القرآن تدبر وعمل سورة المرسلات صفحة رقم 581
الوقفات التدبرية
١
{ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ كِفَاتًا }
تضم الأحياء على ظهرها، والأموات في بطنها.
وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه، ودفن شعره
وسائر ما يزيله عنه.
القرطبي: 21/505.
السؤال:
ما الحكم الشرعي المستفاد من هذه الآية؟
٢
{ إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ ﴿٣٢﴾ كَأَنَّهُۥ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ }
( جِمَالَتٌ صُفْرٌ ) وهي: السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة،
وهذا يدل على أن النار مظلمة؛ لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء،
كريهة المرأى، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها.
السعدي: 905.
السؤال:
من خلال تدبرك للآية وفهمك للمعنى، ما لون النار؟
وهل هي مظلمة أم فيها شيء من النور؟
٣
{ فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ }
تعجيز لهم، وتعريض بكيدهم في الدنيا، وتقريع عليه.
ابن جزي: 2/525.
السؤال:
إذا كان الكفار يوم القيامة عاجزين ولا ينطقون,
فكيف يحصل منهم الكيد؟
٤
{ كُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ هَنِيٓـًٔۢا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
فيه النص على أن عملهم في الدنيا سبب في تمتعهم بنعيم الجنة
في الآخرة, وجاء في الحديث: (لن يدخل أحدكم الجنة بعمله)،
ولا معارضة بين النصين؛ إذ الدخول بفضل من الله، وبعد الدخول
يكون التوارث، وتكون الدرجات، ويكون التمتع بسبب الأعمال.
فكلهم يشتركون في التفضل من الله عليهم بدخول الجنة،
ولكنهم بعد الدخول يتفاوتون في الدرجات بسبب الأعمال.
الشنقيطي: 8/404.
السؤال:
ما العلاقة بين الأعمال ودخول الجنة؟ وضح ذلك.
٥
{ كُلُوا۟ وَتَمَتَّعُوا۟ قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ }
فيه دلالة على أن كل مجرم نهايته تمتع أيام قليلة، ثم يبقى في
عذاب وهلاك أبداًً.
الألوسي:15/197.
السؤال:
على ماذا يدل الأمر بالتمتع والأكل للمجرمين في الدنيا؟
٦
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُوا۟ لَا يَرْكَعُونَ }
أي أطيعوا الله تعالى واخشعوا وتواضعوا له عز وجل بقبول وحيه
تعالى واتباع دينه سبحانه، وارفضوا هذا الاستكبار والنخوة.
(لَا يَرْكَعُونَ) لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ويصرون على ما هم
عليه من الاستكبار.
الألوسي: 15/197.
السؤال:
ما دلالة الأمر بالركوع ورفض المشركين ذلك؟
٧
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُوا۟ لَا يَرْكَعُونَ ﴿٤٨﴾ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }
ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات،
وقيل لهم: (ٱرْكَعُوا۟) امتنعوا من ذلك. فأيُّ إجرام فوق هذا؟!
وأي تكذيب فوق هذا؟!
السعدي: 905.
السؤال:
تكلم عن منزلة الصلاة من خلال تدبرك للآية.
التوجيهات
1- التفكر في خلق الإنسان، ودلالة الخلق على البعث،
﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ ﴿٢٠﴾ فَجَعَلْنَٰهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴾
2- التفكر في ظل الكفار: ﴿ ٱنطَلِقُوٓا۟ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِى ثَلَٰثِ شُعَبٍ ﴿٣٠﴾
لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِى مِنَ ٱللَّهَبِ﴾ ،
و ظل المؤمنين: ﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى ظِلَٰلٍ وَعُيُونٍ ﴾
3- فضل عاقبة المحسنين يوم القيامة, ﴿ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾
العمل بالآيات
1- زُر المقابر واتعظ بتلك الزيارة، ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ كِفَاتًا ﴾
2- طلب من الله أن يسقيكم وينزل الغيث، ﴿ وَأَسْقَيْنَٰكُم مَّآءً فُرَاتًا ﴾
3- استعذ بالله من عذاب جهنّم ثلاثاً، ﴿ إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
مَاءٍ مَهِينٍ ضَعِيفٍ حَقِيرٍ؛ وَهُوَ النُّطْفَةُ.
قَرَارٍ مَكِينٍ مَكَانٍ حَصِينٍ مُتَمَكِّنٍ.
قَدَرٍ وَقْتٍ.
كِفَاتًا وِعَاءً تَضُمُّ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ.
رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ جِبَالاً ثَوَابِتَ، مُرْتَفِعَاتٍ.
فُرَاتًا عَذْبًا، سَائِغًا.
ظِلٍّ هُوَ دُخَانُ جَهَنَّمَ.
ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ يَتَفَرَّعُ مِنْهُ ثَلاَثُ قِطَعٍ.
لاَ ظَلِيلٍ لاَ يُظِلُّ مِنْ حَرِّ ذَلِكَ اليَوْمِ.
وَلاَ يُغْنِي لاَ يَدْفَعُ، وَلاَ يَقِي.
بِشَرَرٍ الشَّرَارَةُ: مَا يَتَطَايَرُ مِنَ النَّارِ.
كَالْقَصْرِ كَالبِنَاءِ المُشَيَّدِ فِي العِظَمِ وَالاِرْتِفَاعِ.
جِمَالَةٌ صُفْرٌ كَأَنَّ الشَّرَرَ إِبِلٌ سُودٌ يَمِيلُ لَوْنُهَا إِلَى الصُّفْرَةِ.
كَيْدٌ حِيلَةٌ فِي الخَلاَصِ مِنَ العَذَابِ.
ظِلاَلٍ ظِلِّ الأَشْجَارِ الوَارِفَةِ.
هَنِيئًا مُتَهَنِّئِينَ مِنْ غَيْرِ تَنْغِيصٍ، وَلاَ كَدَرٍ.
حَدِيثٍ بَعْدَهُ كِتَابٍ وَكَلاَمٍ بَعْدَ القُرْآنِ.
تمت الصفحة ( 581 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق