القرآن تدبر وعمل سورة النبأ صفحة رقم 582

 

 

الوقفات التدبرية

١

{ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ﴿١﴾ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ }

ذكر سبحانه تساؤلهم عن ماذا، وبيَّنه فقال: (عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ).

فأورده سبحانه أولاً على طريقة الاستفهام مبهماً لتتوجه إليه

أذهانهم، وتلتفت إليه أفهامهم، ثم بيَّنه بما يفيد تعظيمه وتفخيمه؛

 

 

كأنه قيل: عن أي شيء يتساءلون؟ هل أخبركم به؟

ثم قيل بطريق الجواب: (عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ).

الشوكاني: 5/363.

السؤال:

لماذا جاء الاستفهام في بداية السورة؟

٢

{ ٱلَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ }

وجيء بالجملة الاسمية في صلة الموصول دون أن يقول:

( الذي يَختلفون فيه )، أو نحو ذلك؛ لتفيد الجملة الاسمية أن الاختلاف

في أمر هذا النبأ متمكن منهم ودائم فيهم؛ لدلالة الجملة الاسمية

على الدوام والثبات.

ابن عاشور: 30/11.

السؤال:

ما فائدة وقوع صلة الموصول جملة اسمية، وليس جملة فعلية؟

٣

{ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا ﴿٦﴾ وَٱلْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴿٧﴾ وَخَلَقْنَٰكُمْ أَزْوَٰجًا ﴿٨﴾

وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴿٩﴾ وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِبَاسًا ﴿١٠﴾ وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشًا ﴿١١﴾

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴿١٢﴾ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴿١٣﴾

وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَٰتِ مَآءً ثَجَّاجًا }

وإنما ذكر الله تعالى هنا هذه المخلوقات على جهة التوقيف ليقيم الحجة

على الكفار فيما أنكروه من البعث؛ كأنه يقول: إن الإله الذي قدر على

خلقة هذه المخلوقات العظام قادر على إحياء الناس بعد موتهم.

ابن جزي: 1/2541.

السؤال:

ذكر الله المخلوقات في هذه الآيات لعلة, اذكرها.

٤

{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا }

أي راحة لكم، وقطعاًً لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم،

فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة،

وتحصل راحتهم النافعة.

السعدي: 906.

السؤال:

ما وجه كون النوم نعمةً يمتنُّ الله بها على عباده؟

٥

{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا }

يعني: أنه لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز بالنار، فإن كان معه جواز نجا،

وإلا احتبس.

ابن كثير: 4/464.

السؤال:

ما الذي يفهم من كون جهنم مرصاداًً؟

٦

{ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ كِتَٰبًا }

كل شيءٍ من قليل وكثير (أَحْصَيْنَٰهُ كِتَٰبًا) أي: كتبناه في اللوح المحفوظ،

فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه

يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة.

السعدي: 907.

السؤال:

ما الحكمة من كتابة أعمال العباد؟

٧

{ فَذُوقُوا۟ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا }

عن عبد الله بن عمرو، قال: لم تنزل على أهل النار آية أشد من هذه:

(فَذُوقُوا۟ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا)؛ قال: فهم في مزيد من العذاب أبداً.

الطبري: 24/169.

السؤال:

ما أشد آية في القرآن على أهل النار؟ ولماذا؟

التوجيهات

1- لله تعـالى على خـلقه نعمٌ كـثيـرة مـوجبة مزيـد شـكـره،

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا ﴿٦﴾ وَٱلْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾

2- لا يزال عند أهل النار أمل أن يصلهم شيء من برد الجنة وشرابها

حتى يسمعوا قوله تعالى: ﴿ لَّٰبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَابًا ﴿٢٣﴾ لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا

بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ﴾

3- عدم الإيمان بالحساب أو الغفلة عنه سبب لتكاثر السيئات،

﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴿٢٧﴾ وَكَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابًا ﴿٢٨﴾

وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ كِتَٰبًا ﴾

العمل بالآيات

1- نم الليلة مبكراً ثم اذكر فائدتين وجدتهما من التبكير بالنوم،

﴿ وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِبَاسًا ﴿١٠﴾ وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشًا ﴾

2- استعذ بالله من عذاب جهنم ثلاثاً، ﴿ انَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ﴾

3- تذكر ذنباً عملته ثم استغفر الله، ﴿ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ كِتَٰبًا ﴾


معاني الكلمات

الكلمة معناها

عَمَّ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ؟

النَّبَإِ الْعَظِيمِ الخَبَرِ العَظِيمِ؛ وَهُوَ القُرْآنُ الَّذِي فِيهِ خَبَرُ البَعْثِ.

مِهَادًا مُمَهَّدَةً كَالفِرَاشِ.

أَوْتَادًا تُثَبِّتُ الأَرْضَ.

أَزْوَاجًا أَصْنَافًا: ذُكُورًا وَإِنَاثًا.

سُبَاتًا رَاحَةً لأِبْدَانِكُمْ، وَقَطْعًا لأَعْمَالِكُمْ.

لِبَاسًا سَاتِرًا لَكُمْ بِظُلْمَتِهِ؛ كَاللِّبَاسِ.

مَعَاشًا تُحَصِّلُونَ فِيهِ مَا تَعِيشُونَ بِهِ.

سِرَاجًا وَهَّاجًا مِصْبَاحًا وَقَّادًا، مُضِيئًا.

الْمُعْصِرَاتِ السُّحُبِ المُمْطِرَةِ.

ثَجَّاجًا مُنْصَبًّا بِكَثْرَةٍ.

وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا بَسَاتِينَ مُلْتَفَّةً أَشْجَارُهَا.

مِيقَاتًا وَقْتًا، وَمِيعَادًا لِلفَصْلِ بَيْنَ الخَلْقِ.

الصُّورِ القَرْنِ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ إِسْرَافِيلُ عليه السلام.

أَبْوَابًا ذَاتَ أَبْوَابٍ كَثِيرَةٍ؛ لِنُزُولِ المَلاَئِكَةِ.

وَسُيِّرَتِ نُسِفَتْ بَعْدَ ثُبُوتِهَا.

سَرَابًا كَالسَّرَابِ الَّذِي لاَ حَقِيقَةَ لَهُ.

مِرْصَادًا تَرْصُدُ أَهْلَهَا، وَتَرْقُبُهُمْ.

أَحْقَابًا دُهُورًا لاَ تَنْقَطِعُ.

بَرْدًا مَا يُبَرِّدُ حَرَّ النَّارِ عَلَى أَجْسَادِهِمْ.

حَمِيمًا مَاءً حَارًّا بِالِغًا نِهَايَةَ الحَرَارَةِ.

وَغَسَّاقًا صَدِيدَ أَهْلِ النَّارِ.

وِفَاقًا عَادِلاً، مُوَافِقًا لأَعْمَالِهِمْ.

لاَ يَرْجُونَ لاَ يَخَافُونَ.

أَحْصَيْنَاهُ حَفِظْنَاهُ، وَضَبَطْنَاهُ مَكْتُوبًا فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ.

تمت الصفحة ( 582 )

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق