القرآن تدبر وعمل سورة النازعات صفحة رقم 584
الوقفات التدبرية
١
{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ }
حَثُّهُ على أن يستعد لتخليص نفسه من العقيدة الضالة، التي هي
خبث مجازي في النفس فيقبَلَ إرشاد من يرشده إلى ما به زيادة الخير.
ابن عاشور:30/77.
السؤال:
ما فائدة أمر موسى –عليه السلام- لفرعون بالتزكي في أول دعوته له؟
٢
{ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ }
وتفريع (فَتَخْشَىٰ) على (وَأَهْدِيَكَ) إشارة إلى أن خشية الله لا تكون
إلا بالمعرفة؛
قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
[فاطر:28]؛
أي: العلماء به، أي: يخشاه خشية كاملة لا خطأ فيها ولا تقصير.
ابن عاشور:30/77.
السؤال:
لماذا جاءت الخشية بعد الهداية في الآية الكريمة؟
٣
{ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰٓ }
فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة
فرعون عرف أن كل من تكبر وعصى وبارز الملك الأعلى عاقبه
في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه فلو جاءته
كل آية لم يؤمن بها.
السعدي:909.
السؤال:
من الذي ينتفع بالعظات القرآنية ومن لا ينتفع ؟
٤
{ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُ ۚ بَنَىٰهَا ﴿٢٧﴾ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّىٰهَا ﴿٢٨﴾
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَىٰهَا ﴿٢٩﴾ وَٱلْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ ﴿٣٠﴾
أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَىٰهَا ﴿٣١﴾ وَٱلْجِبَالَ أَرْسَىٰهَا ﴿٣٢﴾
مَتَٰعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَٰمِكُمْ }
يقول تعالى مبيناً دليلاًً واضحاًً لمنكري البعث ومستبعدي إعادة
الله للأجساد: (ءَأَنتُمْ) أيها البشر (أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُ) ...
فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام،
والأرض الكثيفة الغبراء وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم
لا بد أن يبعث الخلق المكلفين، فيجازيهم على أعمالهم، فمن أحسن
فله الحسنى، ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه؛ ولهذا ذكر بعد هذا
قيام الساعة ثم الجزاء.
السعدي: 909.
السؤال:
على ماذا تدل هذه الآيات العظام التي ذكرها سبحانه وتعالى؟
ولماذا أعقب بذكر الجزاء بعد ذكر هذه الآيات؟
٥
{ وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ }
الظاهر أن تبرز لكل راء فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه
بالسلامة منها وأما الكافر فيزداد غما إلى غمه وحسرة إلى حسرته.
الشوكاني:5/380.
السؤال:
هل تبرز الجحيم للمؤمنين والكفار أو للكفار فقط؟ ولماذا؟
٦
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾
فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ ﴾
وأصل الهوى: مطلق الميل وشاع في الميل إلى الشهوة, وسمي بذلك
على ما قال الراغب: لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل واهية وفي
الآخرة إلى الهاوية, ولذلك مدح مخالفه.
قال بعض الحكماء: إذا أردت الصواب فانظر هواك فخالفه.
وقال الفضيل: أفضل الأعمال مخالفة الهوى.
الألوسي:3/36.
السؤال:
لماذا سُمي الهوى بذلك؟
٧
{ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَىٰهَا }
أي: إنما بعثت لتنذر بها، وليس عليك الإخبار بوقتها، وخص الإنذا
ر بـ(مَن يَخْشَىٰهَا)؛ لأنه هو الذي ينفعه الإنذار.
ابن جزي:2/535.
السؤال:
من الذي ينفعه الإنذار؟
التوجيهات
1- حسن الأسلوب ولينه في الدعوة، ﴿ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ ﴾
2- دعوة أي شخص مهما بلغ طغيانه، ﴿ ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ ﴾
3- عظم منزلة المراقبة، ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ
وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ ﴾
العمل بالآيات
1- دعوة غير مسلم إلى الإسلام بأسلوب حكيم، ﴿ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ ﴾
2- اعمل عملاً صـالحًا تتمنى أن تتذكره يوم القيـامة،
﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلْإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ ﴾
3- حاسب نفسك قبل النوم، ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلْإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
تَزَكَّى تَتَطَهَّرَ مِنَ الكُفْرِ، وَتَتَحَلَّى بِالإِيمَانِ.
وَأَهْدِيَكَ أُرْشِدَكَ.
الآيَةَ الْكُبْرَى مُعْجِزَةَ العَصَا، وَاليَدَ البَيْضَاءَ.
يَسْعَى يَجْتَهِدُ فِي مُعَارَضَةِ مُوسَى عليه السلام.
فَحَشَرَ جَمَعَ أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ.
نَكَالَ عُقُوبَةَ.
رَفَعَ سَمْكَهَا أَعْلَى سَقْفَهَا.
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا أَظْلَمَ لَيْلَهَا بِغُرُوبِ شَمْسِهَا.
وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا أَبْرَزَ نَهَارَهَا بِشُرُوقِ شَمْسِهَا.
دَحَاهَا بَسَطَهَا، وَأَوْدَعَ فِيهَا مَنَافِعَهَا.
وَمَرْعَاهَا مَا يُرْعَى مِنَ النَّبَاتِ.
أَرْسَاهَا أَثْبَتَهَا عَلَى الأَرْضِ؛ كَالأَْوْتَادِ.
الطَّامَّةُ القِيَامَةُ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ.
وَبُرِّزَتِ أُظْهِرَتْ إِظْهَارًا بَيِّنًا.
الْمَأْوَى المَصِيرُ.
مَقَامَ رَبِّهِ القِيَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ لِلْحِسَابِ.
أَيَّانَ مُرْسَاهَا مَتَى وَقْتُ حُلُولِهَا؟
فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا لَيْسَ عِنْدَكَ عِلْمُهَا؛ حَتَّى تَذْكُرَهَا.
عَشِيَّةً مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.
ضُحَاهَا مَا بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ.
تمت الصفحة ( 584 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق