السكتة الكلامية الزوجية - منتديات غزل وحنين
السكتة الكلامية الزوجية
سواء كان الصمت من نصيب الزوج أو الزوجة فإن مواجهته وتمزيقه بالكلام أمر حيوي من أجل بقاء كيان الأسرة
الصمت بين الزوجين مشكلة تعاني منها العديد من الأسر، وهي مؤشر على أن العلاقة بين الزوجين تقترب من الجمود، لذا فهي تمثل خطرا يهدد الحياة الزوجية، إذ يعقبها انفجار أو انهيار وأحيانا انفصال .
والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء، لأن النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت وإن كان الاجتماعيون يرون أن الصمت في الأصل كان من سمات الزوجة وخصوصاً في المجتمعات الريفية والبدوية، حيث نجد الزوج هو سيد البيت، وإذا تحدث فهو صاحب الكلمة الأخيرة، والطاعة تكون على الزوجة والأولاد، ولكن مع تطور الحياة، ووصول وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية إلى مختلف المجتمعات تناقصت هذه الصورة تدريجياً، وأصبحنا نرى اليوم أن الزوج هو الذي يتحلى بالصمت في كثير من الأحيان.
ويعد الصمت الزوجي سلوكاً سلبياً من جانب الزوج، حتى أن تغيير مظهر الزوجة وشكل البيت وأنواع الطعام لا تجدي، وقد تضطر الزوجة إلى استعمال الأبناء كسفراء، دائمين أو متجولين بينها وبين زوجها نظراً لإصابته بمرض الصمت الزوجي.
ولا شك أن الزوجات يتأثرن بهذا المرض الذي قد يصل إلى مرحلة "السكتة الزوجية"، فعندما يصمت الزوج تقلق المرأة، فالكلام عند المرأة تعبير عن الاهتمام والشوق، أما عند الرجل فهو يستخدمه في ساعات العمل، وعندما يعود إلى البيت يصبح الصمت نوعاً من الاسترخاء، ولكن ذلك يثير الشكوك لدى كثير من الزوجات .
وسواء كان الصمت من نصيب الزوج أو الزوجة فإن مواجهته وتمزيقه بالكلام أمر حيوي من أجل بقاء كيان الأسرة، لأن الكلام عنصر من أهم عناصر التفاهم بين الزوجين والأولاد .
وتختلف الأسباب المؤدية للصمت الزوجي باختلاف الأشخاص وطبيعة العلاقة بين الزوجين، فقد يكون سببه عدم الصراحة والوضوح بين الطرفين، أو قد يرجع إلى عدم التجديد و"الروتين" والرتابة في العلاقة الزوجية .
ويحلل الخبراء النفسيون الصمت بين الأزواج بأنه نوع من زهد أحدهما من الآخر ذلك أن امتلاك الشيء يؤدي إلى الزهد فيه، بمعنى أن قبل الزواج هناك جاذبية معينة لدى كل طرف تجاه الآخر، ولكن بعد الزواج تقل هذه الجاذبية نتيجة لثبات المظهر، حيث يألف الزوج رؤية زوجته.
وهناك سبب آخر يرتبط بالمجتمعات العربية والشرقية وهو أن المرأة تعد الزواج في حد ذاته هدفاً تسعى لتحقيقه، وعندما تحققه يبدأ نوع من الفتور، فهي بعد الزواج تتنازل عن اختيار الملابس والكلمات والأسلوب اللطيف، وتوجه اهتمامها إلى البيت والأولاد مما يؤدي إلى حدوث صدمة للزوج، حيث يشعر أنه أمام صورة مغايرة عن الصورة الأولى التي ارتبط بها، ويشعر بالملل من تكرار هذا المظهر، فيبدأ يهمل في الكلام معها، ويقصر في الثناء عليها.. وعادة ما يبدأ الصمت عندما لا يجد الزوج المظهر الجميل للزوجة، لأنه لو تكلم فسيكون كلامه نقداً، ولذلك فإن الصمت عند الرجل ليس دليلاً على الرضا، وإنما هو أحياناً بديل عن النقد، ولدرء النكد .
ويرى علماء النفس أن الصمت الزوجي يبدأ عندما تحدث الأمور الآتية:
- ضغط الظروف الاقتصادية دون وجود حلول بديلة يشترك فيها الزوجان ، فقد يكون الصمت هروباً من مواجهة هذه المشكلات .
- تناقض الآراء بين الزوجين في أمور الحياة ، فيؤثر كل منهما الصمت، وعدم التعرض للمواجهة.
- إخفاء حقيقة معينة، فتصبح لغة الصمت عملية لا شعورية يختفي وراءها أحد الطرفين.
- عدم اهتمام أحد الطرفين بالطرف الآخر، فالكلام وصال لا بد من وجوده بين الزوجين، وإذا اختفى قد يفهمه أحد الطرفين على أنه عدم اهتمام، وقد يخضع حالة الصمت إلى التأويل الذي قد يؤدي إلى التوتر، وزعزعة المودة والحب بين الطرفين .
علاج السكتة الزوجية:
يقوم البيت على مشاركة الزوجين، ويستهدف السكن والمودة ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاتصال بين الزوجين سواء على المستوى المادي أو المعنوي فذلك من أهم الواجبات الملقاة على عاتق كل منهما، ومن ناحية أخرى فإن هذا الاتصال تعبير عن المودة.
وقد يوظف الصمت للسيطرة على الطرف الآخر، وهنا تتطلب المعالجة التعرف على نوع الطرف الذي يستخدم هذه الوظيفة، فقد يوظف الرجل الصمت للسيطرة، ولكن العكس لن يكون مقبولاً فإن وظفت المرأة الصمت للسيطرة على الزوج، فإن الأمر يتطلب تحليلاً نفسياً لنعرف هل يستخدم الصمت تعبيراً عن العصيان؟ أم أنه رد فعل تلقائي يعبر عن شراستها؟
ولذلك فإن أهم ما نحتاج إليه كي ندفع حالة الصمت إلى حالة الحوار هو أن يكون تشخيصنا لوظائف الصمت دقيقاً، فإذا حدث ذلك يمكن أن تولد آليات الخروج من هذا الصمت، فمثلاً قد يكون الصمت بسبب الخوف من المواجهة، وهذه الحالة تتطلب علاجاً نفسياً .
كما أن التغلب على الصمت الزوجي في يد كلا الزوجين، فعلى كل طرف أن يراعي حقوق الطرف الآخر، لأن المشكلة تبدأ عندما يتجاهل كل من الطرفين حقوق الآخر، مما سينعكس في النهاية في صورة معاملة غير مرضية.
فالاتصال يجب أن يكون ذا اتجاهين، وعلى الزوجين توفير مساحة زمنية لتحقيق هذه الغرض سواء فيما بينهما أو بين الأولاد، لأن الاتصال والكلام يجعلان كل طرف ملماً بمشكلات وظروف الطرف الآخر، وبالتالي يستطيع أن يقدرها ويتفهمها.. ويجب تجاوز أي مشكلة في الحياة الزوجية بحيث لا يتعطل الاتصال، وإذا حدث أي اختناق فلا بد من التغلب عليه في أقصر وقت ممكن. كما أنه من الضروري أن يحدث الكلام بين الطرفين ليحقق التفاعل بينهما حتى لو كان الكلام من قبيل اللغو اللفظي، ولا يعني ذلك أننا ندعو إلى الثرثرة بين الطرفين، ولكننا نؤكد أهمية الحوار، لأن الإنسان بحكم تركيبه النفسي يحتاج لذلك، والكلام أولى درجات الوصال، ومن ثم فإن الصمت يمزق هذا الوصال.
وأخيرا على الزوجة ألا تشعر زوجها بأنه في حالة استجواب، ففي هذه الحالة يرى الزوج أن الصمت يكون أفضل من الشعور بأنه متهم، أو في تحقيق.
وعليها أن تختار الحديث المناسب قبل أن تشتكي من صمت الزوج، فليس من المعقول أن يكون كل مفردات حديثها "ادفع" "اشتري" "البيت يحتاج إلى ما لا نهاية من الطلبات"، فعندما يكون حديثها خالياً من هذه الكلمات يندفع الرجل في الكلام.
السكتة الكلامية الزوجية
سواء كان الصمت من نصيب الزوج أو الزوجة فإن مواجهته وتمزيقه بالكلام أمر حيوي من أجل بقاء كيان الأسرة
الصمت بين الزوجين مشكلة تعاني منها العديد من الأسر، وهي مؤشر على أن العلاقة بين الزوجين تقترب من الجمود، لذا فهي تمثل خطرا يهدد الحياة الزوجية، إذ يعقبها انفجار أو انهيار وأحيانا انفصال .
والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء، لأن النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت وإن كان الاجتماعيون يرون أن الصمت في الأصل كان من سمات الزوجة وخصوصاً في المجتمعات الريفية والبدوية، حيث نجد الزوج هو سيد البيت، وإذا تحدث فهو صاحب الكلمة الأخيرة، والطاعة تكون على الزوجة والأولاد، ولكن مع تطور الحياة، ووصول وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية إلى مختلف المجتمعات تناقصت هذه الصورة تدريجياً، وأصبحنا نرى اليوم أن الزوج هو الذي يتحلى بالصمت في كثير من الأحيان.
ويعد الصمت الزوجي سلوكاً سلبياً من جانب الزوج، حتى أن تغيير مظهر الزوجة وشكل البيت وأنواع الطعام لا تجدي، وقد تضطر الزوجة إلى استعمال الأبناء كسفراء، دائمين أو متجولين بينها وبين زوجها نظراً لإصابته بمرض الصمت الزوجي.
ولا شك أن الزوجات يتأثرن بهذا المرض الذي قد يصل إلى مرحلة "السكتة الزوجية"، فعندما يصمت الزوج تقلق المرأة، فالكلام عند المرأة تعبير عن الاهتمام والشوق، أما عند الرجل فهو يستخدمه في ساعات العمل، وعندما يعود إلى البيت يصبح الصمت نوعاً من الاسترخاء، ولكن ذلك يثير الشكوك لدى كثير من الزوجات .
وسواء كان الصمت من نصيب الزوج أو الزوجة فإن مواجهته وتمزيقه بالكلام أمر حيوي من أجل بقاء كيان الأسرة، لأن الكلام عنصر من أهم عناصر التفاهم بين الزوجين والأولاد .
وتختلف الأسباب المؤدية للصمت الزوجي باختلاف الأشخاص وطبيعة العلاقة بين الزوجين، فقد يكون سببه عدم الصراحة والوضوح بين الطرفين، أو قد يرجع إلى عدم التجديد و"الروتين" والرتابة في العلاقة الزوجية .
ويحلل الخبراء النفسيون الصمت بين الأزواج بأنه نوع من زهد أحدهما من الآخر ذلك أن امتلاك الشيء يؤدي إلى الزهد فيه، بمعنى أن قبل الزواج هناك جاذبية معينة لدى كل طرف تجاه الآخر، ولكن بعد الزواج تقل هذه الجاذبية نتيجة لثبات المظهر، حيث يألف الزوج رؤية زوجته.
وهناك سبب آخر يرتبط بالمجتمعات العربية والشرقية وهو أن المرأة تعد الزواج في حد ذاته هدفاً تسعى لتحقيقه، وعندما تحققه يبدأ نوع من الفتور، فهي بعد الزواج تتنازل عن اختيار الملابس والكلمات والأسلوب اللطيف، وتوجه اهتمامها إلى البيت والأولاد مما يؤدي إلى حدوث صدمة للزوج، حيث يشعر أنه أمام صورة مغايرة عن الصورة الأولى التي ارتبط بها، ويشعر بالملل من تكرار هذا المظهر، فيبدأ يهمل في الكلام معها، ويقصر في الثناء عليها.. وعادة ما يبدأ الصمت عندما لا يجد الزوج المظهر الجميل للزوجة، لأنه لو تكلم فسيكون كلامه نقداً، ولذلك فإن الصمت عند الرجل ليس دليلاً على الرضا، وإنما هو أحياناً بديل عن النقد، ولدرء النكد .
ويرى علماء النفس أن الصمت الزوجي يبدأ عندما تحدث الأمور الآتية:
- ضغط الظروف الاقتصادية دون وجود حلول بديلة يشترك فيها الزوجان ، فقد يكون الصمت هروباً من مواجهة هذه المشكلات .
- تناقض الآراء بين الزوجين في أمور الحياة ، فيؤثر كل منهما الصمت، وعدم التعرض للمواجهة.
- إخفاء حقيقة معينة، فتصبح لغة الصمت عملية لا شعورية يختفي وراءها أحد الطرفين.
- عدم اهتمام أحد الطرفين بالطرف الآخر، فالكلام وصال لا بد من وجوده بين الزوجين، وإذا اختفى قد يفهمه أحد الطرفين على أنه عدم اهتمام، وقد يخضع حالة الصمت إلى التأويل الذي قد يؤدي إلى التوتر، وزعزعة المودة والحب بين الطرفين .
علاج السكتة الزوجية:
يقوم البيت على مشاركة الزوجين، ويستهدف السكن والمودة ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاتصال بين الزوجين سواء على المستوى المادي أو المعنوي فذلك من أهم الواجبات الملقاة على عاتق كل منهما، ومن ناحية أخرى فإن هذا الاتصال تعبير عن المودة.
وقد يوظف الصمت للسيطرة على الطرف الآخر، وهنا تتطلب المعالجة التعرف على نوع الطرف الذي يستخدم هذه الوظيفة، فقد يوظف الرجل الصمت للسيطرة، ولكن العكس لن يكون مقبولاً فإن وظفت المرأة الصمت للسيطرة على الزوج، فإن الأمر يتطلب تحليلاً نفسياً لنعرف هل يستخدم الصمت تعبيراً عن العصيان؟ أم أنه رد فعل تلقائي يعبر عن شراستها؟
ولذلك فإن أهم ما نحتاج إليه كي ندفع حالة الصمت إلى حالة الحوار هو أن يكون تشخيصنا لوظائف الصمت دقيقاً، فإذا حدث ذلك يمكن أن تولد آليات الخروج من هذا الصمت، فمثلاً قد يكون الصمت بسبب الخوف من المواجهة، وهذه الحالة تتطلب علاجاً نفسياً .
كما أن التغلب على الصمت الزوجي في يد كلا الزوجين، فعلى كل طرف أن يراعي حقوق الطرف الآخر، لأن المشكلة تبدأ عندما يتجاهل كل من الطرفين حقوق الآخر، مما سينعكس في النهاية في صورة معاملة غير مرضية.
فالاتصال يجب أن يكون ذا اتجاهين، وعلى الزوجين توفير مساحة زمنية لتحقيق هذه الغرض سواء فيما بينهما أو بين الأولاد، لأن الاتصال والكلام يجعلان كل طرف ملماً بمشكلات وظروف الطرف الآخر، وبالتالي يستطيع أن يقدرها ويتفهمها.. ويجب تجاوز أي مشكلة في الحياة الزوجية بحيث لا يتعطل الاتصال، وإذا حدث أي اختناق فلا بد من التغلب عليه في أقصر وقت ممكن. كما أنه من الضروري أن يحدث الكلام بين الطرفين ليحقق التفاعل بينهما حتى لو كان الكلام من قبيل اللغو اللفظي، ولا يعني ذلك أننا ندعو إلى الثرثرة بين الطرفين، ولكننا نؤكد أهمية الحوار، لأن الإنسان بحكم تركيبه النفسي يحتاج لذلك، والكلام أولى درجات الوصال، ومن ثم فإن الصمت يمزق هذا الوصال.
وأخيرا على الزوجة ألا تشعر زوجها بأنه في حالة استجواب، ففي هذه الحالة يرى الزوج أن الصمت يكون أفضل من الشعور بأنه متهم، أو في تحقيق.
وعليها أن تختار الحديث المناسب قبل أن تشتكي من صمت الزوج، فليس من المعقول أن يكون كل مفردات حديثها "ادفع" "اشتري" "البيت يحتاج إلى ما لا نهاية من الطلبات"، فعندما يكون حديثها خالياً من هذه الكلمات يندفع الرجل في الكلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق