سوق الكلام ..أم ..سوق الطعام شعر : سعيد حسين القاضي

 

شاشة التلفازِ صارتْ
أكبر الأسواقِ في بيعِ الكلامْ
هل تحَوَّلنا لأفواهٍ جياعٍ
تشتهى مضغَ الكلامْ؟؟
***
لوْ حوارٌ دارَ في التلفازِ يوماً
بين من قالوا عليهمْ
إنهم في الفكرِ أَعْلاَمٌ عظامْ
سوف لا ندري.. حوارٌ ما نراهُ
أم نقارٌ.. أم صراخٌ.. أم خصامْ
***
عَلَّمونا منذُ أنْ كنّا صغاراً
أن بعضَ الَّلغْوِ والتجريحِ في الناس حرامْ
عَلَّمونا أن للألفاظ ِكالسكِّين حداً
يقطعُ اللحمَ ويَفْرى في العظامْ
عَلَّمونا أنَّ سِنَّ الحرفِ في الايلامِ
قد يعلو علي سِنِّ الحسامْ
عَلَّمونا أن بعضَ القولِ يدمي
مثلَ ضربٍ بالسِّهامْ
رغم هذا ما اتَّعظْنا
بلْ تحوَّلْنا لأفـواهٍ جياعٍ
تشـتهي مضْغَ الطعامْ
***
ليت من قد أنشأوا لِلَّغْوِ خمسين قناةً
خصصوا منها قناةً للصحاري
كيْ تضخّ الماءَ فيها ..
لا لإنتاج الكلامْ
ليتهم قد بدَّلوا رملَ الصحاري
من عبوسٍ لابتسامْ
فيه نلقي سنبلاتِ القمحِ حُبلى
بالأماني والطعامْ
***
ليت من باعوا لنا مليونَ طنٍّ
مِنْ بهاراتِ الكلامْ
أن يبيعوا الخبزَ للمحتاجِ في يُسْرٍ
وأن يعفوهُ من شرِّ الزحامْ
***
يا رجالَ المالِ
يا مَنْ تشترون العطرَ من باريس
والأكلَ المُعَّلبَ
كُلَّما اشتاقتْ لنكهتهِ المدامْ
هلْ علمتمْ أنَّ بعضَ الناس جوعى؟؟
قَـزْقَـزُوا اللِّبَّ عَشاءً ثم ناموا
حين قزقزتم .. تسليتم بمشويِّ الحمامْ؟؟
***
يا رجالَ المالِ .. يا حكامَنا الغُرّ الكرامْ
إن هذا الشعبَ قد صوَّمتموهُ
كيْ ينالَ الأجرَ عنْ صبرِ الصيامْ
بينما أنتم أكلتم وامتلأتمْ
ليس يعنيكم
أفي الأطباق لحمُ الشعبِ أمْ لحمُ النعامْ!!!
***
لو سمحتمْ.. بادِلُوهُ
سوفَ يعطيكم ثوابَ الصبر ِوالصومِ جميعاً
وامْنَحُوهُ الخبزَ ..أو بعضَ الإدامْ
قد سئمنا من تفاهات الكلام

 

شعر : سعيد حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق