أفِق … بارك الله فيك
قَــالَ الشَّـيخ العلّامــة صـالحُ بنُ فَـوزان الـفَوزَان -حَـفظهُ الله-:
– عباد الله
كيف آثرتم الحياة الدنيا على ما عند الله؟!
كيف شغلتكم أموالكم وأولادكم عن ذكر الله؟!
مهما عشت أيها الإنسان وجمعت من المال
فإنك راحل
وما في يدك زائل
ولا يبقى لك إلا عملك
إنك خرجت إلى الدنيا ليس معك شيء
وستخرج منها ليس معك منها إلا العمل
قال تعالى:
{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ }.
إنك مررت بالدنيا في طريقك إلى الآخرة
وأتيحت لك الفرصة لتأخذ منها زاداً لسفرك
فأنت بمنزلة المسافر
الذي هبط إلى السوق ليأخذ منه زاداً يبلغه في مسيره
فليس لك من هذه الدنيا إلا ما تزودت به للآخرة
عباد الله
حلال هذه الدنيا حساب
وحرامها عقاب
ومصيرها إلى الخراب
ولا يركن إليها من فقد الرشد والصواب
فكم ذهاب بلا إياب
وكم من حبيب قد فارق الأحباب
وترك الأهل والأصحاب
وصار إلى ثواب أو عقاب
إنها رحلات متتابعة إلى الدار الآخرة لا تفتر يذهب فيها
أفراد وجماعات
وآباء وأمهات
وملوك ومماليك
وأغنياء وصعاليك
ومؤمنون وكفار
وأبرار وفجار
كلهم يذهبون إلى الآخرة
ويُودعون في القبور
ينتظرون البعث والنشور
والنفخ في الصور
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ *
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } .
📝المصــدَرُ :
[ خطبة في التحذير من الاغترار بالدنيا:الخطب المنبرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق