سعيد حسين القاضى يكتب: هكذا الدنيا

سعيد حسين القاضى يكتب: هكذا الدنيا

يـا إلهـى أنـتَ جـاهى *** أنت لى نعـم الرجـاءْ

هـذه الدنيـــــا هبـاءْ *** جُـلّ مـا فيهـا ريــــــاءْ

وجهـُهَـا قـد مكْيَجَتْـهُ *** هـل لمكيـاج ٍ بقــاءْ؟

لـو رأيتَ الــودَّ منهـــا *** فانتظــرْ مِنْهـا الجفــاءْ

فابتســاماتُ الليــالى *** يختفـى فيهـا البُكاءْ

لو أتَتْ دنيــكَ صبحـاً *** سوف تمضى فى المساءْ

تضحـك الدنيـا علينـا *** إذْ تـرى فينـا غبــاءْ

كمْ رأيـنـا مِـنْ أنـاس ٍ *** فـى رداءِ الكبــريـاءْ

أصبحـوا بعـدَ التََّعــالى *** بيـــــنَ ذلٍّ وازدراءْ

كمْ قصــور ٍ شامخـاتٍ *** فارهـاتٍ فـى البنــاءْ

ثـم أضحى سـاكنـوهـا *** بعــدَ عِــزٍّ فى العــراءْ

هكـذا الدنيـا بَدَتْ لى *** كـلّ مـا فيهــا هبــاءْ

————-

فى شبـابى كنت نجماً *** فى صفـوف الأصـدقـاءْ

أمـلأ الدنيـا ضَـجـيـجــاً *** فى الضحى أو فى المساءْ

فى النوادى.. فى البوادى *** فى الحوارى.. فى الخلاءْ

مثـل عصفـور ٍ طليـق ٍ *** راح يشـدو فى الفضـاءْ

كـلّ يــومٍ لى جليـسٌ *** جـاء يبدى لى الوفـاءْ

كمْ أحـاطـونى بحـبٍّ *** كم تبـارَوْا فى الثنـاءْ

عنـدما ولّى ربيـعى *** ثـم وافــانى الشتــاءْ

حينما أصبحتُ شيخـاً *** مـا لهـمْ فيــهِ رجـاءْ

كلّ مَنْ حولى تــوَارَوْا *** دون شىء من حيــاءْ

صرتُ فى بيتى وحيـداً *** لا أرى إلاّ الخــــــــواءْ

بانَ لى المـاضى جَلِيًّـا *** بعــدَ أن زالَ الغشـاءْ

هكذا الدنيـا بَدَتْ لى *** جُلّ ما فيهـــا ريـــاءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق