علي فرج.. ملك الاسكواش المدافع عن القضية الفلسطينية

تفاعل رواد موقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي مع تصريحات لاعب الاسكواش المصري، والمصنف الثاني عالميا، علي فرج الأخيرة.

علي فرج.. ملك الاسكواش المدافع عن القضية الفلسطينية (بروفايل)

داخل ملعب الاسكواش بنادي ويمبلدون، علت صيحات الجماهير عقب فوز اللاعب المصري علي فرج بلقب أوبتاسيا للاسكواش في الجمعة الماضية، لكن الهتافات زادت عندما ألقى كلمته المساندة للقضية الفلسطينية قائلا بهدوء وثقة: “فجأة أصبح من الممكن حديث الرياضين عن السياسة، لنتكلم عن فلسطين أيضا التي تمر بظروف أوكرانيا، الفلسطينيون يعانون منذ 74 عاما ولا أحد يتكلم” في موقف مشهود سيبقى في الذاكرة أبد الدهر.

عند خروجه من الملعب الزجاجي في لندن كان الجميع يسترجع تاريخ فرج مع الاسكواش، البطل الذي شق طريقه منذ الصغر بالإصرار والصبر والموهبة الكبرى، فلا أحد ينسى الطفل الصغير الذي جذب الانتباه في نادي هليوبوليس وهو يلعب الاسكواش مع شقيقه الأكبر ويصر على البقاء لأكبر فترة ممكنة برفقة المضرب والكرة، لم يعرف أحد حينها أنه سيصبح أحد أيقونات اللعبة خلال سنوات قليلة.

وكان فرج متمسكا بقمة التصنيف الدولي لرياضة الاسكواش في العالم حتى بداية الشهر الحالي، حيث فقد مركزه لصالح اللاعب بول كول النيوزلندي، وبقى الفرعون المصري في الصدارة منذ نهاية عام 2020 وحتى شهور طويلة، نظرا للبطولات العديدة الكبرى التي نجح في الظفر بها خلال مسيرته وأخرهم بطولتي أوبتاسيا بلندن وهيوستن المفتوحة في الولايات المتحدة.

ولا يتوقف اللاعب المخضرم عن اقتناص البطولات المحلية والدولية، وهو ما يُلقي القلق في قلوب المنافسين نظرا لمهارته الشديدة وقدراته الفائقة على التعامل مع الكرة وتحركاته الذكية داخل الملعب الزجاجي الصغير فضلا عن قراراته الحاسمة في مسيرته حيث اختار في وقت مبكر التوقف لفترة رغم نجاحاته المتميزة في عالم الناشئين لرغبته في استكمال دراسته في جامعة هارفارد بمجال الهندسة الميكانيكية قبل أن يتخرج عام 2014، لكنه عاد مجددا بشوق وحماس لتلك اللعبة المدهشة وقرر السير في طريق الاحتراف.

قوة فرج تعود إلى قدراته في التعامل مع المنافسين بمستوى عالي، يدرسهم جيدا قبل المباراة، يكتشف مكمن خطورتهم ويقضي عليها في الأشواط الأولى وفي حالة عدم وجود التوفيق بجانبه لا يفقد تركيزه، يستعين بالصبر والهدوء، يتحكم في أعصابه، ثم يعود إلى المباريات في مفاجآت مدوية، يقول عن ذلك إنه يشاهد مباريات خصومه قبل المواجهة بساعات قليلة ويتخيل جميع المواقف الصعبة وكيف يتصرف خلالها بالطريقة الأمثل.

لا يؤمن فرج بأن هناك إمكانية للحفاظ على المستوى ذاته خلال كافة المباريات التي يلعبها طوال العام التي تصل لنحو 50 مباراة، لذلك يجب على اللاعبين الكبار التكيف مع جميع الظروف وتخطي جميع الصعوبات سواء كانت الإصابات الصغيرة أو الشعور بالإجهاد أو المشاكل الشخصية وهو ما دفعه لمصاف العمالقة في الاسكواش لسنوات طويلة واعتلاء القمة لشهور عديدة.

صال وجال علي فرج اللاعب العشريني في الملاعب الزجاجية حول العالم، اختطف الفوز من أمام اللاعبين المخضرمين أمثال محمد الشوربجي وشقيقه مروان وطارق مؤمن والألماني سيمون برونزر الإنجليزي نيك ماثيو حيث اقتنص ألقاب كثيرة من أبرزها بطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش، وبطولة العالم وبطولة مصر الدولية وبطولة السويد المفتوحة وبطولة قطر.

مر بتجارب صعبة خلال مسيرته لأن الوصول إلى القمة مليء بالتحديات، من بينها خسارته في بطولة أمريكا عام 2015 في مباراة النهائي، كان يتمنى الفوز خاصة مع حضور عائلته خصيصا من القاهرة لمشاهدته، شعر وقتها بالإحباط الشديد، ابتلعته حفرة اليأس، كاد أن يختفي فيها “الفترة دي هزتني جامد” كما يقول في تصريحات إعلامية، لكنه انتفض سريعا ليعود إلى منصات التتويج “كسبت بعدها بطولة كبيرة رجعتلي ثقتي في نفسي”.

غاب علي فرج أيضا عن الملاعب لشهور طويلة نظرا لإصابته في العام الماضي، لم يتمكن من المشاركة في بطولة الجونة الدولية، وعند عودته في بطولة الثمانية العظماء بمول العرب لم يتمكن من تخطي دور المجموعات، يحتاج إلى مزيد من الوقت لاستعادة لياقته كاملة لكنه قد مباريات قوية أمام لاعبين من الطراز الرفيع أمثال محمد الشوربجي واللاعب الصاعد بقوة مصطفى عسل، ليكتسب احترام الجميع,

يلتزم أغلب لاعبي الاسكواش بعدم الحديث عن السياسة داخل الملاعب الزجاجية، يُتاح لهم بعض الدقائق للتعليق على الفوز أو الخسارة في البطولات الكبرى، لكن الجميع فوجيء بما دار في لندن الجمعة الماضية، تحلى فرج بالشجاعة لذكر القضية الفلسطينية وضرورة التضامن معها أسوة بما يدور مع أوكرانيا خلال الغزو الروسي، يؤكد أنه يستعرض إلى أزمة بسبب كلماته”ما سأقوله سيسبب لي المشاكل” ورغم ذلك أراد أن يُمرر للعالم رأيه بقوة كما يفعل بالكرة داخل الملعب.

وانتقد علي فرج “ازدواجية التعامل مع الأزمات في العالم معلنًا تضامنه مع “‫فلسطين‬” التي قال إنها “تمر بما مرت به “‫أوكرانيا‬” منذ 74 عامًا”.

وقال فرج: “لم يكن مسموحا لنا من قبل بخلط السياسة مع الرياضة، ولكن فجأة الآن أصبح مسموحا، وطالما أصبح مسموحا، فلعل الناس تنظر للاضطهاد الذي يحدث في كل مكان في العالم”.

وأضاف: “الشعب الفلسطيني يعاني منذ 74 عاما من المشاكل بسبب الحرب أيضا، طالما نستطيع الحديث الآن عن الأوكرانيين، فبالتالي يمكننا الحديث عن الفلسطينيين أيضا .. لذا من فضلكم ضعوا هذا في الاعتبار.. شكرا جزيلا”.

تصريحات فرج جاءت عقب تتويجه بلقب بطولة أوبتاسيا، بالعاصمة البريطانية لندن، بعد الفوز في المباراة النهائية على لاعب بيرو، دييجو إلياس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق