ترميم الكوب المكسور - منتديات غزل قلوب مصرية

ترميم الكوب المكسور - منتديات غزل قلوب مصرية
يحكى أن أماً سمعت صوت كسر زجاج ، فخرجت مسرعة خوفاً على طفلتها من الزجاج المتناثر ، فوجدت كوباً مكسوراً وقد تناثرت أجزاؤه على الأرض، أبعدت الأم ابنتها عن مجال تناثر الزجاج ، ولأن الكوب يرتبط بذكرى عزيزة على قلبها ، فقد بدأت بجمع القطع الكبيرة التي يمكن بها إعادة بنائه من جديد.
أما القطع الصغيرة المؤذية قامت بجمعها بحرص ووضعتها في كيسٍ سميك كي لا تؤذي أحداً ورمت بها في عمق سلة المهملات.
عقب ذلك بدأت بمحاولة إصلاح الكوب بعناية ، ولكونها تمتلك حساً ومعرفة فنية قامت بتزيينه ببعض الخامات المتوافرة في المنزل حتى صار تحفة فنية، صحيح أنه لم يعد يصلح للشرب فيه ولكنها ستحتفظ به كذكرى جميلة وربما تستخدمه كمقلمية أو مزهرية.
والهدف من هذا الموقف تشبيه علاقاتنا الإنسانية بالكوب المكسور الذي نظن أنه غير قابل للتصليح والترميم ونبقى في حالة حزن وإحباط وآلم دائم بينما بالإمكان إصلاح أجزاء منه ، والحفاظ على حبل الود قائماً فعندما ينكسر شيء ما في إحدى العلاقات الإنسانية العزيزة على قلوبنا كفراق بعد صداقة قوية أو زعل بعد تآخ ومحبة أو طلاق بعد زواج ناجح ، فأول ما يجب عمله هو إبعاد الأطفال وكل من سيتعرض للأذى من حولنا نتيجة هذا الكسر.
وبعد ذلك جمع ما تناثر أثناء الكسر من صغائر الأقوال والأفعال الجارحة والتي قيلت في لحظات الغضب فيجب جمعها بحرص ووضعها في غلاف متين من المحبة بحيث يمنع وصول أذاها وخدشها مرة أخرى ، ومن ثم إلقاؤها في أعمق نقطة في عالم النسيان.
أما جمع القطع الكبيرة وتعنى المواقف الإيجابية والحسنات ، فيتم بناؤها ولم شملها في هيكل كوب جديد ، وغالباً ماستظهر به بعض الثغرات والعيوب التي يمكن تجميلها بتعلم أساسيات فن التعامل والمواجهة الراقية والحوار الايجابي والعشرة الحسنة.
والأهم من ذلك التركيز على ما تحتويه تلك المواقف من ذكريات رائعة جمعت بين الطرفين ربما لسنوات أو عقود عدة أو حتى أيام قليلة ، بحيث لا تنسوا الفضل والعشرة والأيام الحلوة بينكم.

خاطرة ،،،

ما أكثر الانكسارات في العلاقات بين البشر ، والانكسار لا يعني النهاية ، وإنما بداية جديدة بشكل مختلف ، تعتمد على نبذ السيئ والتركيز على الحسن، ولايزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق