قيام الليل

 

قيام الليل

 

قيام الليل سنة مرغب فيها



و قد قال كثير من الفقهاء أنه يأتى فى المرتبة

 

الأولى بعد الصلوات المكتوبة
و معهم من السنة دليل يؤكد ما ذهبوا إليه
فقد روى مسلم فى صحيحه و غيره عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة فى جوف الليل
و أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم )




و قد أثنى الله تبارك و تعالى على قُوُام الليل ثناء حسنا




قال الحق سبحانه و تعالى

 

{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ





قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }



الزمر9



و المعنى أخى المسلم

هل يستوى أولئك القائمون الساجدون آناء الليل
و الغافلون المعرضون عن ذكر الله تعالى ؟؟؟؟
أنهم لا يستوون لا فى العقل و لا فى الفضل
فالساجدون القائمون قوم عقلاء يخشون العاقبة و يعدون للأمر عدته
و يعلمون أنهم لم يخلقوا إلا للعبادة
فهم حريصون على ما ينفعهم فى آخرتهم
و يرجون ما هو خير لهم فى دينهم و دنياهم
و هى رحمة الله عز و جل

 

قال تعالى
{ وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }





آل عمران157




و المعرضون على النقيض من ذلك فتأمل






و قال تعالى فى سورة الذاريات

 

مشيدا لفضل قيام الليل و مُثنياً على القائمين

 

و مبشرا إياهم بالجنة و النعيم المقيم
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ *





كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }



الذاريات15--18




و قال جل شأنه





{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ *



تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ *



فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }



السجدة 15 - 17




و قد رغب النبى صلى الله عليه و سلم فى قيام الليل

 

و ذم النوام الذى لا يصلى من الليل ركعات تكون له بها عند الله قربة




قال عبد الله بن سلام رضى الله عنه

 

أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم
المدينه أن جفل الناس إليه بمعنى اسرع
فكنت ممن جاءه
فلما تأملت وجهه و أستبنته
عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب
قال
فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال
( أيها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صِلوا الأرحام
و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )
رواه الحاكم و أبن ماجة و الترمذى




و قال سلمان الفارسى رضى الله عنه

 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم
و مقربة لكم إلى ربكم و مكفرة للسيئات





و منهاة عن الأثم و مطردة الداء عن الجسد )



رواه سعيد بن منصور فى سننه




و قال سهل بن سعد

 

جاء جبريل إلى النبى صلى الله عليه و سلم فقال
[ يا محمد عش ما شئت فأنك ميت
و أعمل ما شئت فأنك مجزى به
أحبب من شئت فأنك مفارق
و أعلم أن شرف المؤمن قيام الليل
و عزه إستغناؤه عن الناس ] 




و عن أبى الدرداء عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال

 

( ثلاثة يحبهم الله و يضحك إليهم و يستبشر بهم
الذى إذا أنكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل
فأما أن يقتلو إما أن ينصره الله عز و جل و يكفيه
فيقول الله أنظروا إلى عبدى هذا
كيف صبر لى بنفسه و الذى له أمرأة حسنة
و فرش لين حسن فيقوم من الليل
فيقول يذر شهوته و يذكرنى ولو شاء رقد
و الذى إذا كان فى سفر و كان معه ركب فسهر ثم هجعوا
فقام من السحر فى ضراء و سراء )
فئة : أى فرقة من الجيش
رواه الطبرانى بأسناد حسن




و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال

 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( أن الله يبغض كل جعظرى جواظ
صخاب فى الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار
عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة )



الجعظرى :أى الشديد الغليظ و الجواظ : أى الأكول و الصخاب : أى الصياح

 

و الجيفة بالليل : أى هو الذى يغط فى نوم عميق فلا يستيقظ للصلاة



فهو كالجيفة الملقاة لا حس فيها و لا حركة

 

و ذلك من كثرة ما يعانيه بالنهار من تعب و صخب




فهو كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم

 

حمار بالنهار لا هم له سوى ملئ بطنه
يعلم من أمر الدنيا و لا يعلم من أمر الدين
فربما يعيش من العمر سبعين عاما و لا يعرف آداب الأستنجاء

فهذا الرجل و أمثاله
يبغضهم الله و يطردهم من رحمته
فيخسرون الدنيا و الآخرة
و لا حول و لا قوة إلا بالله
و أحرى بالعبد أن يقسم وقته
فيجعل منه لربه و يجعل منه لبدنه و يجعل منه لزوجته و أولاده
عملا بالحديث الصحيح
( إن لربك عليك حقا و إن لبدنك عليك حقا
و إن لزوجك عليك حقا فأعط كل ذى حق حقه )




ما هو وقت قيام الليل



سبق و أن قلنا أن وقت قيام الليل
يبدأ فى أول الليل إلى صلاة الصبح
قال أنس رضى الله عنه
فى وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم
( ما كنا نشاء أن نراه فى الليل مصليا إلا و رأيناه
و ما كنا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه )


رواه البخارى


و لكن الأفضل أن يكون فى الثلث الأخير من الليل

لأنه وقت يتجلى الله فيه على عباده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق