5- الذكـر:
الذكر هو أحب الكلام إلى الله تعالى، وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة،
وهو سبب الفلاح، به يُذكر العبد عند الله، ويصلي الله وملائكته على الذاكر،
قال يحيي بن معاذ: يا غفول يا جهول لو سمعت صرير الأقلام وهي
تكتب أسمك عند ذكرك لمولاك، لمت شوقًا إلا مولاك ، وقال أبو بكر
رضي الله عنه: ذهب الذاكرون لله بالخير كله ، وقال ابن القيم:
الذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم .
وهو أقوى سلاح، وهو خير الأعمال وأزكاها وأرفعها في الدرجات،
وخير من النفقة، به يُضاعف الله الأجر، ويُغفر الوزر، ويُثقل الميزان،
يقول تعالى:
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ
مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ }
[الحج: 28]،
روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر،
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )،
وكان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما إذا دخلت عشر ذي
الحجة يخرجان إلى السوق يكبران فيكبِّر الناسُ بتكبيرهما.
[ رواه البخاري].
والتكبيرُ عند أهلِ العلم مطلقٌ ومقيّد، فالمطلق يكونُ في جميع الأوقات
في الليل والنهار من مدّة العشر، والمقيّد هو الذي يكون في أدبارِ الصّلواتِ
فرضِها ونفلِها على الصّحيح، مِن صُبح يومِ عرفة إلى العصرِ من آخر
أيّام التشريق (الثالث عشر )وأمّا للحاجّ فيبدأ التكبيرُ المقيّد عقِب صلاةِ الظهر
من يوم النحر.
وصحّ عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما صيغة:
( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ).
ومن الذكر الاستغفار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار )
[ أخرجه البيهقي بإسناد حسن عن الزبير، وهو في السلسلة الصحيحة
برقم (2299)] ، وقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم ):
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة
حسنة [حسنه الالباني في صحيح الجامع].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق