** تأملات في مناسك الحج :
(4) الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة:
هو يوم الحج الأكبر ؛ وهو ركن الحج الأعظم ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الحج عرفة ، ومن جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج ) .
ونحن نتذكر في هذا اليوم أبينا آدم وأمنا حواء بعد أن اهبطا من الجنة إلي الأرض والتقيا بعد تفرق في هذا المكان فتعارفا فسمي عرفات؛ ولما قالت له الملائكة في هذا المكان ” اعرف ذنبك وتب إلي الله ” .. فعرف زلته وعرف كيف يتوب بكلمات تلقاها من ربه .
ونتذكر أبينا إبراهيم لما تعرف على صدق رؤياه بذبح ابنه وأنه وحي من الله لابد من الاذعان له .. وعندما تعرف علي مناسك الحج التي علمه إياها جبريل عليه السلام ثم قال له : عرفت! قال : عرفت .
ونتذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما وقف بوادي عرفة علي جبل الرحمة عند الصخرات الثلاث وألقي خطبة الوداع في العام العاشر الهجري .. وعندها نزلت عليه آخر آية تشريعية بعد عصر ذلك اليوم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
ونتذكر اخواننا الحجاج الواقفين بهذا المكان في هذا اليوم العظيم يتضرعون الي الله ويدعونه طالبين المغفرة والرحمة. والله تعالي يباهي بهم الملائكة قائلا : ( انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين .. جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي .. فلم ير أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة.
ونتذكر أخيرا في هذا اليوم ما بعد الموت…مشهد مشابه يوم الحشر في الآخرة حيث يجتمع الخلق في وقت واحد.. في مكان واحد … في اكفان واحدة .. كل مشغول بنفسه.. شاخص إلي ربه .. يرجو رحمته ويخشي عذابه ..
نسأل الله العلي العظيم أن يغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات ويدخلهم الجنة برحمته ويزيدهم من فضله وكرمه برؤية وجهه الكريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق