القرآن تدبر وعمل سورة المدثر صفحة رقم 576
الوقفات التدبرية
١
{ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ
كَفَرُوا۟ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِيمَٰنًا ۙ
وَلَا يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم
مَّرَضٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ }
وهذا حال القلوب عند ورود الحق المنَزل عليها: قلب يفتتن به كفراً
وجحوداً، وقلب يزداد به إيماناً وتصديقاً، وقلب يَتَيَقَّنه فتقوم عليه
به الحجة، وقلب يوجب له حيرةً وعمىً فلا يدري ما يراد به.
ابن القيم: 3/216.
السؤال:
ما أنواع القلوب عند سماع الحق؟
٢
{ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِيمَٰنًا ۙ }
بيان أن الواجب على المؤمن المبادرة بالتصديق والانقياد،
ولو لم يعلم الحكمة أو السر أو الغرض؛ بناء على أن الخبر من
الله تعالى وهو أعلم.
الشنقيطي: 8/365.
السؤال:
هل لا بد أن يعرف المسلم الحكمة أو السر في كل أمر في الإسلام
لكي يؤمن به ويصدقه؟
٣
{ وَلَا يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ }
أي: ليزول عنهم الريب والشك. وهذه مقاصد جليلة يعتني بها
أولو الألباب؛ وهي: السعي في اليقين، وزيادة الإيمان في كل
وقت وكل مسألة من مسائل الدين، ودفع الشكوك والأوهام التي
تعرض في مقابلة الحق.
السعدي: 897.
السؤال:
دلت الآية على وجوب التيقن في كل مسائل الدين، وضح ذلك.
٤
{ كُلُّ نَفْسٍۭ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّآ أَصْحَٰبَ ٱلْيَمِينِ }
(إِلَّآ أَصْحَٰبَ ٱلْيَمِينِ) أي: الذين تقدم وصفهم؛ وهم الذين تحيَّزوا
إلى الله؛ فائتمروا بأوامره، وانتهوا بنواهيه؛ فإنهم لا يرتهنون
بأعمالهم، بل يرحمهم الله فيقبل حسناتهم، ويتجاوز عن سيئاتهم.
البقاعي: 21/71.
السؤال:
من أصحاب اليمين؟
٥
{ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا۟ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ }
تنبيهاً على أن رسوخ القدم في الصلاة مانع من مثل حالهم، وعلى
أن الصلاة أعظم الأعمال، وأن الحساب بها يقدم على غيرها.
البقاعي: 21/75.
السؤال:
ما سبب دخول هؤلاء في سقر؟ وماذا تستفيد من ذلك؟
٦
{ قَالُوا۟ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ }
في الآية إشارة إلى أن المسلم الذي أضاع إقامة الصلاة وإيتاء
الزكاة مستحق حظاً من سقر على مقدار إضاعته، وعلى ما أراد
الله من معادلة حسناته وسيئاته، وظواهره وسرائره.
ابن عاشور: 29/328.
السؤال:
في هذه الآية إشارة إلى خطورة التهاون في الصلاة والزكاة للمسلم,
بين ذلك.
٧
{ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلْخَآئِضِينَ }
إشارة إلى عدم اكتراثهم بالباطل ومبالاتهم به؛ فكأنهم قالوا:
وكنا لا نبالي بباطل.
الألوسي: 15/147.
السؤال:
إطلاق العنان للسان مهلكة, وضح ذلك من الآية.
التوجيهات
1- عظم خَلق الملائكة، ﴿ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةً ۙ
وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُو ﴾
2- يقسم الله تعالى بما شاء من خلقه، وليس للإنسان أن يقسم
إلا بالله تعالى، ﴿ كَلَّا وَٱلْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَٱلَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ ﴾
3- الجنة جزاء أصحاب اليمين، ﴿ ﴾ إِلَّآ أَصْحَٰبَ ٱلْيَمِينِ ﴿٣٩﴾
فِى جَنَّٰتٍ يَتَسَآءَلُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- أدِّ الصلوات الخمس مع المصلين في المسجد،
﴿ قَالُوا۟ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ ﴾
2- أطعم مسكيناً حتى تنجو من النار، ﴿ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ ﴾
3- قل: اللهم إني أعوذ بك أن أقول زوراً أو أغشى فجوراً،
وتجنب الحديث في الكلام الباطل وما لا علم لك فيه،
﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلْخَآئِضِينَ ﴿٤٥﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
فَقُتِلَ غُلِبَ وَقُهِرَ.
نَظَرَ تَأَمَّلَ فِيمَا هَيَّأَ مِنَ الطَّعْنِ.
عَبَسَ قَطَّبَ وَجْهَهُ.
وَبَسَرَ اشْتَدَّ فِي العُبُوسِ لَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِ الحِيَلُ فِي الطَّعْنِ.
أَدْبَرَ رَجَعَ مُعْرِضًا عَنِ الحَقِّ.
يُؤْثَرُ يُنْقَلُ عَنِ الأَوَّلِينَ.
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ سَأُدْخِلُهُ جَهَنَّمَ؛ كَيْ يَصْلَى حَرَّهَا.
لاَ تُبْقِي لاَ تَتْرُكُ لَحْمًا.
وَلاَ تَذَرُ لاَ تَتْرُكُ عَظْمًا.
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ مُحْرِقَةٌ لِلْجُلُودِ، مُغَيِّرَةٌ لِلْبَشَرَةِ.
فِتْنَةً اخْتِبَارًا لِلْكُفَّارِ.
وَلاَ يَرْتَابَ لاَ يَشُكَّ.
مَرَضٌ نِفَاقٌ.
جُنُودَ رَبِّكَ مَلاَئِكَتَهُ.
إِنَّهَا لإَِحْدَى الْكُبَرِ إِنَّ النَّارَ لإَِحْدَى العَظَائِمِ.
رَهِينَةٌ مَحْبُوسَةٌ بِعَمَلِهَا.
مَا سَلَكَكُمْ مَا أَدْخَلَكُمْ.
نَخُوضُ نَتَحَدَّثُ بِالبَاطِلِ.
الْيَقِينُ المَوْتُ.
تمت الصفحة ( 576 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق