كلمات في الطريق .... للأستاذ: محمد خير رمضان يوسف متجدد
كلمات في الطريق .... للأستاذ: محمد خير رمضان يوسف متجدد
• ابدأ بالسهلِ ثم بالصعب،
حتى تتفتحَ نفسكَ على العمل،
ولئلا تنسحبَ منه، أو تخاف، أو تتعقَّد،
وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قامَ يصلي الوترَ في الليل،
لم يُطل في الركعتين الأُولَيين.
• تفقَّدْ أحبابكَ الذين زاروكَ في المرض،
وأصحابكَ الذين سلَّموا عليكَ بعد رجوعكَ من السفر،
وردَّ جميلَهم،
فإنهم أهلُ محبةٍ ووفاء،
وخُلقٍ وصفاء.
• إذا أردتَ أن تعرفَ شخصًا بدون تجربةٍ سابقة،
ردحذففانظر إلى من يقطعُ عليك الطريقَ إلى الجهةِ الأخرى،
لا لشيءٍ سوى ليلتصقَ بالسيارةِ التي أمامه،
ولو كانت واقفة،
فالمهمُّ مزاجهُ ومصلحتهُ وإن كانت بعيدة،
في مقابلِ مصلحةٍ قريبةٍ لآخرين،
ولا يتأخرُ هو إذا لم يحجزِ الطريق،
ولكنه إمعانٌ أو تهالكٌ على المصلحةِ الشخصية..
ولو عرفَ الأنانيون كم هم مبغوضون من البشر،
ربما استحيوا وخفَّفوا من أنانيتهم.
• الليلُ بدون قمرٍ ولا نجوم،
يكون أسودَ بهيمًا،
لا يعطي مجالاً للناسِ أن يتحركوا فيه،
وأنت إذا كنتَ مظلمَ النفس،
خاليًا من إيمانٍ يضيءُ قلبك،
أو خُلقٍ يوسِّعُ صدرك،
لا تفيدُ نفسكَ ولا الآخرين.
• منهم من لا يعرفُ من الكتابِ سوى غلافه،
ردحذفمثلُ الفنانين التشكيليين والمصمِّمين،
ومنهم من لا يعرفُ منه سوى عنوانهِ وفهرسه،
مثلُ المكتبيين والوراقين،
ومنهم من يهمهُ محتوياتهُ أولاً،
وهؤلاء هم العلماءُ والمثقفون.
• التغزلُ بالكتابِ يعني تناولهُ بلطف،
ومسحُ غلافهِ بكمِّهِ أو صفحةِ يده،
ولو لم يكنْ عليه غبار،
والتبسُّمُ إليه حين يراه،
والنظرُ فيه بشوقٍ وكأنهُ لم يرَ كتابًا من قبل،
وتقلُّبُ مزاجهِ إذا لم يتمكنْ من الحصولِ عليه،
واصفرارُ وجههِ إذا نُزعَ من بين يديه،
وتألمهُ عند فراقهِ له،
ولوعتهُ وشدَّةُ هيامهِ به إذا طالَ عهدهُ به،
ولا يستلقي إلا والكتابُ إلى جنبه،
ولا ينامُ إلا وقد سقطَ الكتابُ على وجهه،
وليس له حظٌّ من الأسواقِ سوى المرورِ على الكتبِ والمكتبات،
ولا يأنسُ في مجلسٍ إلا إذا كان الحديثُ فيه عن التأليفِ والكتب.
• من جميلِ التوافقِ في الحياة،
ردحذفأنك إذا دعوتَ الله تعالى واستجابَ لك،
وفَّقكَ فيه،
ويسَّرَ لك الأمر،
وابتعدتَ بذلك عن المنغِّصات والصعوباتِ التي تصاحبُ الأمورَ عادة.
• فُطرَ الإنسانُ على حبِّ الخلود،
وهو ما أوقعَ آدم في فخِّ الشيطان،
الذي أقسمَ له إن أكلَ من الشجرةِ خُلِّدَ في الجنة،
فخُدِعَ به حبًّا بالخلود،
وجهودُ علماءِ البحثِ والتجريبِ دائبةٌ في عصرنا للبحث عن هذا السرّ،
ولكن الله تعالى قضى بالموتَ على الحياةِ الدنيا،
وبما فيها وما عليها من حياة،
فتذوقهُ كلُّ نفسٍ،
ووهبَ الخلودَ للإنسانِ في الدارِ الآخرة،
لأهلِ الجنة،
ولأهلِ النارِ أيضًا،
فهنيئًا لقوم،
وتعسًا لآخرين.
• رأى محسنٌ لقيطًا مرميًّا في الشارع،
ردحذففرحمه،
وأخذهُ فربَّاهُ بين أولاده،
ولما كبرَ واستقامَ عوده،
وقدرَ على العملِ وإصلاحِ شأنه،
كفرَ بوليِّهِ وإحسانهِ إليه،
وصارَ يذكرهُ بسوء،
ويتحدّاهُ إن كان قادرًا على إيذائه!
إنه مثَلُ الكافرِ الغارقِ في نعمةِ ربِّه،
ثم يكفرُ به ويلحد،
ولا يذكرهُ بحسنةٍ أنعمَ بها عليه!!
• في كلِّ مكان،
ردحذفإذا كان هناك من يدعو إلى الإيمانِ والإصلاح،
تجدُ من يدعو إلى الكفرِ والضلال،
ولكلٍّ تبَعٌ وإعلام،
وجنودٌ وأنصار،
وأساليبُ وفنون،
تصلُ إلى التناقضِ أحيانًا.
وأنصارُ الباطلِ كثرٌ في الغالب.
إنها خدعةُ الدنيا وزينتها.
وإنها المصالحُ الحاضرة،
وليس الحقَّ والهدفَ النبيل.
• إنما يتصادقُ أصحابُ الأهواءِ المتشابهة،
والأهدافِ المتطابقة،
ولن تجدَ مؤمنًا يشبهُ كافرًا في مسلكه،
ولا يلتقيان إلا لمصالحَ دنيوية،
ثم يفترقان.