من غشنا فليس منا

 

لماذا يفرح الطالب حينما يغش في الامتحان؟ ولا يشعر بالذنب او الضيق رغم ان الغش غير اخلاقي؟

توضح هذا نظرية التنافر المعرفي، تقول هذه النظرية اننا نشعر بعدم الارتياح أو الاجهاد العقلي حينما تتضارب معتقداتنا او قيمنا او افكارنا مع افعالنا، او حينما نسمع معلومات تتعارض مع افكارنا.

ما علاقة هذا بالإمتحان؟

على سبيل المثال، حينما تؤمن ان الغش حرام او غير اخلاقي فأنت ستشعر بحالة من عدم الإرتياح عندما تغش، فكيف يتغلب الطالب على هذا لكي يشعر بالارتياح حينما يغش؟ إنه ببساطة يقوم بتغيير معتقداته لكي تتوافق مع افعاله

فبدلاً من ان يؤمن ان الغش غير اخلاقي، فهو يقول لنفسه عبارات من نوعية: "إن الجميع أصلاً يغش، هذا طبيعي"، او "التعليم اصلاً فاشل، فلا مشكلة من الغش"، وقتها سيشعر بالراحة، لأنه غيّر أفكاره لتتوافق مع افعاله

مثال آخر: حينما يسرق السارق، فهو_للأسف_ قد لا يشعر بالذنب كما تعتقد، بل أنه يقول لنفسه: "إن هؤلاء أغنياء وانا أفقر منهم، فمن حقي أن أسرق!"، هنا ايضاً هو خدع نفسه وجعل افكاره تتوافق مع افعاله لكي يشعر بالطمأنينة والراحة حينما يسرق….وهناك العديد من الأمثلة الأخرى

لهذا، حينما تشعر بعدم الراحة فعليك أن تسأل نفسك: هل فعلت شىء يتعارض مع أفكاري ومبادئي؟ إذا كانت الاجابة نعم، فأمامك حلين:

  1. أن تغيّر أفكارك لتتوافق مع أفعالك (وهذا لا أنصح به، إلا اذا كانت افكارك خاطئة في البداية)

  2. أن تغيّر أفعالك لتتوافق مع افكارك (وهذا الأفضل إن كانت افكارك صحيحة منذ البداية)

مع ملاحظة أن لا تحاول أن تخدع نفسك كما في المثالين بالأعلى، فالغش يبقى غش والسرقة تبقى سرقة…

هذا كل شىء، ولا تغش مرة أخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق