قد يحبط البعض في لحظاتٍ ما ويشعر أن دوره في الحياة صغير للغاية وليس ذو أهمية كما يتوقع. وبغض النظر عن عدد الليالي التي نكرّسها لتحقيق أهدافنا، قد نشعر أن جهودنا ليست أكثر من قطرة في بحر! ولكن إذا أصابتك لحظات الإحباط هذه بعد ذلك، فتذكر حياة النحل على الفور!! فحياة صانعو العسل هؤلاء مُلهمة في الحقيقة. ولنتعرف اليوم عن بعض الحقائق الرائعة عن النحل ونتأملها قليلاً!!
عُمر النحل قصير للغاية
نعي كمّ النشاط والنظام الموجود داخل خلية النحل، وقد نعتقد أنهم يعيشون لسنوات للحفاظ على هذه الخلية. ولكن في الحقيقة، تعيش النحلة العاملة العادية حوالي من 4 : 8 أسابيع فقط، أي من شهر لشهرين ليس إلا!!
وبالطبع لا توجد مقارنة بين عمرها وعُمر الإنسان الذي يتراوح بين 65 : 70 عام في المتوسط. ولكن بالرغم من صِغر حياتها فهي تقوم بدورها ومهامها على أكمل وجه كما لو كانت تعيش للأبد!
مساهمة النحلة الواحدة شيئ لا يُذكر!
عند إلقاء نظرة ثاقبة على خلية النحل، تجد أن لكل من بداخلها دور معين، فالنحلة العاملة تنتج حوالي 1/12 فقط من ملعقة عسل صغيرة، بينما الملكة وذكور النحل ليس لديها مهام تخص إنتاج العسل. فكل فرد في الخلية يقوم بعمله الخاص حتى يتمكنوا جميعاً من العمل والاستمرار في العيش. فالنحل العامل يجلب الرحيق وحبوب اللقاح وكذلك يهتموا بتدريب وتعليم الجيل الجديد. ويقتصر دور ذكور النحل على تلقيح الملكة والتهوية بأجنحتهم للحفاظ على درجة الحرارة المناسبة في الخلية، وربما تقتصر مهامهم على ذلك وفقاً لإمكانياتهم وما يستطيعوا تقديمه.
فعلى سبيل المثال: أجزاء فم الذكر غير مهيأة لجمع الرحيق من الأزهار، والأرجل الخلفية لا تصلح لجمع حبوب اللقاح، وليس لديه أيضاً غدد في البطن لفرز الشمع. أما الملكات فمهمتهن تقتصر على وضع البيض فقط. ولهذا قد تبدو النحلة الصغيرة غير مهمة، ولكن إذا قمت بتنحيتها من هذا النظام، فسينهار كل شيء.
تهب النحلة حياتها للآخرين
في الحقيقة، عمل النحلة وما تفعله لا يعود بأي نفع شخصي عليها. فبعد كل هذا المجهود، لن تنال قطرة عسل! فهي تقضي كل حياتها في العمل الجاد لمجرد تربية الجيل الجديد والمساهمة لتظل الخلية قائمة ومستمرة. وحتى هذه الحقيقة لا تعكس عليها أية إحباط أو لامبالاة بعملها!
تستطع نحلة واحدة إقناع الخلية بأكملها لإتباعها
قد لا تجد الملكة متسعاً في الخلية لوضع بيضها، وهنا تضطر خلية النحل للبحث عن مكان آخر يُمكنهم العيش فيه. ولهذا يتم إطلاق بعض النحل في رحلات استكشافية في أماكن مختلفة بغرض العثور على مكان مزدهر يُمكنهم الانتقال إليه. وعندما تجد أي نحلة هذا المكان، تبدأ بإخبار خليتها ولكن بطريقتها الخاصة! حيث تقوم بالاهتزاز وعمل تذبذبات بالرقص، لتصف لهم المكان الجديد الذي عثرت عليه. ولا يلبثوا أكثر من ساعتين ليختاروا الانتقال إلى مكان خليتهم الجديد. وهذا التأثير يشبه الدوائر متحدة المركز والتي تظهر بعد أن نسقط حجراً في الماء.
إنتاج النحلة الواحدة هو 1/12 من معلقة عسل صغيرة!
قد تُفكر أن خسارة نحلة واحدة لا يهم، لأننا سنخسر فقط 1/12 من ملعقة العسل الصغيرة، ولكن ماذا لو تخلصنا من العشرات منهم؟ امممممم سنحصل على ملعقة صغيرة من العسل ينقصها القليل فقط!
والآن تخيّل معي ماذا لو لم يستطع النحل إيجاد مكاناً جديداً ليعيشوا فيه؟ نعم الإجابة أن الخلية بأكملها ستتعرض للفناء وحينها لن نحصل على أي قطرة عسل!
ويُمكنك الاستفادة من هذا التسلسل في فهم حقيقة أنه مهما بدت مساهمتك صغيرة بالنسبة لك، فتأكد بأن لها تأثيراً كبيراً إذا نظرت إلى الأمر بنظرة أكثر شمولية. وتذكر دوماً أن 1/12 من الملعقة الصغيرة لها أهميتها.
إذن، ما الذي يمكن أن نتعلمه من النحل؟
حاول أن تعيش اليوم بيومه، وتُنجز فيه مهامك الضرورية.
اتبع حدسك، وافعل ما تعتقد أنه صحيح.
لا تستسلم أبداً، حتى ولو بدا أن مجهودك يضيع هباءً.
الهم الآخرين للانضمام إليك: فكلما كان لديك أصدقاء وعائلة متشابهون في التفكير، كلما زادت قوتك وتمكنت من فعل المزيد.
لا تفكر في الربح الذي تجنيه – فكر في الهدف والفائدة التي تجلبها للآخرين.
قدّر مساهمتك، مهما كانت صغيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق