قد لا يدرك محبو المشروبات الساخنة أو الحساء في الطقس البارد الضرر الذي قد يُسببه ذلك للمريء. في الثقافة الصينية، تُعتبر هذه الممارسة شائعة لأنها أفضل طريقة لتدفئة الجسم فورًا. مع أن الحفاظ على الدفء بهذه الطريقة يُشعرنا بالراحة، إلا أننا لا ندرك أن الحرارة الشديدة قد تُسبب حروقًا في المريء أو تلفًا في الغشاء المخاطي للمريء. على المدى الطويل، قد يؤدي هذا الضرر إلى الإصابة بالسرطان.
وبالمثل، عندما نستضيف ضيوفًا في المنزل، نقول دائمًا " تشان جيت" (趁熱)، أي ندعوهم لتناول الشاي أو الطعام ساخنًا. غالبًا ما نبتلع المشروب وهو يكاد يغلي دون أن نكترث بحرقة الماء. وكما قد لا يدرك الكثيرون، فإن خطر الإصابة بالسرطان أعلى بمرتين لمن يشربون الشاي بكثرة عند درجة حرارة تتراوح بين 65 و69 درجة مئوية، وثماني مرات لمن تزيد عن 70 درجة مئوية. من ناحية أخرى، إذا ارتشف المرء الشاي بعد غليه لمدة دقيقتين فقط، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بخمس مرات ممن يتركونه يغلي لمدة أربع إلى خمس دقائق على الأقل.
يُعتقد أن تلف خلايا المريء يُسبب سرطان المريء بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وقد أظهرت التقارير والدراسات أن تناول الطعام عند درجة حرارة الغليان يُسبب حروقًا والتهابًا مزمنًا في المريء. ورغم أن طبقة الغشاء المخاطي للمريء قابلة للشفاء دون تدخل، إلا أن التحفيز المستمر للحرارة المرتفعة على الغشاء المخاطي قد يُسبب السرطان.
تُعرّف منظمة الصحة العالمية المشروبات الساخنة بأنها أي سائل أو مشروب بدرجة حرارة تتراوح بين 50 و65 درجة مئوية، والمشروبات الحارقة التي تزيد عن 65 درجة مئوية. وقد أشارت أبحاثهم إلى أن تناول السوائل في مثل هذه الدرجات من الحرارة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء. ووفقًا لتقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان لعام 2018، تُصنف المشروبات التي تتجاوز 65 درجة مئوية على أنها مواد مسرطنة من الفئة 2A. كما أظهرت دراسات سابقة أن تناول الطعام/السوائل المغلية يُفاقم الغشاء المخاطي للحلق ويؤذي المريء، مما يُؤدي إلى احتمالية الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في المريء. وهذا يُمثل ضعف خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية. وقد أكدت نتائج الاختبارات على الحيوانات هذه الحالة. للوقاية من سرطان المريء، يجب على الجميع الانتباه بشكل أكبر لعاداتهم الغذائية. وعلى الرغم من أن شرب المشروبات الساخنة ليس سببًا مطلقًا للمادة المسرطنة، إلا أن هذه العادة قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. في المرة القادمة التي تشرب فيها أو تأكل شيئًا ساخنًا، من الأفضل أن تنفخ على سطح المشروب لتبريده قبل تناوله.
في الختام، يُنصح بشرب الماء عند درجة حرارة حوالي 40 درجة مئوية، لأنه عند هذه الدرجة لا يُحفّز تجويف الفم والمريء والجهاز الهضمي بشكل مفرط، ولا يُسبّب انقباض الأوعية الدموية. من الناحية الحسية الجسدية، يجب ألا تُسبّب رشفة منه حرقًا في الفم واللسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق