* تأملات في بشارات الكتب السماوية ببعثة النبي صلي الله عليه وسلم
* بقلم الداعية : مهندسة بهيرة خيرالله :
بشرت الكتب السماوية ببعثة النبي صلي الله عليه وسلم ، وكانت البداية بدعوة أبينا إبراهيم عليه السلام وهو قوله تعالي في سورة البقرة { رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾ } وهي بشارة أتمها الله كما جاء فى قوله تعالي : { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴿٢﴾ }
؛ وبشارة عيسي كما جاءت في سورة الصف : { .. وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ ..(6)}
؛ وأخذ الله تعالي الميثاق علي النبيين بتصديق رسوله والإيمان به ونصرته متي بُعِث ، وهو قوله تعالي في سورة آل عمران : { وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴿٨١﴾}
؛ وقد بيَّن تعالي أنه قد أعلم أهل الكتاب بصفة النبي الذي سيأتي من بعد أنبيائهم كما قال في سورة الأعراف : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ .. (157) } ؛ وقال في سورة الشعراء : { وَإِنَّهُۥ لَفِي زُبُرِ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَ لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ﴿١٩٧﴾} ، فقد بشرهم به في كتبهم حتي أنهم ليعرفونه كما يعرفون أبناءهم .
١- جاءت صفة النبي المُبشر به في التوراة ، يقول الله :” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومُبشرًا ونذيرًا ، وحرزًا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المُتوكل ، ليس بفظٍ ولا غليظٍ ، ولا صخابٍ في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتي يُقيِّم به المِلَّة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله الا الله ، ويفتح بها عيوناً عُمياً وآذاناً صُمٌّا وقلوباً غلفاً ” .
وهذا موافق لما جاء في القرآن الكريم عن صفة رسول الله صلي الله عليه وسلم من قوله في سورة الفتح : { إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ﴿٨﴾} ؛ وما وصف به النبي في سورة آل عمران: { وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ.. (١٥٩)} ؛ وما وصف به بالعفو عند المقدرة والصفح وعدم مقابلة السيئة بالسيئة ، وكل ما جاء في التوراة من أوصاف تنطبق عليه صلوات ربي وسلامه عليه .
٢- وجاء في إنجيل يوحنا : قول المسيح عيسي عليه السلام بالبشارة : ” وأما الآن فأنا ماضً الى الذي أرسلني وليس أحدٌ منكم يسألني أين تمضي ، لكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم انطلق لم يأتكم البارقليط ( المُعزي) ، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ، ومتي جاء ذاك الذي يوبخ العالم علي خطية وعلى برٍّ وعلى دينونة.. ” .
وقد ورد ذكر البارقليط في الإنجيل أربع ( ٤ ) مرات ، وهي تعني المُعزي ، والمُحامي والشفيع ، و”الباركليتيوس” معناها في اللغة اليونانية القديمة أي كثير الحمد ؛ ولكن يري كثيرون أن الكلمة الأصلية ليست “باركليت” بل هي “بيريكليت” المشتقة من الحمد والثناء ، والكلمتان متقاربتان لحدٍ بعيدٍ في النطق والكتابة ؛ وهي بشارة بصفة النبي الذي يأتي من بعد عيسي عليه السلام
، ولم يأت رسول بعد عيسي عليه السلام سوي محمد صلي الله عليه وسلم ، وقد جاء مصداق ذلك في سورة الصف من قوله تعالى : { وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ ..(6)} ،
هذا وقد ورد اسم محمد ( ٤ ) مرات في القرآن الكريم ، مما يؤكد أن ما جاء في الإنجيل من قول عيسي عليه السلام يوافق ما جاء في القرآن الكريم ، فعدد مرات ذكره في الإنجيل والقران متوافقة أربع ( ٤ ) مرات ، وصفة الحمد هي المشتق منه اسمه فهو محمد وهو أحمد ومحمود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق