الصدقة..انواعها وفضلها والحكمة من إخراجها وفوائدها من قبل Aboelmagd Aboelmagd

الصدقة.. من أحبّ وأفضل الأعمال لله عزّ وجلّ هى الصدقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنّ في إخراجها دليلٌ على صحة إيمان العبد بالله تعالى ويقينه بأنّه هو الرزاق سبحانه، وقد سُمّيَ المال بذلك لأنّه يُميل القلوب ويحجبها عن رؤية جزاء الصدقة وإخراج المال، ويحجبها عن رؤية النعم التي تستحق الشكر والذي يعبّر عنه بالصدقة، لكن العبد المؤمن يعرف أنّه مستخلَفٌ في هذا المال، وأنّ عليه أن يعطي الفقراء والمساكين منه حتى يحقّق التكافل الاجتماعي، بل يتنافس مع غيره في سدّ حاجة الفقير والمحتاج، لأنّ رسول -صلى الله عليه وسلم- قد حثّ على الصدقة، ورَغَّب بها جميع المسلمين حتى النساء.

وإذا أراد الإنسان أن يحقق الله له ما يريد أو ضاق عليه أمر فى حياته فعليه أن يتصدق، حيث أمر الإسلام أتباعه بالقيام بأعمال البر، والخير، والإحسان، ومن ذلك أنّه دعاهم إلى بذل أموالهم في سبيل الله بأسلوبٍ جميلٍ يقنع العقول، ويُريح النفوس، من ذلك قوله تعالى: (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، ولكن على المسلم أن يحرص على أن لا يُدخل على صدقته شرٌّ عظيم؛ ألا وهو الرياء، وإتباع الصدقة بالمنّ والأذى؛ لأنّ ذلك يُذهب أجر الصدقة، بحيث يأتي صاحبها يوم القيامة محتاجًا إلى حسناتٍ أشدّ الحاجة، ولكنة يجدها أصبحت هباءً منثورًا بسبب عدم الإخلاص والرياء.

فوائد الصدقة

*1- الصدقة*
*باب من أبواب الجنه.*
*2- الصدقة*
*أفضل الأعمال الصالحات وأفضل الصدقة إطعام الطعام.*
*3- الصدقة*
*تظل صاحبها يوم القيامة وتفك صاحبها من النار.*
*4- الصدقة*
*تطفيء غضب الرب وحر القبور.*
*5- الصدقة*
*خير ما يهدي للميت*
*وأنفع ما تكون له ، ويربيها الله عز وجل.*
*6- الصدقة*
*تطهير ، وتزكية للنفس ومضاعفة الحسنات.*
*7- الصدقة*
*سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة.*
*8- الصدقة*
*أمان من الخوف يوم الفزع الأكبر وعدم الحزن على ما فات*
*9- الصدقة*
*سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات.*
*10- الصدقة*
*من المبشرات بحسن الخاتمة وسبب لدعاء الملائكة.*
*11- المتصدق*
*من خيار الناس والصدقة ثوابها لكل من شارك فيها.*
*12- صاحب الصدقة*
*موعود بالخير الجزيل والأجر الكبير.*
*13- المنفقون*
*من صفات المتقين والصدقة سبب لمحبة عباد الله للمتصدق.*
*14- الصدقة*
*أمارة من أمارات الجود وعلامة من علامات الكرم ، والسخاء.*
*15- الصدقة*
*سبب في إستجابة الدعوة وكشف الكربة.*
*16- الصدقة*
*تدفع البلاء وتسد سبعين باباً من السوء في الدنيا.*
*17- الصدقة*
*تزيد في العمر وتزيد في المال وسبب في الرزق والنصر.*
*18- الصدقة*
*علاج ، ودواء ، وشفاء.*
*19- الصدقة*
*تمنع الحرق ، والغرق، والسرق ، وتمنع ميتة السوء.*
*20- الصدقة*
*أجرها ثابت ولو كانت على البهائم أو الطيور.*

الحكمة في إخراج الصدقة
1) تورث المحبة والمودّة بين المسلمين، وتزيل الحقد من قلوب الفقراء على الأغنياء.
2) يسهل التعارف بين المسلمين.
3) ينشر الرحمة والمودة بين المسلمين.
4) يقلّل من ظاهرة انتشار الفقر في المجتمع المسلم.
5) يثبّت أواصر التعاضد والتماسك والترابط بين أفراد المجتمع المسلم.

أداب إخراج الصدقة
1) أن تكون من مال الإنسان الطيب
2) أن تكون للأرقاب وعلى من يستحقها من الفقراء
3) أن لا يستقل المؤمن مقدار صدقته حتى لا تصدق بشق تمرة
4) أن لا يتبع المسلم صدقته بالمن والأذى
5) وأن يخفيها ولا يتظاهر ويتفاخر بها لأن التفاخر يقلل من أجر الصدقة على عكس إخفائها، من السبعة الذين يُظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ويكون دليلًا على إخلاص العبد، حيث إنّ الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.

أنواع الصدقات
تنقسم الصدقة إلى نوعين: صدقة النافلة، والصدقة المفروضة وهي الزكاة الواجبة

فصدقة النافلة تشمل أوجه الإحسان إلى الفقراء والمساكين من أموال غير الزكاة، حيث حثّ الإسلام على البذل والعطاء، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تشجّع على ذلك، ومنها ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ)، ومن الجدير بالذكر أن صدقة التطوع لا تقتصر على نوعٍ واحدٍ من أعمال الخير، وإنما تشمل الكثير من الأعمال، فكل معروفٍ صدقة، مصداقًا لما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإنَّ منَ المعروفِ أن تلقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ وأن تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيكَ).

أما الصدقة الواجبة وهى الزكاة المفروضة فلها شروط خاصة، ومصارف معيّنة شرعًا، كما في قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)، وقد فرض الله تعالى الزكاة في العام الثاني للهجرة، وثبت وجوب الزكاة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الأمة، حيث قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وعندما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى أهل اليمن قال له: (أعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)، والزكاة لا تجب على المكلّف إلا إذا تحقّقت شروط معيّنة، وهى الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، المِلك، النماء، الحول.

الصدقة الجارية
الصدقة الجارية هي كل عملٍ يستمر أجره وثوابه حتى بعد موت الإنسان، وانتقاله إلى جوار ربه، وهي استثمارٌ صالحٌ في الحسنات، وبابُ أجرٍ مفتوح لتكثير الأعمال الصالحة في الميزان حتى بعد الموت، والصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبواب أجرٍ كثيرة، كالصدقة الجارية. ‏

فضل الصدقة الجارية
سبب لتكثير الحسنات واكتساب الخير بعد الموت. سبب لإطفاء غضب الله سبحانه وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه. تمنع عذاب القبر. ترفع درجة المؤمن في الجنة، وتجعله في أعلى الدرجات. تنجّي من عذاب النار. تبرئ ذمة العبد من أي دينٍ أو نقصٍ أو تقصيرٍ في عبادته.

الصدقة للميت
فضل الصدقة عن الميت.. أجمع علماء المسلمين استنادًا إلى الأدلة على ثواب الصدقة عن الميت، حيث يصل أجرها إليه وتفيده في قبره وتخفف عنه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أبي مات وترك مالًا ولم يُوصِ. فهل يُكِفِّرُ عنه أن أَتصدَّق عنه؟ قال: نعم.) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ أمي افتُلِتت نفسُها. وإني أظنها لو تكلمتْ تصدقتْ. فلي أجرٌ أن أتصدقُ عنها؟ قال: نعم). إنّ من الأفضل أن تكون الصدقة أو أية أعمالٍ أخرى تقدّم للميت من ولده، فأفضل الصدقات التي تكون من مال الميت نفسه، ومن مال أولاده من الذكور والإناث، ولا بأس من تصدّق المحبين والأصدقاء.

أفضل الصدقات التي تصل للميت
1) الدعاء؛ من أهمّ ما يصل الميت الدعاء الخالص له بطلب المغفرة من الله تعالى، وقد كان قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف أنّ الولد الصالح هو ما يُمكن أن يستفيد منه الميت، قال صلى الله عليه وسلّم ((إنَّ الرجلَ لتُرفعُ درجتُه في الجنةِ ، فيقول : أنَّى لي هذا ؟ فيقال : باستغفارِ ولدِك لك)).
2) الصدقة بالمال؛ فيصل أجرها إلى الميت سواءً كانت مالًا أو طعامًا أو كسوةً، فكلّها تعتبر صورًا من صور الصدقة.
3) بناء المساجد ودور العلم وكل شيءٍ مفيدٍ، وهذا يُدعى صدقةً جاريةً لأنها تستمر لفتراتٍ طويلة، وكلّما انتفع منها الناس أخذ الميت الأجر، كما يمكن التبرّع بأرضٍ لبناء المباني النافعة للأمة الإسلامية.
4) تبَّني طلبة العِلم من حيث تأمين ما يحتاجونه، كما أنَّ تخصيص بئرٍ لشرب عابري السبيل أو وضع كولر من الماء في مسجدٍ من المساجد يعتبر من الصدقات التي يصل الميت أجرها.
5) طباعة القرآن الكريم في كتيباتٍ صغيرةٍ وتوزيعها على الناس، ومن الأفضل عدم طباعة اسم الميت عليها حتى لا يدخل الرياء أو السمعة في العمل؛ فالنية الخالصة لله تعالى هي التي توصِل الأجر للميت.
6) تأدية ما على الميّت من ديونٍ للناس، وتأدية الديون التي لله تعالى مثل: تأدية فريضة الحج عنه في حال مات ولم يحج، أو يمكن التبرّع لمساعدة حاجٍ لله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق