قصة بنت ام جدة

قصة بنت ام جدة

التقليد الاعمى

من خلال التناقض القائم بين معاييرنا الاجتماعيةوبين التطور والمفاهيم العصرية التي تغزو أفكارنا وعقولنا كل يوم بدأت قصتي هذه…وذلك عندما وجهت لي جدتي انتقادا لاذعا بينما كنت ذاهبة لحضور حفل نجاح صديقتي وأرتدي ملابس عصرية غريبة نوعا ما حيث وصفت ارتدائي لهذه الملابس بالتقليد الاعمى لا أخفي عليكم أنني في باديء الأمر لم أفهم معنى كلامها أو ربما لم أفهم كلمة التقليد الأعمى بالذات مما جعلني أغضب كثيرا وأصعد إلى غرفتي عازمة عى عدم الذهاب إلى الحفل وجلست أحاول تفسير ما قالته جدتي ولكن دون جدوى فجاة طرق باب الغرفة إنها جدتي! دخلت وجلست وهي تنظر الي نظرات ملؤها الحنان والحب ثم بدأت بالتحدث الي وشرح ما قصدته بانتقادها بان ارتدائي لهذه الملابس العصرية لس من ديننا ولا عاداتنا الاجتماعية بشيء حيث ان مانراه يوميا في الفضائيات والقنوات المختلفة ما هو الا تقليد اعمى للغرب محاولين سلب العقول بالبرامج والملابس والعادات والتقاليد المنافية لأخلاقنا وعروبتنا عند ذلك اعترضت جدتي فقلت إن هذه التصرفات جميعها ما هي الا نتائج التطور والثورة التكنولوجية التي غيرت مفاهيم العالم كلها وليس الغرب فقط . فردت جدتي محتدة ان عكس ما تقولينه هو الصحيح فالتكنولوجيا والتطور الذي تدعيه ليس معناه ارتداء ملابس غريبة وتقليد الغرب بالعادات السيئة ولكن يجب اتباع التطور بما يناسب تقاليدنا وعاداتنا العربية الاصيلة وبما يتماشى مع العقيدة الاسلامية والتغلب على الصراع القائم بن القديم والجديد بين التمسك بالتقاليد والنزوع الى التجديد والتغيير فالتطور يكون في الثقافة والمعرفة والعلم واستخدام التكنولوجيا المتطورة بما يفيد حياتنا العملية ويختصر علينا الوقت والجهد وليس التقليد الاعمى كطفل صغير يقلد ما يراه وما يسمعه فعقولنا هي القوة البشرية الوحيدة التي تستطيع التفريق بين الطريق المستقيم والطريق المتعرج والخاطىء الذي يؤدي الى الهاوية في تلك اللحظات انتابني شعور بانني يجب ان افكر في ما قالته جدتي واعيد النظر في مجرى حياتي كلها مبتعدة عن التقليد الاعمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق