إن تسألوني شعر سعيد حسين القاضي

إن تسألوني

 

إن تسألوني : من يحبُّ تراب مصر بلا ادِّعاءْ؟
وبلِا ضجيجٍ مُـسْتَـفـِزٍّ عَـبْـرَ شاشاتِ الـفضاءْ
لم يـسعَ للـتـخْـريـب يـوماً..إنما يهـوى الـبنـاءْ
مَـنْ ذا يُـعطِّـر ثـوبَـه ُ بـتـرابِها حـتى الـمساءْ ؟
سبقَ الطيور إلى الحقولِ متى توضَّـأ بالضياءْ
ليجودَ بالعَـرَقِ الزَّكِـيِّ لأرض مصـرَ بلا رِياءْ
يرْوي بـهِ جَـوْفَ الثَّـرى إن لَمْ يجدْ بالحقلِ ماءْ
حتى يـرى هـذا الــثَّـرَى يخْـتالُ في أحلى رِداءْ
****
ومَن الذي بـيَـدَيـْهِ يكسو الأرضَ أثوابَ النماءْ
الطَّـمْيُ مَصْنَعـُهُ لـيُـنْـتـجَ منه مَـوْفـورَ الـغذاءْ
مُـتـجمِّلاً بالصبرِ مُـقـتـنِعاً بما يجـري القضاءْ
فـإذا تجَـنَّـى أيُّ بـاغٍ…أو تمادى في الـغـبـاءْ
سـنراهُ لـيْـثاً هَـبَّ يحمي الدارَ من أيِّ اعـتداءْ
ويـذود عـن هـذا الـتـراب ويَـفْـتـَديهِ بالـدِّاماءْ
إن تسألوني :
مَـنْ تحلَّـى فــوق هـذا بالـتـواضعِ والـحـيـاءْ ؟؟
لَأَجَـبْـتـكـمْ فـي نشـوةٍ : فُـلاَّ حُ مصرَ بلا مِـرَاءْ
هـو في رحاب الأمِّ يَـفْخـرُ بالخضوعِ والانحناءْ
لـكنْ.. أمـامَ خـصومِها صلـبٌ.. وينضحُ كِـبرياءْ
جـلـبابـُهُ الـفِـضْفَـاضُ يحتضِنُ الشهامةَ والإباءْ
هـو في يقـيني مَنْ يحبُّ ترابَ مصرَ بلا ادِّعـاءْ
شعر سعيد حسين القاضي
22 \ 11 \ 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق