ماذا جَـرَى ؟؟ شعر : سعيد حسين القاضي

ماذا جَـرَى ؟؟

يا مـؤمنين بربكم ماذا جَـرَى == عـقـلي لفعلـكمُ العجـيـب تحـيَّـرَا ؟


الدِّينُ وَحَّـدَ بالمحـبَّةِ صفَّـكمْ == مالي أرى الصـفَّ الجميلَ تبَعْثرَا ؟

فِـرَقٌ سنَعْجـزُ لَوْ أرَدْنا حصرَها == عَصَفـتْ بِصفٍّ كـان يوماً خَـيِّـرَا !

صار الصـراعُ هـوايةً ما بيـنـكـم == وبهِ اكْـتسبـتم شُهـرةً بين الورَى

لا تستـريحُ ولا تـنامُ جُـفُـونُـكم == حتى تَـرَوْا أنَّ الصراعَ تفجَّـرَا !!

لَـوْ أنَّ أسبابَ الـشِّـقـاقِ شـحـيحةٌ == فستبحثون عن الشِّـقاقِ لـيُـشْترَى !!

جَـدَلٌ عـقـيمٌ في طبائِـعِـكمُ سَـرَى == هـلْ كان ذلك في الكتابِ مُسَطّرَا ؟

حـتى عـذاب الـقبـر صار قضيةً == البعـضُ أيَّـدها.. وآخـر أنكــرَا !!

لمَّا اشـتهـرْتُمْ بالـتَّصارعِ بينكم == غـذَّى عـدوُّكـمُ الخـلافَ فأثـمَـرَا
****


فانظـرْ إلى ليبيا وما يجري بها == لترى دماءً خَضَّبتْ فيها الـثـرَى

وهناك داعش في العراق تمدَّدَت == عاثـتْ فساداً في المدائِنِ والـقـرى

ونرى بسوريا كـلَّ شخـصٍ حـاملاً == لأخـيهِ – لَـوْ يلـقاهُ يوماً – خنـجَرَا

(عَـلَـويَّةٌ)أو( شـيعةٌ ) أو(داعش ٌ) == فِــرَقٌ تُـحَـرِّكها أيـادٍ لا تُــرَى

وهـناك(قـاعـدةٌ ) تـبُـثُّ سـمـومَها == بَلَغَ التطرُّفُ عند بعضِهمُ الذُّرى

لـوْخــرَّبوا أو فـجَّـروا أو قـتَّـلوا == فهناك مُـفْـتـيهمْ يُـبَـرِّرُ ما جـرَى

سكنتْ خفافيشُ الظلامِ برأسهِم == والقلبُ ما بين الضلوعِ تحـجَّرَا

فـإذا تَـطـوَّعَ عـالـمٌ بنَـصِـيحَةٍ == لِمُغَـيَّـبٍ تجـدُ المُغَـيَّبَ زَمْـجَرَا

كــلٌّ يُـكــفِّــرُ غــيـرهُ وكـأنـهُ == حَـكَمُ السماءِ وقد أتى مُتَـنَكِّــرَا

وكـأنَّما الجـنَّاتِ ملك يمـيـنه == يَختار مَنْ يَـرِدُون فـيها الكوثرا

جعلـوا الـتـدَيُّنَ سلعةً مغشوشة == فـي سُوقِهم صارت تُباعُ و تُشْـتَرَى

يا مـؤمـنـيـن بربِّـكـم ماذا جــرَى == ضِقْـنـا بمَنْ تَخِذوا التديُّنَ مظهرَا

****

لو حـقـقَ الإرهابُ أحـلاماً لـهُ == في أيِّ أرضٍ أوْ طغى وتجـبّـَرَا

أو ظـنَّ مصرَ كغـيـرها أُلـعـوبَةً == وأتى ليضربَ أمْنها.. أوْ فكَّـرَا

فاستحضروا كـفَناً وخُطوا قـبرَهُ == فـلـقـدْ سعى نحو العرينِ لـيُقْـبَرَا

جـيشٌ الكنانةِ سوف يسحـقهُ بها == ما كان في هـذا حديـثاً يُـفْـتَـرَى

****

الـدِّيــنُ قـدَّم للـحـيـاة شــرائـعـاً == جعـلتْ طريقَ السالكين مُيَـسَّرَا

لِـمَ قـد جَنَحْـتم نحوَ دربٍ شائكٍ ؟ == مَنْ سار فـيهِ خـطـوتـين تـعَـثَّـرَا ؟

الغيرُ أحْـرَزَ في الـحـياةِ تـقـدُّمـاً == فَـلِـمَ ارتَضَيْتم أنْ تعودوا القَهْقـرَى؟

عودوا إلى الـدين القويم وكـفِّـروا == عـمَّا جَـنَـيْـتم..واسْتـشـيروا الأزْهرَا

شعر : سعيد حسين القاضي

5\8\2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق