السؤال :
بعد ثلاث سنوات على زواجنا، تزوج زوجي بزميلة له في العمل،
وبرغم التضحيات التي قدمتها له، إلا أنه أقدم على هذه الخطوة، ولم يأبه بشعوري،
وبرغم طلبي الانفصال منه، إلا أنه متمسك بي، ويدّعي حبي،
ولو كان يحبني فلماذا يفعل بي هكذا؟
هو مخادع أم مجنون أم مسحور؟!! أنا لا أعرف!!
الإجابة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا،
وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
لا شك أن الارتباط بزوجةٍ ثانية أمرٌ مشروع
إذا تمكن الرجل من العدل وتجنب الجور والتقصير؛
لأن المقصر يأتي يوم القيامة وشقه مائل،
وخير للمرأة أن يرتبط زوجها بأخرى
بالحلال والطهر بعلم أهلها،
والناس لهم حقوق وعليهم واجبات،
وإلا فالخيار المتاح هو الخيانة لفراش الزوجية،
وقد ألف أحدهم كتاباً عنون له بقوله:
(الثانية لا الزانية)،
وإذا كان يحبك فلماذا تطلبين منه الانفصال؟!
وليس كل متزوج بثانية لا يحب زوجته الأولى،
بل إن معظم من قابلنا يعترف بأن للأولى فضلاً وسبقاً،
ويؤسفنا أن نقول إننا تأثرنا بما تنشره
وسائل الإعلام عن مسألة التعدد،
والشريعة لها حِكمٌ عظيمة من تشريع التعدد
الذي كان موجوداً في الأمم السابقة وعند العرب،
ولكن الإسلام جاء فنظم قضية التعدد،
واشترط فيها العدل، وحددها بعددٍ معين.
والمرأة العاقلة تتمسك ببيتها وبزوجها،
ولا تستمع لكلام المحرضين من الرجال والنساء،
والرجل إذا تزوج بثانية فإنه
لم يرتكب مخالفة شرعية حتى نغضب منه،
وأرجو أن نلتمس له الأعذار، وما كل ما يعلم يقال.
وأرجو أن تتذكري أن الزوجة الثانية أختٌ لك في الإسلام؛
فلا تشغلي لسانك بذكر عيوبها،
ولا تطلبي من زوجك أن يسلبها حقوقها،
وكوني عوناً له على طاعة الله،
كما كانت نساء السلف عليهن من الله الرضوان،
فقد كان فيهنَّ من تجهز العروس الجديدة لزوجها،
وفيهنَّ من كانت تدعو لزوجها ولزوجته بالخير والتوفيق،
وتقوم بزيارتها وإكرامها.
ولابد أن تقع بعض الأمور لما جُبلت عليه النساء من الغيرة؛
لكن المرأة الصالحة لا تنس عند غيرتها
وفورتها إيمانها ووقوفها بين يدي الله تبارك وتعالى،
والتقوى لجامٌ يمنع الإنسان من التعدي والظلم،
وعندما حدثت لأمنا عائشة حادثة الإفك،
وتكلم أهل النفاق في عرضها،
(سأل النبي صلى الله عليه وسلم
زينب بنت جحش رضي الله عنها عن عائشة،
فقالت: يا رسول الله!
أحمي سمعي وبصري ولساني
أن أقول في عائشة إلا خيراً،
والله يا رسول الله ما علمت عليها إلا خيراً)
فكانت أمنا عائشة تعرف لزينب ذلك الإنصاف،
وكانت تردد:
(لما حدثت حادثة الإفك هلك في شأني
من هلك إلا ما كان من زينب بنت جحش
فإنه كان لها ورع يحميها).
فتعوذي بالله من الشيطان،
وتذكري أنه حريص على خراب البيوت،
وتذكري أن هذا الزوج يرتبط بك برباط العقيدة
والأخوة في الله قبل وبعد رباط الزوجية وميثاقها،
وليس زواجه من الثانية عذرٌ لك في كراهيته
أو مسوغٌ للتقصير في حقه، فلا تلتفتي لوساوس الشيطان،
ولا تستمعي لكلام المحرضين أهل الفسوق والعصيان،
واتق الله واصبري،
واعملي ليومٍ يشيب فيه الولدان.
وفقك الله لكل خير.
د. أحمد الفرجابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق