من هو الإنسان المحترم

من هو الإنسان المحترم

يعجبني الإنسان العادي المحب لكل الناس، الذي لا يعرف الكره أو النفاق الطريق إلى قلبه.

الإنسان المتميز بروح طيبة ، المتفاني في عمله والمخلص إلى أبعد الحدود. الإنسان الذي يتألم ويحزن على أي شيء يحصل لغيره من الناس.

يعجبني الإنسان الذي يشعر بالشقاء والخيبة إذا ما خيب ثقة أحد ما. إنه الإنسان الذي يكره الكذب والاحتيال والظلم والنفاق وما أكثر هذه الأمور في حياتنا الحاضرة مع الأسف الشديد.

يعجبني الإنسان الذي تؤلمه دمعة في عين طفل يتألم، ويتألم لمعرفته بأن إنسان ما يتألم بصمت. وخصوصاً إذا كان هذا الإنسان بريئاً لا ذنب له يدفع ثمن طيش وأخطاء الآخرين.

هل خلقنا لنعيش تعساء متألمين وأن نظل نشقى إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً؟

يعجبني الإنسان الذي يبكي عند فراق صديق أو قريب راح كبش فداء لغيره في زمن ما أكثر فيه الظالمين والمظلومين على حد سواء!

ما أفضله هذا الإنسان الذي يفرحه معاشرة الناس والأصدقاء، والذي يطمئن عنهم دائماً ويسأل الله أن تكون الأمور سائرة معهم على أحسن ما يرام دائماً وأبداً. إنه الإنسان الخلوق والنزيه على الدوام. يعجبني الإنسان الغير متسرع والمتريث في اتخاذ أي قرار سواء أكان قرار مهم أو عادي وذلك لكي يضمن نتيجة مؤكدة وصولاً إلى قرار سليم.

يعجبني الإنسان والرجل تحديداً الذي يحترم المرأة ، هذه الإنسانة الجديرة بالحب والاحترام سواء أكانت أم عطوف أو زوجة مخلصة أو ابنة حنونة أو حبيبة جديرة بالحب والاحترام، يعجبني الانسان الذي يحترم المرأة التي يجب أن تتعلم وأن تمارس حقها الطبيعي في أداء أي عمل تراه مناسباً لها وتعرف بأنها جديرة بالقيام به والنجاح من خلاله.

هذه المرأة الذكية، البعيدة عن التبرج الزائد والتي تفرض الاحترام على نفسها ولها في أي مجتمع أو مكان تحل فيه. يعجبني الإنسان القائد الذي يتميز بالصدق والإخلاص المتفاني في سبيل خدمة شعبه ووطنه بكل تجرد وأمانه، القائد الذي يضع نصب عينيه خدمة ورفاهية شعبه، المتبعد كل البعد عن مظاهر البذخ والترف، القريب من شعبه، الذي ينزل إلى عامة الشعب متفقداً صفوفه وسائلاً عن أحوال هذا الشعب، ويكون دوماً كالأب العطوف.

القائد الذي لا يعزل نفسه داخل جدران قصره، الذي لا يضع الستائر في سيارته لكي لا يرى الحقيقة على الأرض. يعجبني الإنسان المتعدد المواهب الذي يصول ويجول في ميادين مختلفة في حياتنا هذه، فتراه ينجح في كل شيء بامتياز لافت، ويفرض حضوره المميز بألق وإقناع لا بقوة السيف.

يعجبني الإنسان الذي يترك بصماته من عمل الخير والثواب في كل حق يرتاده وعلى كل باب من أبواب الدنيا الواسعة يطرقه.

يعجبني الإنسان الغزير في عطاءاته وحبه للآخرين، الغني في رؤيته للأمور عن كثب والمتعمق في أي مضمون يخوضه، والحائز على الوسامة في أي بيان، والبارع في خياله وتنبؤه للمستقبل، والمتميز في رقته لتصوير الأشياء على حقيقتها دون أي رتوش. القادر على اختيار المعاني والكلمات المناسبة واللائقة في أي مناسبة وجد فيها.

يعجبني الإنسان الذي تفيض شخصيته بشاعرية متميزة في احترام وحب الآخرين، المبتعد عن الأنانية وحب الذات. والذي عنده بوح حميم ودافئ عما يصول ويجول داخل نفسه، هذا الإنسان الذي تزين شفتاه كلمات الحق على الدوام دون أي تحيز أو رياء ومهما كانت الظروف من حوله.

يعجبني الإنسان الصادق بكل أفعاله وأقواله والجرئ في كل خطواته والمبدع في عمله، الخلاق النادر، الإنسان الذي يداوي بجرأته وصدقه عتمات الظلام والجهل والتخلف.

إنه الإنسان الذي يعيش إنسانيته بكل ما لهذه الكلمة من معنى ومضمون بمعزل  عن اللون أو الجنس أو العرق. إنسانية الإنسان المعذب والمقهور في هذه الدنيا. تلك الميزة الخاصة التي ميز الله بني البشر بها دون سائر مخلوقاته في هذه الدنيا الواسعة.

لقد خُير الإنسان في هذه الدنيا والأمور أمامه واضحه وباديه كعين الشمس فيوجد الخير والشر، والطهارة والرذيلة، والإيمان والكفر، والنور والظلام وهنا تعود إلى الإنسان أن يختار الطريق الذي سيسلكه في حياته اليومية والطريقة التي يتعامل بها مع أبناء جلدته.

حري بالإنسان ، يأخذ الناس العظماء قدوة له في حياته يتعلم من نجاحاتهم ويتجاوز قدر الإمكان الأخطاء والتي لابد لكل إنسان مهما علا شأنه أن يقع فيها لأنه لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ فالعصمة لا تكون إلا للأنبياء وحدهم بمشيئة الباري عز وجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق