** تأملات في مناسك الحج :
2) الطواف حول البيت :
الطواف حول البيت الحرام هو تحية لبيت الله ( أول بيت وضع للناس ) وثوابه هو الأعلي بحسب الحديث النبوي ( ينزل الله كل يوم علي حجاج بيته الحرام عشرين ومائة رحمة ؛ ستين للطائفين؛ وأربعين للمصلين؛ وعشرين للناظرين إلي البيت ) .
وهنالك يتذكر الطائف تاريخ بناء الكعبة .. منذ بنتها الملائكة؛ثم انطماسها في زمن نوح حين عبدت الأصنام لأول مرة علي وجه الأرض فكان الطوفان الذي طهر الأرض كلها ، حتي يبني البيت علي طهارة علي يد خليل الرحمن إبراهيم و الذبيح إسماعيل جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ثم إعادة بناءه قبل بعثة النبي بخمس سنوات ومشاركته فيه بوضع الحجر الأسود في هذا المكان ،ثم أجريت تجديدات وآخرها كانت توسعات الحرم الحالية التي تمت لتسع الزيادة الضطردة في أعداد الحجيج والعمار .
ومن الحكم في الطواف أن يتحقق الطائف من القبلة التي يتوجه إليها في صلاته في بلده البعيد ويراها رأي العين .
يطوف جاعلا الكعبة عن يساره ناحية القلب المعلق بصاحب البيت ؛يطوف سبعة أشواط، كأنما يصعد في كل شوط من سماء الي سماء حتي يصل إلى السماء السابعة حيث البيت المعمور الذي تطوف حوله الملائكة وهو بحيال الكعبة وهو تحت عرش الرحمن ؛ حيث يقف أبينا إبراهيم مسندا إليه ظهره- كما رآه النبي في رحلة معراجه- فهو بأني الكعبة في الأرض، والجزاء من جنس العمل .
. ويطوف عكس إتجاه عقرب الساعة؛ كأنما يريد بطوافه عكس التاريخ ان يرجع الي الوراء ليمسح الذنوب والخطايا التي خلفها في مشوار عمره ويرجع كيوم ولدته أمه طاهرا بلا ذنب ولا خطيئة .
نسأل الله ان يطهرنا من الذنوب والخطايا كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق