القرآن تدبر وعمل سورة الشورى صفحة رقم 484

 

الوقفات التدبرية

١

{ ۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ

وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ }

هذه أكبر مِنَّةٍ أنعم الله بها على عباده؛ أن شرع لهم من الدين خير

الأديان وأفضلها، وأزكاها وأطهرها؛ دين الإسلام الذي شرعه الله

للمصطفين المختارين من عباده، بل شرعه الله لخيار الخيار،

وصفوة الصفوة؛ وهم أولو العزم من المرسلين المذكورون في

هذه الآية؛ أعلى الخلق درجة، وأكملهم من كل وجه.

السعدي:754.

السؤال:

ما أعظم نعمة أنعم الله بها عليك؟

٢

{ ۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا

وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُوا۟ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِيهِ ۚ }

اتفق دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع جميع الأنبياء في

أصول الاعتقادات؛ وذلك هو المراد هنا، ولذلك فسره بقوله:

(أَنْ أَقِيمُوا۟ ٱلدِّينَ ) يعني إقامة الإسلام الذي هو توحيد الله وطاعته،

والإيمان برسله وكتبه وبالدار الآخرة، وأما الأحكام الفروعية،

فاختلفت فيها الشرائع، فليست تراد هنا.

ابن جزي:2/299.

السؤال:

ما الأمور التي اتفقت فيها رسالات الأنبياء؟

وما الأمور التي اختلفت فيها؟

٣

{ أَنْ أَقِيمُوا۟ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِيهِ }

بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين، والألفة والجماعة، وترك

الفرقة والمخالفة.

البغوي:4/77.

السؤال:

ما السمة الجامعة المستفادة من الآية التي بعث الله تعالى بها جميع الأنبياء؟

٤

{ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ }

أي: عظم عليهم (مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من التوحيد ورفض الأوثان؛

قال قتادة: كبر على المشركين فاشتد عليهم شهادة أن لا إله إلا الله،

وضاق بها إبليس وجنوده، فأبى الله عز وجل إلا أن ينصرها

ويعليها ويظهرها على من ناوأها.

القرطبي:18/453.

السؤال:

ما الأمر الذي عظم على المشركين؟

٥

{ وَمَا تَفَرَّقُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ }

بغياً من بعضهم على بعض طلباً للرياسة؛ فليس تفرقهم لقصور في

البيان والحجج، ولكن للبغي والظلم والاشتغال بالدنيا.

القرطبي:18/454.

السؤال:

ما سبب تفرق بعض وجهاء المسلمين رغم وجود العلم؟

٦

{ وَمَا تَفَرَّقُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ }

لما أمر تعالى باجتماع المسلمين على دينهم، ونهاهم عن التفرق،

أخبرهم أنكم لا تغتروا بما أنزل الله عليكم من الكتاب؛ فإن أهل الكتاب

لم يتفرقوا حتى أنزل الله عليهم الكتاب الموجب للاجتماع.

السعدي:755.

السؤال:

ما الفائدة التي نخرج بها من هذا الإخبار عن أهل الكتب السابقة؟

٧

{ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ ۖ }

ولم يقل: ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ )؛ لأن حقيقة دينهم الذي شرعه الله

لهم هو دين الرسل كلهم، ولكنهم لم يتبعوه، بل اتبعوا أهواءهم،

واتخذوا دينهم لهواً ولعباً.

السعدي:755.

السؤال:

في الآية تنبيه على خطورة البدعة، بينه.

التوجيهات

1- إثبات الصفات لله سبحانه ونفي مماثلته للمخلوقات،

﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ ﴾

2- ارض بما قسم الله؛ فالذي يبسط الرزق ويقبضه هو الله وحده،

﴿ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ ﴾

3- حسن مقصد العبد مع اجتهاده في طلب الهداية من أسباب التيسير

لها، ﴿ٱللَّهُ يَجْتَبِىٓ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىٓ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴾

العمل بالآيات

1- ادع صديقا أو قريبا إلى عبادةٍ أو سنةٍ أنت تعملها،

﴿ فَلِذَٰلِكَ فَٱدْعُ ۖ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ ﴾

2- قل هذه العبارة اتباعاً لأوامر الله سبحانه وتعالى:

﴿ وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٍ ۖ ﴾

3- انظر بدعة أو معصية انتشرت فيمن حولك وابتعد عنها،

وحذر منها، ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ ﴾

معاني الكلمات

الكلمة معناها

فَاطِرُ خَالِقُ، وَمُبْدِعُ.

وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا أَنْوَاعًا؛ ذُكُورًا، وَإِنَاثًا.

يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ يُكَثِّرُكُمْ؛ بِسَبَبِ التَّزْوِيجِ.

مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ مِلْكُهَا، وَمَفَاتِيحُ خَزَائِنِهَا.

يَبْسُطُ يُوسِعُ.

وَيَقْدِرُ يُضَيِّقُ.

كَبُرَ عَظُمَ.

يَجْتَبِي إِلَيْهِ يَصْطَفِي لِتَوْحِيدِهِ، وَدِينِهِ.

يُنِيبُ يَرْجِعُ إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ.

بَغْيًا عِنَادًا، وَظُلْمًا.

كَلِمَةٌ سَبَقَتْ بِتَأْخِيرِ العَذَابِ.

الْكِتَابَ التَّوْرَاةَ، وَالإِنْجِيلَ.

مُرِيبٍ مُوقِعٍ فِي الرِّيبَةِ، وَالاِخْتِلاَفِ المَذْمُومِ.

فَلِذَلِكَ فَادْعُ قُمْ بِالدَّعْوَةِ إِلَى ذَلِكَ الدِّينِ.

لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ لاَ جِدَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ؛ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ الحَقُّ.

الْمَصِيرُ المَرْجِعُ.

تمت الصفحة ( 484 )


انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق