* ولد الهدي فالكائنات ضياءا …
* ولد الهدي سيد الخلق أجمعين وإمام الصابرين والمبعوث رحمة للعالمين فى العام الذى حمى الله فيه الكعبة المشرفة من هجمة أصحاب الفيل ، فكانت إرهاصة بمولده صلي الله عليه وسلم ، وصمام أمان للبيت الحرام من أن يتجرأ عليه أحدٌ من بعد ؛ ولد يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ، فهو سيحمل للدنيا ربيعاً وهو أول ، وفى مثل هذا اليوم أكرمه الله بالنبوة ، وكان يوم هجرته من مكة إلي المدينة ليبدأ تأسيس الدولة الإسلامية ؛ وهو أيضا يوم لقي ربه الرفيق الأعلي ؛ وقد قال لما سُئِلَ عن صيام يوم الاثنين : ( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ويوم أُنزل عليَّ فيه – وفى رواية : ويوم هاجرت فيه، ويوم أرجو أن ألقي الله فيه ) ، وقد كان .
* ونحن إذ نحتفل بهذه المناسبة المباركة طوال هذا الشهر المبارك إنما نستدل بقول الله تعالي : { وَذَكِّرْهُم بِأيَّامِ الله } [ إبراهيم:5] ؛ أي بنعم الله عليهم وما أعظمها من نعمةٍ مولده وبعثته صلي الله عليه وسلم ,
ونحن نتذاكر فى هذه الأيام سيرته العطرة كي نتخذ منها قدوة لنا نهتدي بها كما قال تعالي : { لقَدْ كَانَ لكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذكَرَ اللهَ كثيرًا } [ الأحزاب:21] ؛ فقد كان قرآنا يمشي على الأرض ، كان خُلُقُهُ القرآن كما قالت عنه أم المؤمنين عائشة ، ولا ريب فى أنه كان له كمال الخلق فهو كما وصف نفسه : ( أدَّبنى ربِّى فأحسن تأديبى ) ؛ وهو القائل : ( إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ) . وقد كان له كمال الخلق والشمائل المحمدية مما لا تحصى .
ونحن فى أمَسُّ الحاجة للعودة إلي أخلاق القرآن فى زمن فسدت فيه الذمم والأخلاق والمعاملات ، وكذلك فسد فيه فهم الدين الصحيح ، وسار الناس يتبعون رأي كلُّ من أطال لحيته وقصَّر جلبابه أو قرأ كتابا ، وهذا مما حذرنا منه رسول الله صلي الله عليه وسلم كعلامة من علامات الساعة الصغري : ( إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالمٌ ، اتخذ الناسُ رؤوساً جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا ) . لذا فنحن فى هذه المناسبة الطيبة يجب أن نرجع إلي أصول الدين الحنيف ، وإلي هدى الحبيب المصطفى ، وإلي أخذ العلم من العلماء العاملون ، الذين يقولون ما يفعلون ، فهم الأمناء على ميراث النبوة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق