سعيد حسين القاضى يكتب: يا أمَّنا لا تحزنى

يا أمَّنا لا تحزنى

سعيد حسين القاضى نشر في اليوم السابع يوم 23 – 04 – 2013

يا مصرُ: فى عينيكِ ألْمَحُ دمعة ً فيها عتابْ
يا أمَّنا لِمَن العتابُ؟..فهل لديكِ لنا جوابْ؟
لو أنَّ مغروراً تجنى..سوف تفديكِ الرقابْ
بوحى لنا.. ثم أأمرينا .. إن أمرَكِ مستجابْ
****
أنَّتْ وقالتْ لى بصوتٍ فيه موجاتُ انتِحابْ:
أولاد بطنى مَنْ أصابونى بهَمٍّ واكتِئابْ
لو أنَّ هَمِّى مِنْ خصومى كنتُ ضاعفتُ العقابْ
لكنَّ أولادى إذا اقتتلوا .. فقدْ جَلَّ المُصابْ
فالأم يعصرها الأسى ..وتذوقُ ألوانَ العذابْ
لوْ شاهدتْ يوماً بنيها.. فى خِصامٍ أو حِرابْ
****
كانوا بحُضْنى يومَ ثاروا..ثم صاروا فى اضطرابْ
صوتُ القنابل أصبحتْ.. فى عُرفهمْ لغة الخطابْ
واستوْرَدوا لغة التنابذ من مزادِ الانتخابْ
أعَلَى المروءةِ والشهامةِ عندنا حدثَ انقلابْ؟؟
فكبارهم.. يتهكَّّمُون و ينقمونَ على الشبابْ
وصغارهم.. وصفوا الكبارَ بكلِّ أوصافٍ تُعابْ
والكلُّ جاهرَ.. بالسلاحِ..وبالشتائمِ..والسّبابْ
حتى الطفولة.. قد رأيناها لها ظفرٌ ونابْ
هل بعد هذا الخِزى من شىءٍ سوى جرِّ الخرابْ؟
****
فأجبتُها لا تجزعى.. فلسوف ينقشعُ الضبابْ
مهما تراكمتِ الغيومُ..فليس ينطفِئُ الشهابْ
وضياءُ وجهكِ فى ظلامِ الليلِ يخترقُ الحِجابْ
لنرى الثعالبَ قد أتتْ للحصنِ مِنْ أى الشعابْ؟
ونرى جراثيم تخَفَّتْ بين طيَّاتِ الثيابْ
لتُعيدَ للجرحٍ الصغيرِ – إذا تعافى – الإلتهابْ
****
يا مصرُ: نسرُكِ فى سمائكِ.. لن يحومَ بها غرابْ
والليثُ مُرْتقبٌ لكى يحمى العرينَ من الذئابْ
يا كم تبارى الحاقدون لينشروا فيكِ الخرابْ
لكنْ تآمرهمْ – بفضل ِرِعايةِ الرحمنِ – خابْ
فاللهُ شرَّفَ مصرَ..إذ ْ وَرَدَتْ بآياتِ الكتابْ
مقرونة ً بالخيرِ.. فادْخلْ آمِناً مِنْ أى بابْ
****
يا مصرُ.. إنَّ سُمُوَّ قدْركِ فوقَ هاماتِ السحابْ
لاتحزنى ..إنْ مسَّ ثوبَكِ من عواصفهم تُرابْ
فلسوف تلتَئِمُ الجراحُ… ويجزلونَ لكِ الثوابْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق