الناس يجهلون تأثير الكلمة على الآخرين، فالكلمة الطيبة قد تكون سبباً في شفاء إنسان أو سعادة آخر، وقد تكون الكلمة الخبيثة سبباً في إيذاء الآخرين أكثر من الضرب!

اكتشف باحثون يابانيون (حسب موقع BBC) أن الكلمة الطيبة تؤثر على دماغ الإنسان وتحدث نفس الأثر الذي تحدثه المكافأة المالية التي يحصل عليها الإنسان بعد بذله لمجهود ما. ويقول العالم الياباني الدكتور نوريهيرو ساداتو:

"إن الدراسة تشير إلى أن السمعة الطيبة تولد نفس الشعور الذي يتولد لدى المرء عند حصوله على مكافأة مالية". حيث أظهر تصوير المخ بواسطة الرنين المغناطيسي الوظيفي أن نشاط المخ  في مركز المكافأة يزداد مع سماع الإنسان لكلمة طيبة أو إعطائه مبلغاً من المال.

وسبحان الله العظيم! هنا لابد أن نتذكر الأمر النبوي الشريف: (اتّق النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) [رواه البخاري] والسؤال: من الذي علم النبي الكريم أسرار الصدقة وفوائدها حتى جعلها طريقاً للوقاية من النار؟

يتبع

_____________________________

المهندس / عبدالدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق